الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدمية

المصطفى المغربي

2012 / 6 / 11
الادب والفن


ماذا تفعل هنا ؟
و هنا يُهَرَّبُ إلى هناك،
تحسَّس وراك،
أسراب الغربان تتبعك،
من دبر تمسكك،
لتبقيك هناك،
في مغارة الوقت الكئيب،
ماذا كان هناك؟
غير فتنة بعد فتنة
بعد جوع و هلاك
لم يعطوك أبدا
حتى الفرصة لتحصي قتلاك.
كانوا لما تلعب الخمرة برؤوسهم،
و يشتهون أن تنطفئ عيناك
التي تبرق في قعر الأكواب،
أو تلمع حين القبض على النهدين السائبين،
فيتحولان سحابتا خوف،
وتهرب لحظة الإمساك بطرف الجنة ،
يسألون الإمام الجالس على أريكة من أفخاد السبايا:
ماذا قال رب الآنام؟
في العيون التي لا تنام،
تلمع في العشب وفي الغمام،
تتبعنا في الصحوة وفي المنام.
بعد نحنحة يجيب الإمام:
هي أخوات الشيطان
يا مولاي،
مأواها جهنم،
هي عيونه المدسوسة من الأعداء
يا مولاي،
حُكْمُها و حكمة الله أن تفقأ،
و ذاك أضعف الإيمان.
يضحك الخليفة ، ينتشي،
يعض حَلما غضا بجواره،
يشرب الإمام كأسه ،
و يحمد الله على الثناء،
يدخل قائد الحرس برأسك بلا عينين،
قد عجلوا بقطعه ،
وكنت أنت قد فقدت عينيك
في عراك قَبَليِّ سابق،
يضع رأسك باحترام،
كأنه يقدم لسيده قدح المدام،
ثم يقول:
قد وجدناه بلا عينين يا مولاي،
فأتيناكم بالرأس كله ،
قد تكون الأذنان مطلوبتين
أو اللسان،
أو حتى الأسنان،
فهي غالبا ما لا تمضغ الكلام.
يضحك الخليفة مجددا،
ينتشي مجددا،
يعضّ حَلما آخر غضّا بالجوار الثاني،
يشتت العطايا فوق الرؤوس،
و يعطي إشارة العودة لطقوس الجنة.
يُرْمَى رأسك مع مخلفات الوليمة،
يصير فيما بعد علفا لكلاب الجنة.
قد قتلوك هناك منذ البداية،
فلم أنت هنا الآن؟
لم صبرت طويلا؟
كان عليك أن تستجدي موتك
منذ الشتاء الأول،
كان عليك أن تقتفي أثر الوحل
حتى تشربه أو تشربك الأرض.
كان عليك أن ترتمي في أخدود النار
إما يوصلك أو يخمدك رمادا،
كان عليك أن تكون مثلهم،
بلا قلب،
و بعيون كثيرة لا تنام.

10/06/2012










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07