الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطر جرائم السرقات هي سرقة حرية الإنسان

عبد علي عوض

2012 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


من ثوابت الأمور والمؤشرات في قياس درجات الفساد بما فيها إفساد تربية الجيل الوليد هي الأزمات . الظاهرتان متلازمتان مع بعضهما بصورة طردية ، فكلما تصاعدت الأزمة إزدادت معها وتيرة الفساد ، لكون المجتمع يوجه أنظاره نحو تلك الأزمة بإنتظار معالجتها وخروج البلد منها بأقل الخسائر ، تاركٌ في ذات الوقت مراقبة عمليات الفساد والذين يباركونه ، وقد أصبحت من بديهيات الأمور أنَّ المتسببين في صناعة وخلق الأزمات هم الذين يمارسون الفساد ، بكل صوَره ، مباشرةً أو عن طريق وكلائهم وسماسرتهم في السياسة والدين .
إنَّ أزمة سحب الثقة من رئيس الوزراء حُبلى بما هو أخطر، فقد تمَّ إستغلالها كما هو مُخطَط له من خلال نشاطات وتصريحات أحزاب الدين السياسي في الآونة الأخيرة لمعرفة ردود أفعال الشارع العراقي ومدى تجاوبه وتقبله لطروحاتهم الظلامية المتخلفة والتي يحلمون بتحقيقها على ارض الواقع .
لقد حُصِرَتْ عملية بناء الديمقراطية بين فَكَّي الفتاوى الدينية المتحجرة وتكرار تطبيق الأساليب النازية الهتلرية والبعثية : - ففي خُضَم الأزمة الحالية أطلَق المرجع الديني – كاظم الحائري – فتواه بعدم ترشيح شخصية علمانية لمنصب رئيس مجلس الوزراء ، وبذلك فهو يعلن الحرب على العلمانية بَشراً وقيَماً وأفكاراً ، ثُمَّ تَبِعهُ شاب في الثلاثينات من عمره في محافظة واسط ويحمل لقب ( البطاط ) مقدِّماً نفسه بصفة ( الأمين العام لحزب الله في العراق ) ،اعلَنَ هذا الشخص وأمام الفضائيات بأنه ومَن معه يتماشون مع الديمقراطية لغرض الوصول الى هدفهم النهائي ، ألا وهو إقامة نظام ثيوقراطي أي نظام التنصيب ، حسب قوله ، يعني يجري تنصيب الحاكم مِن قِبَلْ الطغمة الدينية صاحبة النفوذ وما الشعب إلاّ قطيع من البهائم لايَحقُ له الإعتراض . وبالأمس القريب جرى حفل تكريم – الطفلات اليتيمات – برعاية محافظ بغداد معزّزٌ بخطبة عضو مجلس النواب رجل الدين علي العلاق ، الذي بدوره ألقى مواعظه وإرشاداته على تلك الطيور البريئة غير الملوثة ، بقوله ، أنّهنَّ بَلَغنَ التاسعة من العمر فيتوجَّب عليهنَّ الحجاب والصلاة والصوم ، لكن عندما أجرَت الفضائيات لقاءات مع البعض من تلك اليتيمات وسُؤلنَ عما إذا جئنَ محجبات من بيوتهنَّ وبمحظ إرادتهنَ ، كان الجواب المقرون ببراءة الطفولة – أنهنَّ بُلِّغنَ بوجوب الحضور الى الإحتفال من أجل تكريمهنَّ بالهدايا وعندما وصلنَ الى المكان جرى تحجيبهنَّ - !!؟؟ . إنّ هذا الفعل المستَهجَن يدلُّ على قبح ومرض ذهنية فاعلهِ وما هو إلاّ تلويث لعقول تلك البراعم اليانعة والزهور المتفتحة وجعلها مدَجَّنة كالإمّعات ومنعها من طرح أية تساؤلات ، لكون ملكية وحق التفكير لتلك العقول تعود لأصنام الإسلام الطائفي .
سؤالي الى محافظ بغداد الذي كان يعيش ولسنوات في هولندا والى عضو البرلمان – العلاق – الذي عاش في الدنمارك ، كيف تسير عملية تربية الأطفال في تلك البلدان وهل يجري حشو عقولهم بغيبيات التوراة والانجيل والقرآن ؟ الجواب كلاّ ، لأنّ منهاج التربية ينصب على تطوير مواهب الأطفال في كافة الحقول العلمية والثقافية والرياضية والاجتماعية والنظر الى القانون بكل إحترام وتقديس والتأكيد على إحترام حقوق الإنسان وفي مقدمتها حريته الكاملة المقنّنة التي لايحق لأحد إستلابها . إنّ الإجراء الذي قاما به يذكرنا بما قام به هتلر وحزبه النازي عندما أسّسَ طلائع النازية في المدارس الإبتدائية زارعاً في عقولهم الأفكار النازية والاستهانة بجميع الأعراق البشرية ، ولم تتخلص المانيا بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية من تلك الأفكار إلاّ بعد عدة عقود ونشوء أكثر من جيل ، وقد حذا الطاغية صدام حذو هتلر في هذا المجال وأسّسَ ما تُسمى – أشبال صدام – هذا الجيل تشبَّع ونشأ بأفكار ، القائد الضرورة ، الملوثة التي لاتزال آثارها واضحة وذات تركة ثقيلة على المجتمع . من الواضح أنّ السيدَين المذكوران كانا ولايزالان يعيشان بمعزل عن متغيّرات حركة التاريخ ومسيرة تطوّرأفكار الشعوب وجهلهما لأسباب نهوض تلك البلدان وشعوبها ، التي عاشا بين ظهرانيها ولا يدركان ومَنْ معهما أنّ الأحزاب السياسية ذات الأفكارالشمولية المتقوقعة والمنغلقة على نفسها سيكون مصيرها الزوال ، لأنَّ الشعوب التواقة للحرية لن تتوفق عن حراكها الإرتقائي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكذب والدجل
الناصر دريد ( 2012 / 6 / 12 - 00:25 )
الاستاذ العزيز ، انا شخصيا اصبحت مستعدا لقبول اية تقليعة تأتي بها الاحزاب الاسلاموية حتى ولو كانت من طراز اغتيال الطفولة وبراءتها التي اقدم عليها قيادات حزب الدعوة هذه شريطة ان يكونوا مؤمنين فعلا بما يفعلوه !!! بمعنى انني اكتشفت ومنذ زمن طويل ان اسلاموية والطائفية ومظاهر التدين الاخرى المختلفة والتي اصبحت مثل شبكة العنكبوت الخانقة لشعبنا ، ليست الا كذبا في كذب ، فهم لايؤمنون باي من هذا ، لانهم في الواقع يخالفون ويوميا من خلال الكذب والسرقة والتاّمر والتدليس والقتل ... الخ كل ماتأمرهم به اديانهم وطوائفهم وهم قطعا يدركون ذلك ، اذا ماهي قصة الدجل الذي نراه يوميا ، مثل جريمة اغتيال الطفولة هذه ؟ ان هذه القصة هي ليست الا جزء من حملات الدجل والكذب والنفاق ، ولو فتشنا عن بناتهم هم فقد نجدهن يرفلن بازهى واجمل الحلل وينعمن بافضل انواع التربية في المدارس الغربية ( الكافرة ) التي يحرموها على هذين الفتيات البائسات !!! ان دجل وكذب الاسلاميين والذين لايتورعون عن اقامته وايقاع الاذى ببناتنا من خلاله هو مايجب ان يفضح من قبلنا يوميا

اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً