الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلبة الثانوية العامة وتآمر شركة الطاقة

سامي الاخرس

2012 / 6 / 10
القضية الفلسطينية


طلبة الثانوية وتآمر شركة الطاقة
أصبحت أزمة وقضية الكهرباء والحديث عنها شيء مبتذل وخارج عن اللباقة الأدبية والأخلاقية؛ لأنها أصبحت أزمة الكل يُدرك ويَعرف أسبابها ومسبباتها، المواطن البسيط قبل المواطن الواعي، الصغير قبل الكبير، السيدة قبل الرجل، العجوز قبل الشاب، بل حفظنا عن ظهر قلب مبررات جيش الناطقين الإعلاميين باسم الشركة وغير الشركة، وأصبحنا أكثر فهم ووعي بأسباب خروجهم اليومي والمتكرر للحديث عن الأزمة، ولا نحتاج بعد الحديث عنها لأننا كمن ينفخ في كير لا يخرج إلّا سواد وجه، يلطم وجه شعبنا بسواد الحياة، ويَدر الابتسام على وجوه مسؤولي ومساهمي شركة الطاقة، ومن خلفها جباة الضرائب.
وعليه فالحديث هنا ليس عن أزمة الكهرباء في غزة بل هو عن مستقبل طلبة الثانوية العامة الذين توجهوا اليوم لقاعات الامتحانات التي تحدد مصيرهم النهائي، وتحدد مصير جيل كامل وتضعه أمام مفترق طرق إما التسكع في شوارع البطالة والضياع، وبدء مرحلة الانحراف والجريمة، أو التوجه إلى فتح آفاق المستقبل والمعرفة والعلم وبناء المستقبل من خلال استكمال مسيرة العلم، وتخريج أجيال متعلمة قادرة على تحمل مسؤولياتها، وهو ما يعتبر أولوية أولى لكل مؤسسات الدولة أو أي حكومة تسعى لبناء جيل واعد للمستقبل، وتتضافر جهود كل المؤسسات المدنية وغير المدنية خلف الحكومة لتحقيق هذا الهدف.,
لكن في بلدنا قامت الحكومة في غزة بمنع أقامة الحفلات العامة خلال فترة الامتحانات، وعليه تم حظر حفلات الأفراح والمناسبات لأجل طلاب الثانوية لتهيئة مناخ مناسب لهم ولدراستهم وخاصة في ساعات الليل التي تعتبر الأكثر مناسبة للطالب بما إنها أكثر هدوء وسكينة يستطيع من خلالها التركيز بمراجعة دروسه والتركيز في مقرراته الدراسية، إلَّا أنّ الشيء العجيب وغير المبرر إطلاقًا هو هذا الفعل الفاضح الذي مارسته وتمارسه شركة الطاقة الفلسطينية – وهي براء- من هذه الصفة التي وفيما يبدو إنها لا تتصف بأي صفات لها علاقة بالوطن والمواطنة، وهموم المواطن، بل شركة لا تمتلك سوى جباية الأموال، وتوزيع الكهرباء المجانية على موظفيها، وطأطأة الرأس، وللحقيقة هي كذلك لأن نوعية مدراء المناطق أرخص من رأس الفجل، لا يمتلك إلَّا شيء سوى تقبيل الأيادي لأن يكون مدير أو خرج مدير، فكان فعل فاضح فعلًا ما مارسته شركة الطاقة، حيث إنها أعلنت برنامجها الجديد يوم دخول السولار القطري إلى غزة، أي يوم الخميس الموافق 7 حزيران قبل ثلاثة أيام من امتحانات الثانوية العامة، حيث أن برنامج الكهرباء كما هو قائم منذ أشهر لم يتغير يتم فصل الكهرباء (السادسة صباحًا للساعة الثانية ظهرًا ومن العاشرة ليلًا إلى الثانية عشر أو الثانية والنصف ليلًا، ومن الثانية ظهرًا إلى العاشرة ليلًا)، إلاّ أنه ومنذ اليوم الأول لامتحانات الثانوية أصبح البرنامج يتضاعف وخاصة بساعات الليل فأصبح من( السادسة صباحًا حتى الخامسة مساءً، ومن العاشرة ليلًا حتى السادسة صباحًا) وهذا تم مع بدء امتحانات الثانوية العامة وهنا السؤال ما الهدف وما الغرض من هذا التعديل وبهذا التوقيت؟
المبرر أن محطة توليد الكهرباء في غزة قد توقفت عن العمل، فليكن الأمر كذلك رغم أن السولار يدخل على نفس الوتيرة السابقة من إسرائيل، وكالمعتاد بل وقد قامت مصر بادخال شحنات يوم الخميس 7 حزيران 2012 من السولار القطري( المجاني) إلى غزة ، وامتحانات الثانوية يوم 10 حزيران 2012 أي أن الفاصل الزمني ثلاثة أيام، ولنقنع أنفسنا – خلافًا للحقيقة- بأن إسرائيل لم تدخل سولار، ومصر لم تدخل سولار، وأن محطة توليد الطاقة قد توقفت كليًا ونهائيًا، فلماذا تضاعفت أزمة الكهرباء فجأة بهذا الشكل وبساعات الليل على وجه التحديد؟ هل لأن عطلة الصيف قد بدأت وفتحت المنتجعات أبوابها وتحتاج لكهرباء على مدار الساعة لسلب جيوب الفقراء؟ وهل لا يمكن ترشيد استهلاك هذه المنتجعات لحين الانتهاء من امتحانات طلبة الثانوية؟ وأين هي أزمة الكهرباء؟
أزمة الكهرباء منذ أسر شاليط تمثلت في تدمير مولدات محطة توليد الطاقة في غزة، وقد تم التغلب على هذه الإشكالية من خلال تزويد جنوب غزة بكهرباء من مصر، وتصليح مولدات الطاقة، وعادت الأمور لطبيعتها مع أزمة خفيفة لم يشعر بها المواطن نهائيًا، حتى سيطرة حماس على غزة بدأت تجليات الأزمة من خلال عدم دفع فاتورة السولار المعالج لتشغيل المحطة، والتي كانت تستمر أيام ويتم حل الإشكالية سريعًا بين الحكومتين غزة ورام الله، إلّا أن الأزمة الأخيرة مستمرة منذ أشهر، والأسباب لا أحد يعلمها. ولكننا نعود لحجم الأزمة، وهي فقط في المحافظة الوسطي من غزة التي تزودها محطة توليد الطاقة بالكهرباء، في حين باقي محافظات غزة ( الجنوب والشمال يزود من مصدرين إسرائيل ومصر) إذن فغزة خمس محافظات هي ( رفح- خان يونس- الوسطى- غزة – الشمال)، الأزمة تتمثل بالمحافظة الوسطى وهنا توزيع الألم عدالة، وتقاسم الألم عدالة، فاليوم أربعة وعشرين ساعة، يقسم على ثلاث فترات كل فترة ثمانية ساعات، أي أنه يتم تحويل كهرباء كل محافظة من ثمانية إلى عشر ساعات يوميًا، بل في محافظات مثل رفح يزيد عدد الساعات عن عشر ساعات كل يومين أي يوم ثمانية ويوم عشرة وكذا الحال بباقي المحافظات، وعليه فإن معدل ما يتم تحويله من كهرباء يوميًا من المحافظات الأربعة ( 32- 40 ساعة) في حين أن محافظة الوسطى نصيبها اليومي من ذلك بما أنها صاحبة الأزمة (16 ساعة) مع قطع ثمانية ساعات كباقي المحافظات، إذن فالفائض عن الأزمة الفعلية يكون بمعدل( 16 -24 ساعة) يوميًا، فأين يذهب معدل إنتاج محطة التوليد؟ وأين يذهب المعدل الفائض من المحافظات الأربعة؟
في حال أن سلمنا جدلًا أنه يذهب للمنتجعات السياحية ومؤسسات أخرى، أليس من المنطق ترشيد ساعات القطع الليلية على وجه التحديد حتى نهاية امتحانات الثانوية؟ ولماذا تم مضاعفة الأزمة وخاصة في ساعات الليل مع بدء امتحانات الثانوية؟
هذه الأسئلة لا تبحث عن إجابات قطعًا، بل تبحث عن ضمير يحس بها ويشعر بها، وقلب حي يمكن أن يكون في صدر إنسان يحمل ذرة إنسانية ورأفة بجيل كامل يتعرض للظلم، والإفشال والدفع به إلى هاوية الفشل والانحراف... ولكن هل هناك من لا زال له ضمير؟!!!
سامي الأخرس
10 حزيران 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع حالة التأهب في إسرائيل ومنع التجمعات في الشمال


.. ما حدث في الضاحية يهدف لتحييد حزب الله والمقاومة عما يجري ف




.. أهم المحطات في مسيرة حزب الله اللبناني • فرانس 24 / FRANCE 2


.. حالة من الذهول والصدمة في بيروت • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بين نعيم قاسم وهاشم صفي الدين.. إليكم من قد يخلف حسن نصرالله