الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوسن البرغوتي تكتب عن أحياء عربية / العصا التي تستخدمها أمريكا و-إسرائيل- لم تعد تنطلي على أحد، وستصعّد من الرفض لمكامن تواجدهم في الأحياء العربية

مركز الآن للثقافة والإعلام

2005 / 2 / 5
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير



تلوح بالأفق بداية لتحركات أصوات أمريكية فردية، تدعو إلى محاسبة ومراجعة لما يجري في العراق من انتهاك حقوق الأسرى في سجن أبو غريب، وفي غيره من السجون المعتقلات المنتشرة على مساحة العراق. إذ ليس من المعقول أن تقتصر تغطية فضائح الممارسات الهمجية بمحاكمة سبعة جنود ومن ادعوا أنه رئيسهم ومصدر الأوامر لهم بممارسة تعذيب الأسرى بأبشع الطرق والصور التي تمتهن أول ما تمتهن ديموقراطية أمريكا المشبوهة، وما هذه المحاكمة الصورية المسرحية المضحكة إلا تبريراً لممارسات احتلال وطن برمته.
أما المتهم الحقيقي بالإرهاب على مستوى العالم فهو النظام الأمريكي. ولا يمكن أن تنطلي علينا مشاهدة من جاء إلى العراق من أفراد مدنيين من الشعب الأمريكي ليقدم دمية إلى طفل عراقي، في الوقت الذي يمارسون فيه أبشع صنوف القتل على الشعب بأكمله. وهل يمكن أن تكون مثل هذه التصرفات الفردية كافية لتعويض الأبرياء ما أحدثته آلة الحرب الأمريكية من تدمير للعراق!.
ومن الإنصاف أن نقول بأن هناك محاولات شعبية أمريكية محدودة للتفكير في إعادة حسابات الحملات العسكرية، والتي من شأنها فضح وتعرية الشعارات الديمقراطية وتحرير الشعب العراقي من نظام ديكتاتوري التي ترفعها أمام العالم القوات الغاشمة، والتي تمثّل في حقيقتها أبشع حملة لتخريب البنية التحتية اجتماعيا واقتصاديا للعراق.
إن ما قام به هؤلاء الجنود من تعذيب وإذلال للأسرى العراقيين، إنما تمّ تنفيذاً لأوامر القيادة الأمريكية، وهذا ما أشارت إليه والدة الرئيس الموكل إليه بحملة التعذيب.وما الإجراءات الأمنية المشددة الملازمة لتنصيب الرئيس بوش، تشير إلى تواجد منظمات داخلية تعارض سياسة الحرب،وهناك أصوات ترفض السياسة الأمريكية في العراق.
مما يستوجب على الإعلام العربي الحر أن يستخدم هذه القضية، بشكل تصعيد الحوار مع الشعب الأمريكي نفسه، ليصحو على حقيقة نظامه، الذي بات تحت براثن سلطة اللوبي الصهيوني، وتغلغله في رسم قرارات القمع الأمريكي ووضع يده على العراق، لتصبح أمريكا نفسها تحت احتلال الإعلام واللوبي الصهيوني العنصري!.
وهذا بطبيعة الحال يخدم خطط التوسع الصهيوني في المنطقة العربية، ولم تعد تحمل المعنى الحقيقي لصفة "الوطن العربي" بسبب التشتت والإقليمية بوجود تيارات سياسية معينة تبعدنا عن وضوح الرؤية، فقد بات المطالبون بحقوقهم في تقرير مصيرهم، إرهابيون ومتطرّفون!.في حين أن "إسرائيل" وهي تقوم بهجمات مسعورة يومياً على المخيمات، وعلى الحجر والبشر والشجر دولة متحضّرة ومسالمة!، ويكتفي رئيس الشعب المقهور ممارسة الاستجداء الكلامي والمطالبة يتسريع تنفيذ خارطة هي قبل أن ترى النور، مقطّعة الأوصال!.
إن استمرارية المطالبة بمشروعية ومواصلة النضال في ظل تنصيب الباب العالي لأدوات تثبت هذا الاستعمار، واجب وطني وقومي وتاريخي، والمطالبة بعسكرة الانتفاضة وإلقاء أسلحة المواجهة والتصدي من أيدي المقاومين، لهو العبث المطلق بمصير الأمة العربية. ووصف عمليات التصدي والمقاومة بعمليات عبثية إرهابية، هي السبب في إزعاج سموّ "البلدوزر" ودفعه لسحق المقاومة الوطنية المسلحة، وكذلك اللعب على المفردات والمطالبة بوقف "العنف المتبادل" والدعوة لأن تلقي المقاومة أسلحتها، ستدرك القيادة الفلسطينية قريباً بأنها أحلام يقظة ليس إلا. وهذا من شأنه أن يفرز مزيدا من الإصرار على تفجير الأرض تحت أقدام الغزاة، ومن يعتقد ويثق بأن السلام مع أمريكا "والعرّابين" من الأحياء العربية، ستصل بنا إلى واقعة أكبر نكبة عربية.
والأصوات التي تطالب بمواصلة الانتفاضة والتصدي والتي تسمى بعرف اللغط السياسي بالأصوات "الإرهابية" لا تناسب المسار والمخطط الاستعماري المرسوم للمنطقة، وليس أكثرها الاحتلال السافر، والخلل في اتخاذ وتطبيق القرارات العربية، ويبقى التساؤل المطروح، هل التغني بعهد الهيمنة واغتصاب مقدرات وثروات شعوب بأكملها، والركوع تحت طاولة الاستسلام تحت شعار السلام المشبوه.؟ ووفق الأوامر الأمريكية، واليد "الإسرائيلية" والتوقف عن التحريض الإعلامي ضد إرهاب الدولة العنصرية، يمكن أن يفرض على الغزاة تغيير سياستهم.؟وهل تجعلهم يكفّون عن تهديد القيادة الفلسطينية بوقف المفاوضات.؟

على الشعب العربي أن يدرك حقيقة واضحة مفادها أن فلسطين والعراق هما بداية الطوفان القادم. لتُستعبد المنطقة بأكملها، تحت مسمى "الشرق الأوسط الجديد" وتنصيب "إسرائيل" قائدة لهذا المشروع.
وعلى الحركات الوطنية أن تشرع في تنظيم صفوفها بغض النظر عن اختلاف أيدلوجياتها، لتواجه الاحتلال والاختلال في وقت واحد. وما العمليات في فلسطين المحتلة الآن، إلا نموذجاً إيجابياً ناجعاً لرصّ الصفوف. وما على المقاومة السياسية إلا أن تنتهج برنامج التجمع الوطني الذي يستند على الثوابت الوطنية، في ظل حوار ديمقراطي يفتح قنوات اتصال بين الفئات الوطنية ويدعم الصوت الحر.
وهذا السلوك الواعي وحده سيعرقل خطط الغزاة، ويفرض أوراق قوية بالتصدي لعدو وطن يمزق تاريخ أمّة لها الجذور والشرعية المطلقة في السيادة على أراضيها، وينقذ من الركض إلى مصير متهالك، ويرفع عن الأنظمة العربية تهمة التخاذل والتمسّح بسلطة العرش على حساب الكرامة ولو كانت فوق كراسي مهلهلة مهددة بوسائل إشاعة الفوضى وعمليات تخريبية.
تلك هي العصا التي تستخدمها أمريكا و"إسرائيل" لم تعد تنطلي على أحد، وستصعّد من الرفض لمكامن تواجدهم في الأحياء العربية!.



20/1/2005

------------------------------------------
مركز الآن للثقافة والإعلام
www.al-an-culture.com
[email protected]
00491626534011
0021261140546








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: مقتل 7 فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية في


.. زيلينسكي يطمئن الأوكرانيين ويعيد التأكيد على الحاجة الماسة ل




.. الأطفال في لبنان يدفعون غاليا ثمن التصعيد في الجنوب بين -حزب


.. ردود فعل غاضبة في إسرائيل على طلب إصدار مذكرات توقيف بحق نتن




.. جيل شباب أكثر تشدداً قد يكون لهم دور في المرحلة المقبلة في إ