الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجع الانتماء الفاعل

شذى احمد

2012 / 6 / 11
الصحافة والاعلام


راحت تضرب اخماس بأسداس عمن يريد النيل من الموقع ولما تم تعرضه للتخريب. ف جوليان اسانج كان فدائيا من طراز لم يألفه الاعلام العالمي قط. ومض في سماء عالم يعرف قبل غيره قصر ذاكرته. وسرعة تخليه عن ابطاله. انغماسه في ملذاته. تنوع اهتماماته، وتعدد مفردات حياته اليومية. وسرعة تنكره لمبدعيه والراغبين بقيم عدالة ومساواة يتقاسمها الجميع بلا مفاضلة.
لكن الحلم شيء والحقيقة شيء اخر. مثلما خيبت الجماهير العربية شاعرها فتنهد ذات يوم قائلا : نسيت العرب فلسطين واستبدلوها بولعهم بكرة القدم. كذلك نسي العالم جوليان اسانج وتركوه تعبث به خطط خصومه ، ليلقنوه وكل من يفكر بتحديهم على هذا الكوكب دروس لا تنسى. وهل هناك ابشع وأشنع ، وأمر من الاتهامات الجنسية والتحرش بالقاصر بالغرب اذن اشرب ايها المتطاول حد الثمالة لا احد يلتفت اليك . سيرحلوك ان عاجلا ام اجلا. العالم مشغول. الكل يلاحق اصحاب الفانيلات الملونة. الكرة تتدحرج هنا وهناك . يتباهى هؤلاء بمعرفة رقم غرفة نوم نجم الكرة الفلانية وأي الفنادق يرتادها. وعدد صديقاته. وحركاته وسكناته. وتلك عن قصد وغيره تشجع هذا المنتخب او ذاك اكراما لمن تحب ام مجاراة للمألوف. كرة القدم اولا في مواسمها. وبرامج الترفيه والتسلية والشهرة والثراء الفاحش السريع في مواسمها. اما النبلاء والأبطال. الفدائيون . والأقل حظا منهم الشهداء فهؤلاء في قوائم معلقة على حيطان ذاكرة رطبة لا تقربها خيوط الشمس ولا يلتفت اليها احد الا في زمن جرد الحسابات. اما لاستخدامها لأغراض انتخابية .. او سياسية. والموضة الآن لأغراض نشر الديمقراطية!!.
فكرت بالموقع . لقد نشر إيمانا منه ام تحديا للمألوف لكل الطوائف. وفي مقدمتها تلك التي تحضر الاقتراب من مواقعها، ولا تسمح حتى بالهمس على صفحاتها. كتبوا كل شيء وسبوا الجميع وشتموا. واتبعوا كل الاساليب النفسية التحريضية لكسر اي كاتب ينتقد رموزهم وسياسيهم ولطاميهم، ولصوصهم وقتلتهم ، طغاتهم . امييهم وجبابرتهم. منتهكي الحرمات. ومبددي الثروات. وصبوا عليه جام غضبهم. وكونهم ليسوا استثناءا من مجتمع شرقي متزمت كان للكاتبات نصيبا وافرا من حملاتهم غير المشرفة والمحمومة لقمعهن وإخراسهن. وإجبارهن على التوقف عن الكتابة.
فكرت رغم كل مساحة النشر التي منحها الموقع لهم ، وتجاهله لويلات وصرخات الكتاب ألملتزمين .المفكرين العلمانيين منهم واليساريين . الليبراليين والثوريين. ظل الموقع ينشر لتلك النخبة التي لها مثنى وثلاث ورباع من صفحات النشر وقنواته وما ملكت ايمانهم. بينما لا يحظى اصحاب الكلمة الحرة النزيهة ليس فقط بمثلها بل لا يهنئ لهم بال حتى بواحدة يأنسون لها ، ويتبادلون معا نخب المحاورات الفكرية بلا زقوم السب والشتم والهتك والسخرية والتعرض والتحرش وسحب النقاشات الى زوايا مظلمة معتمة عن قصد دفين ومبطن لمنع الناس من الاستماع الى الاصوات النبيلة والتفكير بواقع حالهم المرير.
مع كل هذه الانتصارات وان كانت وقتية هل يطمح هؤلاء بإسكات صوت هذا الموقع للأبد لما لا؟. الم يخبرها برفسور زار العراق والتقى ببعض حكام المنطقة الخضراء بأنهم لا يملكون الا مكاتب فارهة وغرف مكيفة . يتقاسم تلك الغرف اشخاص كل همهم متابعة كل ما يكتب على النت وملاحقة كل من يتعرض للفشل الذريع للحكم في العراق وإسكاته بالقرصنة حينا ، والسب والتحرش والتعرض وهتك الاعراض وتشويه السمعة وكيل الاتهامات حينا اخر. الحرب هي حرب. ولكي يضيفوا لوجهها القبيح المزيد من البشاعة قالوا : كل شيء جائز بالحرب .. وحاشا الحب من ان يلحق بهذه العبارة كتابع ذليل . فلم يكن يوما ما الحب الا سموا للروح والجسد.
ترى لما كل هذا العداء. ولما تصرف كل هذه الجموع البائسة طاقتها في كسر همة بني جلدتها وقد صاروا اخر الأمم. لما يفكر احدهم بانتحال الف اسم. خالعا برقع الحياء الى الأبد كي يضيف الى خيبة بلده ونكسته المزيد. منذ اربعين سنة. ومدن العراق وقراها تحيطها ويعلوها التراب . والفقر والبيوت المهدمة.
كنا نرى القصور الرئاسية. ولكن كم تسائلنا يومها لما جوانب الطرق معفرة بالتراب على الدوام. لما الأرض قاحلة جرداء.
لما تبددت ثروات هذا البلد بالحروب في ذلك الوقت واليوم بالسرقة والتآمر. ومذلة التبعية المقيتة لهذا البلد او ذاك.
لما يسارع البعض محموما لكسر من هو قريب منه اذا ما اراد النهوض. هناك ايها القارئ المنفلت من كل العصابات الواردة اعلاه . لك اقول .. هناك بلدان اراضيها خضراء. وهي في كل محفل انساني حاضرة. تراها في كل زوايا العالم السعيد. وإذا ما كذبوا عليك ووصموا تعاستك بالعبادة فقل لهم هناك من رأى الله يحتفل ويبتهج على الضفة الأخرى فخورا متباهيا بانجازاتهم التي بررت له ما تعلمته طيلة عمرك.. اني جاعل في الارض خليفة من بعدي.
لما يخربون موقعا صار بعض الوطن المفقود.لأنهم يخشون صحوتك. يرهبونها. ولا يملكون الا سرقتك وحجب الحقائق عنك صباحا. ثم السكر حد الثمالة على جوعك وقهرك وفقرك ليلاً. لهذا يدمرون منبراً يريد ايقاظك من سباتك لتأخذ حقك الذي سلبوك اياه بالوعود الفارغة والترهات .
تأملت وابتسمت بينما يمرون امامها وتقرأ سطورهم التي شتمتها مثلما شتمت الاخرين. وراحت تتراقص امامها اشباحهم . فهم في كل الاحوال فانتوم اسماء مجهولة وملامح غير واضحة تظهر فجأة وتختفي متى ما تريد. تتلون وتتغير كلما ارادت ذلك. لها كل دواليب الملابس الجاهزة على النت من سهولة اختيار الاسم الى عدم وجود محظورات الى تعمد غير مسبوق بالاحتفاظ ونشر بذاءاتهم دون المساس بها بحجة حرية الرأي الذي يضحكون منه بالسر. مع هذا يبقى موقع مثل هذا يزعجهم ، الافضل التفكير بإسكاته.
ترى ...؟. ودوت بعد ترى هذه تأملات... راحت تتزاحم وتختلط ببعضها البعض ،واستحالت لحبات رمل في صحراء مترامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الف تحية
فؤاده العراقيه ( 2012 / 6 / 11 - 16:45 )

الــــف تحية لك زميلتي الرائعة شذى... أيــن انتِ عزيزتي؟ طالت غيبتك وقلقنا عليكِ ولقد قمت بأرسال رسالة لكِ عبر راسلوا الكاتب نظرا لفقدي للأيميل الذي يعود لكِ وللأطمئنان عليكِ ولم اتلقى منكِ جواب
عموما سعيدة لانك بخير ورجعت لنا سالمة
أما بخصوص هذا العمل الأجرامي وأقول اجرامي لأنه يتعمد كل موقع جيد ينشد للعدل فلا نستغرب منهم هذه الأعمال عزيزتي وشكرا لمشاعرك تجاهه وكما هي مشاعرنا


2 - الزميلة العزيزة فؤاده
شذى احمد ( 2012 / 6 / 11 - 17:29 )
تحية عميقة وخالصة..شكرا لسؤالك عني ووفاءك .ممتنة لكل المشاعر الطيبة. وانا اراجع اجد بان المحرر للمواضيع قد قام بنشر الموضوع الثاني واهمل الأول وهذا سبب بترا قاسيا وغير واضح ومعروف الاسباب للمقالين اللذين كتبا متسلسلين ومتتابعين لنفس الموضوع. ولا ادري هل هو متابعة لسلسلة المضايقات التي كنت وما زلت اتعرض لها في الحوار ام ماذا. يعني كثير على البعض ان انشر بين شهور وشهور والبعض ينشر بشكل يومي . وبلا مشاكل. على العموم الجزء الاول كان توطئة ومقدمة للثاني وكان تحت عنوان


وجع الانتماء ـ الحجب ـ
اشعر بالضيق الشديد لعدم نشره ونشر الثاني المبتور


3 - الزميلة العزيزة فؤاده
شذى احمد ( 2012 / 6 / 11 - 17:29 )
تحية عميقة وخالصة..شكرا لسؤالك عني ووفاءك .ممتنة لكل المشاعر الطيبة. وانا اراجع اجد بان المحرر للمواضيع قد قام بنشر الموضوع الثاني واهمل الأول وهذا سبب بترا قاسيا وغير واضح ومعروف الاسباب للمقالين اللذين كتبا متسلسلين ومتتابعين لنفس الموضوع. ولا ادري هل هو متابعة لسلسلة المضايقات التي كنت وما زلت اتعرض لها في الحوار ام ماذا. يعني كثير على البعض ان انشر بين شهور وشهور والبعض ينشر بشكل يومي . وبلا مشاكل. على العموم الجزء الاول كان توطئة ومقدمة للثاني وكان تحت عنوان


وجع الانتماء ـ الحجب ـ
اشعر بالضيق الشديد لعدم نشره ونشر الثاني المبتور


4 - الزميلة شذى أحمد
فؤاده العراقيه ( 2012 / 6 / 11 - 18:21 )
يا صديقتي أعتقد بأن سبب البتر يعود لأسباب تقنية وبسبب تعرض الموقع بأكمله للحجب , وقد نوه الموقع عن احتمال تعرض بعض المقالات وحتى التعليقات للفقد
ارسليه ثانية وبيني للقارى بأنه كان المفروض أن يكون سابقا لهذا المقال
مع اجمل التحيات واجمل الترحيب للمرة الثانية


5 - الزميلة العزيزة فؤاده
شذى احمد ( 2012 / 6 / 11 - 18:27 )
شكرا من جديد وساعاود ارسال المقال والتوضيح كما نصحتي ربما يكون فعلا هناك خلل او عطل حال دون نشره .. الف شكر لرغبتك الأكيدة بالمساعدة
دمتي كاتبة وصديقة وزميلة قيمة

اخر الافلام

.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار


.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير




.. الصين... حماس وفتح -احرزتا تقدما مشجعا- في محادثات بكين| #غر


.. حزب الله: استهدفنا مبنيين يتحصن فيهما جنود الاحتلال في مستوط




.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يتلاعب ويريد أن يطيل أمد الحرب