الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استكمال مهام الثورة: العائق الأساسي للثورة

سيف بن هنية

2012 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


استكمال مهام الثورة، تحقيق أهداف الثورة،الانتقال الديمقراطي ،المرحلة الانتقالية....مفاهيم و جمل متقطعة اشتدت وتيرة تداولها من بعد 14 جانفي إلى يومنا هذا و أصبحت خبز الإعلام اليومي ، كأن الحديث عن الثورة لا يجوز إلا بضخ هذه المفردات و أخواتها، و الجدل السياسي الساءد لم يتجاوزدائرة الثنائيات المزعومة، القوالب المسقطة،المستخلصة من تجارب سابقة و بعض التحويرات الجانبية حتى تلائم الواقع التونسي ،و رغم اختلاف الإيديولوجيات بين مختلف الأطراف السياسية بقيت تجمعهم جملة يتيمة "استكمال مهام الثورة".
لماذا؟ كيف؟ و هل البقاء رهينة لهذا التوجه سيؤدي فعلا إلى تحقيق أهداف الثورة؟ و هل أهداف الثورة ترتكز أساسا على التنمية،التشغيل...الخ
لا أدعي هنا العبقرية السياسية و لست شاذا سياسي لكني أعتقد بأن حصر الحراك الجماهيري تحت هذا السقف هو بداية فشل الثورة، التعبئة من أجل هذه الأهداف لن يكون إلا طريقا مقنعا لتحقيق مصالح انتخابوية ضيقة ستكون في نهاية الأمر في صالح فئة دون غيرها، فالدعوة الى استكمال مهام الثورة ليست إلا تابوتا مصنوعا بسابق الاصرار و الترصد لدفن الثورة و لتموت كل القوى الثورية ميتتها الأخيرة ، لأن أغلبها سجنت نفسها في تقاليد و إرث الثورات السابقة ،حتى أزلام النظام أعجبتهم هذه الجملة و جملت نوعا ما عهرهم السياسي، الإسلاميون أيضا تبنوا هذا الشعار مع دعمه بإشاراتهم الربانية أصبحت لهم إضافة إلى شرعية الرب شرعية "الثورة"...
لكن أين الجماهير من كل هذا، هل فعلا تريد استكمال أهداف الثورة؟ ألم يجد الشعب نفسه ضحية لهذا الشعار دون تقديم تفسير حقيقي، المجلس التأسيسي مثلا كان مطلب كل الأحزاب واتفق كلهم على انها اول خطوة في استكمال مهام الثورة و تسللت الأحزاب في كل التحركات الشعبية ليصبح المجلس التأسيسي مطلبا شعبيا لا خلاف فيه ، اليوم نجد أنفسنا أمام نفس المشهد ،نفس الأخطاء،نفس الاستراتيجيات، فلا يخاطب الشعب على أنه هو من سيصنع الثورة بل يتعاملون معه كغنيمة انتخابية أي بمعنى صوت لنا و نحن سنحقق لك ما تريد ، يريدونه وقودا احتياطيا و لا يريدونه محورا ثوريا، فالمسألة مسألة وجود لا أحد يحارب وجوده بنفسه لكنهم يضعون وجود أفكارهم و اعتقداتهم
على نفس المسافة مع وجود شعب بأكمله، و استكمال مهام الثورة هوالوجه البراق لهم ،أما الجماهير عليها أن تنزل إلى الشارع و تقطع مع كل هذه الشعارات ، القضية بسيطة لا تحتاج الى تعقيدات : النصر أو الموت لا يوجد خيار ثالث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون