الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو افلحت مساعي سحب الثقة من المالكي ؟

حسن محمد طوالبة

2012 / 6 / 11
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


بات واضحا ان الصراع على السلطة في العراق في اعلى مراحله , ووصلت الخلافات مرحلة كسر العظم , وقد تخلخلت التحالفات التي تكونت قبل تسلم المالكي رئاسة الحكومة للمرة الثانية , تلك التحالفات كانت حصيلة ضغوط ملالي ايران على القوى السياسية المرتبطة بايران وبعقيدتها الطائفية الزاحفة نحو التقسيم والشرذمة بين ابناء البلد الواحد او الدين الواحد .
اعتمد المالكي على تحالفه مع الولايات المتحدة وايران , لانه المنفذ الوفي لما تريده كل من واشنطن وطهران , وبالتالي فانهما تتسابقان من اجل دعمه واسناده سياسيا واعلاميا , وعلى هذا الاساس استنفرت ايران كل ممكناتها المادية والسياسية والطائفية للضغط على القوى الموالية لنظام الملالي من اجل عدم الاشتراك مع النواب الذين عزموا تقديم مذكرة الى الرئيس تطلب فيها سحب الثقة من المالكي في البرلمان , وهدد السفير الايراني في بغداد تلك القوى بكشف الملفات السرية التي يملكها ضد شخوصها القيادية .
المالكي وكما ذكرت في مقالة سابقة مستعد للقيام بانقلاب عسكري مدعوم من ايران الملالي ومن الادارة الامريكية ضد القوى المطالبة بسحب الثقة منه , فهذا الرجل سبق ان قال " اخذناها ولن نعطيها " , اي ان هذا الاصرار على التمسك بالسلطة هو تعبير عن ارادة ايرانية امريكية , لابقاء رجل مطيع ينفذ اجندة طائفية بامتياز وهو القائل عندما سؤل عن هويته بالقول " انا شيعي اولا " فهذا الرجل افضل من ينفذ خارطة الشرق الاوسط الكبير القائم على المحاصصة الطائفية , والصراع الديني والعرقي . وهذا المشروع هو ما روجت له الصهيونية منذ سبعينات القرن الماضي اثناء الحرب الاهلية في لبنان .
لقد كتبت قبل سنتين مقالة بعنوان " خذوا العراق واعطونا النفط " , وهو ما تم بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق نهاية عام 2011 . فقد انسحبت القوات الامريكية وهي تعرف ان نظام الملالي قد سيطر من خلال " قوات القدس " والاذرع الطائفية التابعة للاحزاب الدينية التابعة لنظام ولاية الفقيه على كل مرافق الحياة في العراق . وقد تمكنت هذه القوات المعادية للانسانية ولكل تعاليم السماء عمليات اجرامية ضد العراقيين الوطنيين بدعوى انهم من اتباع النظام السابق , فقتلت هذه القوات الوف الضباط وخاصة الطيارين الذين كان لهم دور في هزيمة قوات خميني وتجرعة السم في نهاية الحرب العدوانية على العراق عام 1988 . وتتصرف الادارة الامريكية مع ايران في العراق كشريك لا تنازعه السلطة ابدا , بل تسكت على كل عمليات الفتيت الطائفية والعرقية في العراق لاضعافه وعزله من محيطه العربي المقاوم للمشروع الصهيوني والامريكي باقامة الشرق الاوسط الكبير . كما الادارة الامريكية ساكتة على عمليات التخريب التي ينفذها اعوان نظام الايات في البحرين , تحت يافطة الديمقراطية المزيفة الغوغائية , وسوف تسكت على ضم البحرين الى ايران اذا واتت الظروف للمعارضة البحرينية الموالية لطهران .
نظام الملالي يعمل على تصدير ازماته الداخلية الى الخارج , ويفتعل الازمات مع العرب لانه يجد في وضعهم فرصة مناسبة للانقضاض ثانية وقضم اجزاء اخرى من اراضي العرب كما فعلت ايران الشاه من قبل عندما ضمت " عرب ستان " عام 1925 بمكيدة بريطانية خبيثة ضد الشيخ خزعل امير الاحواز , وكذلك ضم الجزر العربية الثلاث ( طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى ) عام 1971 . ولما كان المالكي هو افضل من ينفذ هذا المشروع فمن الطبيعي ان تتمسك به كل من ايران الملالي والادارة الامريكية حليفة الصهاينة في المنطقة .
ماذا لو تمت تنحية المالكي ؟ الكل يحضر ملفات فساد ضده لتقديمه الى المحاكمة كما قدم حلفائه الى المحاكمة من قبل , نعم لقد اتفقوا مع الشيطان في سبيل اسقاط النظام في العراق , ولكن عندما دان الامر لهم وحان وقت قطاف الثمر او اقتسام الكعكة اختلفوا وتنازعوا فيما بينهم , لان كل طرف " يزيح النار نحو قرصته " كما يقول المثل العامي , وينطبق على الذين قدموا فوق الدبابات الامريكية عام 2003 المثل المصري " الحرامية اتفقوا على السرقة ولكنهم اختلفوا في القسمه " .
احد الملفات التي سيقدمها خصوم المالكي هي احتضانه للارهاب والارهابيين الذين ولغوا في دماء العراقيين .
ففي عام 2011 تم الاتفاق بين القوات الأمريكية وحكومة المالكي على تسليم كافة السجناء المعتقلين لدى القوات الأمريكية إلى الحكومة العراقية والذي يبلغ عددهم ( 52 ) اثنان وخمسون معتقلا يمثلون كبار قادة المجموعات الخاصة ( كتائب حزب الله ) و ( عصائب أهل الحق ) و ( لواء اليوم الموعود ) من الذين يعتبرون من أخطر السجناء العراقيين التي كانت القوات الأمريكية تحتجزهم في ( قفص منفصل ) في سجن مطار بغداد الدولي .

وقد تم نقل السجناء اثنان وخمسون بأمر من المالكي إلى موقع أمين بمثابة سجن لهم يتوفر فيه جميع الخدمات من الاتصالات الفضائية والإنترنت والهاتف النقال والهاتف المحمول بكاميرا والسماح لهم باللقاء دون أية قيود‌ بكل من يراجعهم، وسمح لهم كذلك بتوريد كل ما يريدونه من أمتعة وما يحتاجونه من مواد إلى السجن واعتبارهم ضيوفا على وزارة العدل العراقية . وسمح لهؤلاء السجناء بلقاء قادتهم والتشاور معهم في امور التنظيم , وعلى مأموري السجن عدم التدخل في شأن هذه اللقاءات وما يدور فيها . ومن بين السجناء ( ابو الاء) زعيم كتائب حزب الله اللبناني , وبعد مدة قصيرة امر المالكي باطلاق سرحهم بدعوى ان القوات الامريكية اعتقلتهم خلافا للقانون , ووعد المالكي "عصائب اهل الحق " بعدم التعرض للسجناء المفرج عنهم , بل وعدهم باشغال وظائف في الدولة والقوات الامنية , كما ابقى على اسلحة السجناء واعضاء تنظيم العصائب , لمواجهة معارضي المالكي عند الضرورة .
المالكي يعاني من الفساد الذي يعاني منه اسياده في طهران وقد تناولت وسائل الاعلام الايرانية قصصا من قصص الفساد المالي المثيرة للراي العام الايراني الذي يعاني من ازمات معيشية كبيرة كما هو حال العراقيين في ظل الاحتلال وحكومات المحاصصة والتقسيم .
وقبل مدة تبادل محمود أحمدي نجاد اتهم مجتبى خامنئي، نجل المرشد الإيراني، بـ «اختلاس الأموال من بيت المال». وتزامناً مع ذلك، تناول تقرير لصحيفة «ليبراسيون» الفرنسية موضوع أموال ومدخرات نجل خامنئي في الخارج، مشيراً إلى قيامه مؤخراً بسحبها من البنوك الأجنبية. وتحدث تقرير الصحيفة الفرنسية عن وجود 200 ألف وثيقة في وزارة الأمن الإيرانية، بعضها خاص بسحب أموال مجتبى خامنئي من البنوك الأجنبية.
وفي خضم تصاعد الصراع بين أجنحة التيار المحافظ الذي يهيمن على مفاصل نظام الملالي ، يبدو أن أحمدي نجاد يرفض أن يكون كبش فداء، فاختار مواجهة خصومه المختبئين خلف عباءة آية الله علي خامنئي. وفي إطار السعي الحثيث الذي يبذله منافسوه للإطاحة به، ظلوا يوجهون سهامهم إلى أقرب مساعديه ورئيس مكتبه( إسفنديار رحيم مشائي)، الذي تربطه بأحمدي نجاد صلة مصاهرة أيضا. ونشر موقع جرس الإصلاحي معلومات نقلاً عن مصادره تفيد بأن أعضاء وفد مكون من النائب الأول للسلطة القضائية إبراهيم رئيسي، ووزير الأمن حيدر مصلحي، ورئيس هيئة التفتيش العامة( مصطفى بورمحمدي) ، وكلهم ينتمون إلى التيار المنافس لأحمدي نجاد؛ كانوا قد اجتمعوا به ليطالبوه بإقالة مشائي من منصبه، ليتسنى للسلطة القضائية محاكمته. ويضيف التقرير أن التهمة الموجهة إلى مشائي هي اختلاس ثلاثة آلاف مليار تومان، (أي ما يعادل ملياري دولار أمريكي ) ورد أحمدي نجاد رد على أعضاء الوفد قائلاً: «لا مانع في ذلك، ولكن ينبغي فتح ملفات الاختلاس كافة. فأنا أمتلك وثائق ومستندات تثبت أن السيد مجتبى خامنئي النجل الموقر للقائد المعظم قد اختلس من بيت المال مبلغاً بسيطاً، أي حوالي مليار و600 الف يورو. لذا لو كنتم على استعداد لفتح الملفين معاً فسوف أقيل رحيم مشائي من منصبه». ولا تقف الاتهامات الموجهة إلى مجتبى خامنئي عند «الاختلاس»، بل هو متهم بإدارة عمليات القمع ضد المعارضين.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة الشؤون السياسية في دمشق تسلم صحفيا أمريكا كان مختطفا م


.. تركيا تعلن استئناف عمل سفارتها في العاصمة السورية دمشق




.. مشاهد من داخل سجن المزة العسكري بدمشق بعد سقوط نظام الأسد


.. كاميرا مراقبة تكشف سرّ الحريق القاتل في دار لرعاية المسنين ب




.. محكمة الاستئناف الأميركية ترفض طلب -تيك توك- بوقف حظر التطبي