الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا استأثرت ( السلطه) و( المؤسسة الدينيه) بأصوات الناخبين في العراق؟

انيس الامير

2005 / 2 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رغم ان نتائج الانتخابات العراقيه بشكلها الأولى او النهائي لم تعلن لحد الآن الا ان المؤشرات المتوفره تشير الى حصول ممثلي ( المؤسسه الدينيه) على نصف الاصوات تقريبا" فيما" ذهبت اغلبية النصف المتبقي من الاصوات الى ممثلي السلطه (بشقيها المركزي والكردستاني) في حين لايتوقع ان تحصل بقية التيارات والكيانات السياسيه التي يزيد عددها على مئة كيان وتيار مجتمعة" على نسبة تزيد على عشرة بالمئه من الاصوات . ان لهذه النيجه اسبابها الموضوعيه التي نحاول ان نناقشها في هذه المقاله.
فالتصويت لمرشحي السلطه لا يخرج عن المألوف في البلدان المتخلفه سياسيا" والتي عادة" ما يحصل فيها الحاكم على نسبه تقترب من الإجماع. الا اننا يجب ان نقر ان الانتخابات العراقيه امتازت بقدر مقبول من النزاهه والشفافيه تفتقر اليها معظم البلدان غير المتأصله ديمقراطيا" . لذا فان نسبة الاصوات التي حصل عليها ممثلي السلطه وتحديدا" ( قائمة اياد علاوي والقائمه الكردستانيه يمكن ان تعزى الى الاسباب الآتيه:
1- ان القائمه الكردستانيه هي ليست قائمة سلطه بقدر ماهي قائمه ائتلافيه تضم ممثلين لمعظم القوى السياسيه الكردستانيه وخاصة"الحزبين الرئيسيين في كردستان العراق
ذات النفوذ الكبير في اوساط الجماهيرفي تلك المنطقه وبين اوساط الكرد في باقي مناطق العراق.
2- ان النسبه العاليه التي حصلت عليها قائمة رئيس الوزراء يمكن ان تعزى الى العديد من العوامل اهمها:
أ- استخدام السلطه للامكانيات البشريه والاعلاميه وربما الماديه للدولة في دعم الحمله الانتخابيه للسيد علاوي والاستخدام المكثف لبعض الفضائيات العربيه والعراقيه ذات الشعبيه الكبيره في العراق كالشرقيه والعربيه وتحقيق بعض المكاسب الماديه الآنيه لشريحة الموظفين .
ب- التطمينات التي ركز عليها السيد علاوي للبعثيين السابقين ومنتسبي الاجهزه الامنيه للنظام السابق والجيش العراقي السابق وتبني مطالبهم في انهاء موضوع ( اجتثاث البعث) واعادة الجيش والمؤسسات الامنيه السابقه.
ت- ظهور السيد علاوي بمظهر الرجل القوي القادر على اعادة الامن والنظام في العراق.
ث- خشية البعض من هيمنة قائمه ( الائتلاف العراقي الموحد) على الجمعيه التأسيسيه زما يحمله ذلك من امكانيه نشوء نظام ديني في العراق دفعهم الى التصويت لصالح قائمة السيد علاوي بأعتبارها القائمه القادره على التصدي للمشروع الديني بما تملكه من دعم امريكي وعربي رسمي.
3- اما ما حصلت ما يسمى بقائمة ( المرجعيه الدينيه) فهو يعكس دون شك سطوة هذه المؤسسه الروحيه ونفوذها الكاسح في اوساط العراقيين الشيعة. الا ان هذه السطوه يمكن تفسيرها على ضوء ماياتي:
أ- قيام نظام صدام حسين بتحطيم كل القوى السياسيه الوطنيه والديمقراطيه على مدى ثلاثين عاما" مما جعل المؤسسه الدينيه هي المؤسسه الوحيده في العراق خارج اطار النظام التي استطاعت الحفاظ على وجودها رغم كل الضربات التي حاول النظام توجيهها لهذه المؤسسه .
ب- ان لدى هذه المؤسسه مايكفي من المرونه التي استطاعت بها مواجهة النظام السابق والحفاظ على حضورها في الشارع العراقي. كما ان رأس هذه المؤسسه السيد علي السيستاني تعامل مع موضوع الاحتلال بمرونه وحكمةعاليه جدا"مما اكسبه احتراما" واسعا" جدا" في اوساط الجماهير استطاعت قوى الاسلام السياسي استثماره لصالحها في الانتخابات.
ان النسبه المتدنيه التي حصلت عليها القوى الديمقراطيه في الانتخابات الحاليه لا تؤشر على الاطلاق عزلة هذه القوى عن الجماهير او اخفاقها في صياغة البرامج السياسيه المعبره عن مصالح الشعب بل على العكس فأن هذه النتائج متوقعه جدا" ولا تمثل سوى البدايه لانطلاقة هذه القوى التي سوف تكسب نفوذا" متزايدا" في صفوف الجماهير عندما تتوفر المناخات الصحيه وبدون شك فأن ما هدمه صدام حسين في ثلاثة عقود لا يمكن اعادته في عام ونصف سيما وان عملية البناء هي اصعب من عملية الهدم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش