الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسحبوا المعارضة

ساطع راجي

2012 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


غريبة هي أمور وطلبات خصوم ومعارضي رئيس الوزراء نوري المالكي، فهم يؤكدون بإنه لا يفي بالاتفاقات التي يعقدها وبأنه فشل في تنفيذ وعوده وإنه خرق الدستور وتجاوز القوانين وأخفق في كل شيء، لكنهم (الخصوم والمعارضون) مع ذلك يتقدمون للمالكي بقائمة جديدة من الطلبات التي يريدون منه التعهد بتنفيذها بعد كل ذلك السيل من الاتهامات.
خصوم ومعارضي المالكي يريدون منه أن يسحب الثقة من نفسه، فهم (الخصوم والمعارضون) لايريدون أن يكلفوا أنفسهم عناء القيام بالاجراءات الدستورية التي تمهد لسحب الثقة من رئيس الوزراء، (أي رئيس وزراء) ولا يريدون الضغط على نوابهم للقيام بهذه الخطوة وعلى الارجح لن يكونوا قادرين على إقناع وزرائهم بالمشاركة في هذا الجهد، ولو تخيلنا ما يجري بين المالكي وخصومه على إنه معركة حقيقية فإن خصوم المالكي يكتفون بالجلوس في ملاجئهم تحت القصف بإنتظار أن يقدم خصمهم على الانتحار أو الانسحاب أو رفع راية الاستسلام، هل هناك معركة تدار بهذا الشكل؟.
المالكي يبعث رسائل يومية تقول إن إسقاط حكومته ولو عبر الوسائل الديمقراطية هو كارثة ستدمر العراق لكن توسل خصوم المالكي بأن يقدم الاخير على عمل ما ضد نفسه هو موقف يؤيد فكرة المالكي سواء قصد خصومه ذلك أم لم يقصدوا، وإذا كانوا يتهمون المالكي بخرقه للدستور فهم يؤكدون عجزهم عن إستخدام الدستور ليس فقط في سحب الثقة عن المالكي وإنما أيضا في التصدي أو الردع لأي قرار أو خطوة خاطئة أو غير مقنعة تتخذها الحكومة وهو وضع ينسف مبررات وجود الهيئة الرقابية والتشريعية الاولى كما ينسف مبررات وجود التعددية السياسية وإلا فما معنى التخلي عن الاسلحة الدستورية والاكتفاء بتصريحات النقد والتهديد؟!.
هناك تناقض أساسي في المشهد العراقي، فخصوم المالكي ومعارضيه، يريدون دفع العراقيين لنسيان حقيقة شركاتهم للمالكي في السلطة وتحديدا في الحكومة ويريدون أيضا دفع العراقيين لنسيان ما يمتلكونه من كتل نيابية كبيرة لديها القدرة على تغيير كل شيء إن أرادت، خصوم المالكي هم شركاؤه ويتحملون مثله مسؤولية كل حالات الفشل والخطأ والفساد والتدهور، إنهم ليسوا أبرياء تماما كما يقولون وهم أيضا ليسوا معارضة فعلية.
التهديد بسحب الثقة من المالكي لايعفي خصومهم من مسؤولية الشراكة في كل ما يتهمون به المالكي وحتى تفرده أو إستبداده كما يقولون هو شبيه لتفردهم واستبدادهم في أحزابهم وكتلهم كما إن هؤلاء الخصوم هم من منح المالكي ضوءا أخضر لايطفأ لاتخاذ ما يريد من قرارات.
للاسف لم يبتلى العراقيون بحكومة فاشلة فقط بل تعرضوا لبلاء أكبر بقوى تشارك في السلطة وتريد القول بإنها تقود المعارضة للحكومة، فجمعت بذلك المجد من أطرافه كلها عبر الفشل في الاداء الحكومي والفشل في إداء المعارضة ولاشيء يؤسس للدكتاتورية أو يبرر قيامها مثلما تفعل المعارضة الفاشلة أو يفعل أدعياء المعارضة، وإذا أراد خصوم المالكي خيرا للعراق والعراقيين فعليهم الانسحاب من دور المعارضة ماداموا لايريدون التفريط بمغانم السلطة بالانسحاب من الحكومة، وإنسحابهم من المعارضة هو ما قد يمهد لظهور جيل سياسي جديد في البلاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص