الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الانتخابات العراقية :دلالات و استحقاقات
باقر جاسم محمد
2005 / 2 / 5اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/7a201895-7eff-4a18-b1db-30b4668669bb.jpg)
إن تحويل الانتخابات الى عرس حقيقي قد دعمته حقيقة أن مجرد الخروج الى مراكز التصويت هو موقف و رسالة بصرف النظر عما سيختاره المقترع أو حتى إذا لم يختر أي طرف و رمى في صندوق الاقتراع بطاقة بيضاء . و لقد زاد الإرهابيون من عمق دلالات هذه الانتخابات حين قاموا بالآتي :
مثلت الانتخابات العراقية لحظة تحول تاريخية حاسمة في مسيرة العراق الناهض من رماد الحروب و الكوارث التي خلفها نظام صدام و ما أعقبه من انهيار شامل للدولة و أجهزتها . و هذا يعني أن لحظة البناء و الإنشاء و التكوين قد بدأت عمليا . فالشعب الذي خرج بالملايين ليؤدي واجبه الوطني قد حسم كثيرا من الجدل السياسي العقيم الذي اتخذته قوى معينة وسيلة لتعويق عملية التحول الى الإرادة الشعبية عبر الانتخابات . و من الواضح أن أي تأخير في تلك العملية كان سيزيد من حجم الكوارث التي كان الشعب يرزح تحتها .
1.هددوا سلفا من يشارك فيها بالقتل.
2.فجروا فعلا ، أو حاولوا تفجير بعض مراكز الاقتراع ؛ كما سرقوا بعض أوراق الاقتراع و أحرقوها.
3.قاموا بالهجوم فعليا على بعض المراكز الانتخابية صبيحة يوم الانتخابات .
لكن كل هذه الأعمال التي تفصح أخلاق و مناهج و مواقف من اقترفوها فأن الشعب قد تحدى كل ذلك و خرج ليبعث رسائل الى شتى الأطراف المعنية بما يدور في العراق الآن . وقد وجه العراقيون الأبطال تلك الرسائل الى :
1. الجهات التي دعمت و شاركت بالانتخابات وهي التي يتوقع لها الفوز لتقول لها هاكم ما أردتم من تفويض شعبي. و لتعملوا على تحقيق ما وعدتم به من تدعيم الوحدة الوطنية و إنهاء الاحتلال و ضمان الأمن و القضاء على الإرهاب و بناء ما هدمته حروب الطاغية و القضاء على الفساد المستشري و تأمين فرص العمل و إعادة الخدمات الأساسية فضلا عن المهمة الأساسية للجمعية المنتخبة ألا و هي كتابة مسودة الدستور الدائم و طرحه للاستفتاء العام . فبدون عملكم و جهدكم الجهيد لن يتم ذلك. و لكن إياكم و الاستئثار بالسلطة .
2. الجهات التي طالبت بتأجيل الانتخابات لتقول لها رسالة مهمة وهي : إذا كنا من أبناء شعبكم كما تقولون و أن لا فرق لديكم بين سكان الجنوب و الوسط و الشمال فنحن نقول لكم بصراحة أن اجتهادكم هذا لم يكن موفقا فأبناء شعبكم في الشمال و الجنوب و الوسط يرون أن أي تأجيل للانتخابات سيزيد من حجم الكارثة الوطنية . و أما من قاطع فليس كلهم غير راغبين و نحن نأمل منكم أن تعملوا مع الجميع من أجل ضمان إسهام الجميع و ترصين الإرادة و الوحدة الوطنية من أجل إنهاء الاحتلال و القضاء على الإرهاب و بناء ما هدمته حروب الطاغية و القضاء على الفساد المستشري و تأمين فرص العمل و إعادة الخدمات الأساسية فضلا عن كتابة مسودة الدستور الدائم و طرحه للاستفتاء العام . فبدون إسهامكم الأصيل لن يتم ذلك
3. الجهات التي قاطعت الانتخابات لتقول لها كذلك إننا نحن أبناء شعبكم نريدكم معنا في بناء العراق الجديد و نربأ بأنفسنا و بكم من أن تضل القطيعة قائمة بيننا أو أن تطمع جهة في جعلنا نقتتل إذن فتعالوا الى كلمة سواء بيننا من أجل ترصين وتدعيم إرادة الوحدة الوطنية وإنهاء الاحتلال و القضاء على الإرهاب و بناء ما هدمته حروب الطاغية و القضاء على الفساد المستشري و تأمين فرص العمل و إعادة الخدمات الأساسية فضلا عن كتابة مسودة الدستور الدائم و طرحه للاستفتاء العام. فبدون إسهامكم الأصيل لن يتم ذلك.
4.الجهات الإرهابية التي سعت جاهدة لثني إرادة شعبنا عن خياراته الوطنية و جعلت من نفسها ، بالباطل، قيمة على الشعب العراقي لتقول لهم : كفاكم استهتارا بقيم السماء و الأرض و كفاكم قتلا و تدميرا للنفس البشرية و لكل ما هو نبيل فيها حين زينتم و تزينون قتل الناس الأبرياء لبعض ضعاف النفوس ، فشعبنا لن يخضع إلا لخالقه جل و علا .
5.بعض الوجوه السياسية الكالحة التي امتهنت الظهور على الفضائيات العربية لتبيع بضاعة كاسدة من السموم المغلفة ببعض العبارات الطنانة لتقول لهم : لقد خاب سعيكم و ظهر للقاصي و الداني فساد أقوالكم و بعدها عن حقيقة شعبنا و قواه الوطنية فإذا كان ما ذهبتم إليه فهما سقيما لحقائق الأمور فأن الشعب العراقي يمنحكم الفرصة لتصححوا أخطائكم و التحول الى قول الكلمة الطيبة التي هي صدقة . أما إذا كانوا من المدفوع لهم أو من أزلام صدام فتقول الرسالة : إذا لم تستح فأفعل ما شئت.
إن المطالب الشعبية المذكورة آنفا هي القاسم المشترك الأعظم للشعب العراقي و هي تمثل تحديات عظيمة الجسامة لن تستطيع جهة واحدة من إنجازها دون جهود كل القوى السياسية المخلصة للعراق و لوحدة أرضه وشعبه و لذلك فنحن ندعوا الجميع للارتقاء الى مستوى التحديات التي تواجه البلاد في هذه المرحلة العصيبة . و إذا كان شعبنا قد قال كلمته بفصاحة و صدق و ألقى الحجة على الجميع ، فأنه ينتظر ليرى و يحكم على الأفعال لا الأقوال .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. انشقاق في صفوف اليمين التقليدي بفرنسا.. لمن سيصوت أنصاره في
![](https://i4.ytimg.com/vi/42VrrLbRiFM/default.jpg)
.. كأس أمم أوروبا: إنكلترا تفوز بصعوبة على صربيا بهدف وحيد سجله
![](https://i4.ytimg.com/vi/gKyQ1A82Cog/default.jpg)
.. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يحل حكومة الحرب
![](https://i4.ytimg.com/vi/yopC6hs_YiM/default.jpg)
.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين ومدمرة أمريكية في عملية جديد
![](https://i4.ytimg.com/vi/GxdAYl0LEtg/default.jpg)
.. حجاج بيت الله الحرام يستقبلون اليوم أول أيام التشريق وثاني أ
![](https://i4.ytimg.com/vi/OwZZUBV04Ek/default.jpg)