الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات العراقية :دلالات و استحقاقات

باقر جاسم محمد

2005 / 2 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إن تحويل الانتخابات الى عرس حقيقي قد دعمته حقيقة أن مجرد الخروج الى مراكز التصويت هو موقف و رسالة بصرف النظر عما سيختاره المقترع أو حتى إذا لم يختر أي طرف و رمى في صندوق الاقتراع بطاقة بيضاء . و لقد زاد الإرهابيون من عمق دلالات هذه الانتخابات حين قاموا بالآتي :
مثلت الانتخابات العراقية لحظة تحول تاريخية حاسمة في مسيرة العراق الناهض من رماد الحروب و الكوارث التي خلفها نظام صدام و ما أعقبه من انهيار شامل للدولة و أجهزتها . و هذا يعني أن لحظة البناء و الإنشاء و التكوين قد بدأت عمليا . فالشعب الذي خرج بالملايين ليؤدي واجبه الوطني قد حسم كثيرا من الجدل السياسي العقيم الذي اتخذته قوى معينة وسيلة لتعويق عملية التحول الى الإرادة الشعبية عبر الانتخابات . و من الواضح أن أي تأخير في تلك العملية كان سيزيد من حجم الكوارث التي كان الشعب يرزح تحتها .
1.هددوا سلفا من يشارك فيها بالقتل.
2.فجروا فعلا ، أو حاولوا تفجير بعض مراكز الاقتراع ؛ كما سرقوا بعض أوراق الاقتراع و أحرقوها.
3.قاموا بالهجوم فعليا على بعض المراكز الانتخابية صبيحة يوم الانتخابات .
لكن كل هذه الأعمال التي تفصح أخلاق و مناهج و مواقف من اقترفوها فأن الشعب قد تحدى كل ذلك و خرج ليبعث رسائل الى شتى الأطراف المعنية بما يدور في العراق الآن . وقد وجه العراقيون الأبطال تلك الرسائل الى :
1. الجهات التي دعمت و شاركت بالانتخابات وهي التي يتوقع لها الفوز لتقول لها هاكم ما أردتم من تفويض شعبي. و لتعملوا على تحقيق ما وعدتم به من تدعيم الوحدة الوطنية و إنهاء الاحتلال و ضمان الأمن و القضاء على الإرهاب و بناء ما هدمته حروب الطاغية و القضاء على الفساد المستشري و تأمين فرص العمل و إعادة الخدمات الأساسية فضلا عن المهمة الأساسية للجمعية المنتخبة ألا و هي كتابة مسودة الدستور الدائم و طرحه للاستفتاء العام . فبدون عملكم و جهدكم الجهيد لن يتم ذلك. و لكن إياكم و الاستئثار بالسلطة .
2. الجهات التي طالبت بتأجيل الانتخابات لتقول لها رسالة مهمة وهي : إذا كنا من أبناء شعبكم كما تقولون و أن لا فرق لديكم بين سكان الجنوب و الوسط و الشمال فنحن نقول لكم بصراحة أن اجتهادكم هذا لم يكن موفقا فأبناء شعبكم في الشمال و الجنوب و الوسط يرون أن أي تأجيل للانتخابات سيزيد من حجم الكارثة الوطنية . و أما من قاطع فليس كلهم غير راغبين و نحن نأمل منكم أن تعملوا مع الجميع من أجل ضمان إسهام الجميع و ترصين الإرادة و الوحدة الوطنية من أجل إنهاء الاحتلال و القضاء على الإرهاب و بناء ما هدمته حروب الطاغية و القضاء على الفساد المستشري و تأمين فرص العمل و إعادة الخدمات الأساسية فضلا عن كتابة مسودة الدستور الدائم و طرحه للاستفتاء العام . فبدون إسهامكم الأصيل لن يتم ذلك
3. الجهات التي قاطعت الانتخابات لتقول لها كذلك إننا نحن أبناء شعبكم نريدكم معنا في بناء العراق الجديد و نربأ بأنفسنا و بكم من أن تضل القطيعة قائمة بيننا أو أن تطمع جهة في جعلنا نقتتل إذن فتعالوا الى كلمة سواء بيننا من أجل ترصين وتدعيم إرادة الوحدة الوطنية وإنهاء الاحتلال و القضاء على الإرهاب و بناء ما هدمته حروب الطاغية و القضاء على الفساد المستشري و تأمين فرص العمل و إعادة الخدمات الأساسية فضلا عن كتابة مسودة الدستور الدائم و طرحه للاستفتاء العام. فبدون إسهامكم الأصيل لن يتم ذلك.
4.الجهات الإرهابية التي سعت جاهدة لثني إرادة شعبنا عن خياراته الوطنية و جعلت من نفسها ، بالباطل، قيمة على الشعب العراقي لتقول لهم : كفاكم استهتارا بقيم السماء و الأرض و كفاكم قتلا و تدميرا للنفس البشرية و لكل ما هو نبيل فيها حين زينتم و تزينون قتل الناس الأبرياء لبعض ضعاف النفوس ، فشعبنا لن يخضع إلا لخالقه جل و علا .
5.بعض الوجوه السياسية الكالحة التي امتهنت الظهور على الفضائيات العربية لتبيع بضاعة كاسدة من السموم المغلفة ببعض العبارات الطنانة لتقول لهم : لقد خاب سعيكم و ظهر للقاصي و الداني فساد أقوالكم و بعدها عن حقيقة شعبنا و قواه الوطنية فإذا كان ما ذهبتم إليه فهما سقيما لحقائق الأمور فأن الشعب العراقي يمنحكم الفرصة لتصححوا أخطائكم و التحول الى قول الكلمة الطيبة التي هي صدقة . أما إذا كانوا من المدفوع لهم أو من أزلام صدام فتقول الرسالة : إذا لم تستح فأفعل ما شئت.
إن المطالب الشعبية المذكورة آنفا هي القاسم المشترك الأعظم للشعب العراقي و هي تمثل تحديات عظيمة الجسامة لن تستطيع جهة واحدة من إنجازها دون جهود كل القوى السياسية المخلصة للعراق و لوحدة أرضه وشعبه و لذلك فنحن ندعوا الجميع للارتقاء الى مستوى التحديات التي تواجه البلاد في هذه المرحلة العصيبة . و إذا كان شعبنا قد قال كلمته بفصاحة و صدق و ألقى الحجة على الجميع ، فأنه ينتظر ليرى و يحكم على الأفعال لا الأقوال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: الرئيس يجري تعديلا وزاريا مفاجئا ويقيل وزيري الداخلية


.. ما إجمالي حجم خسائر إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة؟




.. بعد فشله بتحرير المحتجزين.. هل يصر نتيناهو على استمرار الحرب


.. وائل الدحدوح من منتدى الجزيرة: إسرائيل ليست واحة للديمقراطية




.. وول ستريت جورنال: أسبوع مليء بالضربات تلقتها مكانة إسرائيل ا