الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار والمجتمع العراقي في زمن البعث

نجاح الابراهيمي

2012 / 6 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد مر الشعب العراقي عامة والمراة خاصة في ظل حزب البعث بفترات مظلمة تخللتها فترة قصيرة جدا في منتصف السبيعينيات اطلق عليها (البحبوحه)التي لم تدم طويلا حيث سعى النظام الى تبيض وجه الملطخ بالدم من احداث الانقلاب الدموي في 8 شباط .حيث سعى الى اصدارقرارات اثرت على عجلة التقدم ودفعت البلاد الى الامام .وكانت اهم القرارات الجبهة الوطنية وتاميم النفط ومجانية التعليم وبيان 11 اذار وغيرها مما نلاحظ بدات نهضة علمية ثقافية هائلة في البلد .ولاننسى كان دور اليسار وخاصة الحزب الشيوعي له دور فعال في تلك النهضة.ازدهر المسرح العراقي وبدات الفرق تعرض نشاطاتها الاسبوعيه بل اليوميه واخذت باقي الفنون في توسع هائل لم نلاحظ فترة زمنية ازدهرت الاغنية العراقية مثل تلك الفترة .واخذت معارض الرسم والنحت دورها الفعال في معترك الحياة.وبدات مهرجانات الشعر ومنتديات الادب تزج بروادها.والاهم من كل هذا وذالك متنفس الحرية الذي توفر .مما حدى بالجامعات العراقية التوسع والانتشار واستقطاب اعداد كبيرة من الطلاب والطالبات.وهنا نقطة مهمة يجب التركيز عليها ان بنت الارياف اخذت طريقها الى الجامعه وبنت الطبقة الكادحه هي الاخرى شاركت زملائها مقاعد الدراسة واصبحت العوائل العراقية تتباهى بوجود ابنته في الكلية.كل ما مضى كان له عدة اسباب حيث انتشار المد اليساري في تلك الحقبه وبدا نشاط الحزب الشيوعي يزداد يوما بعد يوم وبدات منشورات الحزب الشيوعي من صحف ومجلات تتداول بين صفوف الشعب .بل اخذت تنفذمن الاسواق وهناك عامل اعلامي مهم كان له دور في توعية ونهضة الجماهير المجلات والصحف القادمة من الدول الاشتراكية والاتحاد السوفيتي بالنسخه العربية حيث سمح النظام البعثي ضمن اتفاقيات الصداقة والتعاون على دخول المجلات والصحف وكانت تباع ب اسعار زهيدة وكانت له دور كبير في نقل تجربة تلك البلدان المتقدمة الى المجتمع العراقي .مما تقدم كله خلال فترة السبعينيات توصلنا الى جملة عوامل كان له الدور الكبير في تقدم المجتمع العراقي واخذت المراة الدور القيادي في المجتمع حيث بدات تشق طريقها في الحياة حيث ارتفع نسبة النساء المتعلمات بل اصحاب الشهادات الجامعية الاوليه واصبح لها دور في المجتمع العراقي .مالبثت ان انتهت فترة التقدم بدات حقبة مظلمة في تاريخ العراق حيث تم الاجهاض على كل مكتسبات الماضي حيث بدات الضربة القاضيه في التامر على الجبهة الوطنية في نهاية السبعينيات ومع مجيء صدام الى سدة الحكم.حيث عاش الشعب العراقي كابوس مرعب .دخلت السجون اغلب الكفائات العلمية والثقافية واعدم خيرة المثقفين من ابناء شعبنا وهربت اعداد كبيرة من كوادر وقيادات الحزب الشيوعي العراقي اثر الملاحقات والضغوط بكل معانيها.واكثر من هذا وذالك شن النظام حربه على الجاره ايران وزج كل طاقات البلد في حرب مدمرة وهنا بدات الحقبه المظلمة .وكانت لها نتائج سلبية على المجتمع العراقي وبالذات المراة العراقية.ونلاحظ بدات تظهر ظواهر جديدة في المجتمع العراقي منها الفراغ الذي حصل في البيت العراقي وانحسرت قيادة الاسرة بيد المراة مما اثقل كاهلها بتربية وادارة البيت وتركت عالمها واصبحت تطبخ وتربي وتحرس .واصبحت ارملة تنوح بين اربعة حيطان انتشرت ظواهر لم يعتادها المجتمع العراقي من سرقة ودعارة وكثرة الجرائم بمختلف الوانها .وهنا انحسر دور المثقف وبدات الامية تتفشى وكان هم السلطة الدكتاتورية هو استمرار اشتعال الحرب .مما اخذت التقاليد والعادات السيئة تؤثر على بنية المجتمع العراقي وتنتشر .وذالك لاسباب كثيرة انشغال الدولة بالحرب وثانيا غياب اليسار ودور المثقف العراقي انعدم تقريبا وبدات هجرت العقول العراقية الى الخارج.بعد انتهاء الحرب وما نتج من الكارثة من تخلف ودمار دخل البلد ثانية في حرب جديدة وهي حرب الخليج.وكانت بالنسبة الى الشعب العراقي الضربة التي انهكت قواه وجعلته يترنح .كل هذه العوامل خلقت ارض خصبة لنشر افكار قائد الحملة الايمانية صدام .شعب بدا الحصار ينهك عظمه وبدا المثقفين يبيعون كتبهم في الشوارع.المستوى المعيشي جعل استاذ الجامعة يعمل سائق تاكسي حتى يوفر لقمة العيش.وبدا التراجع الفكري والمعيشي يزداد يوما بعد يوم.ولاجل مسايرة نغمة التغير في العالم بدات افكار القائد الدكتاتوري تاخذطريقها الى الشعب.حيث بنيت الجوامع الدينية وبتوجيه وبدعم من عزت الدوري لتمارس فيها ولاول مرة في العراق وبصورة علنية(الدروشة).وهناك بعض النفوس المريضة في جميع انحاء العراق بدات تتعاطف مع عزت الدورة وتوجه الجديد مما حدى ان تفتح له في بعض مناطق الجنوب والوسط معاقل لهم.اهم العوامل التي ساعدت على نشر مفاهيم الحملة الايمانية هو غياب اليسار عن الساحه السياسية وثانيا خلو العراق من الاقلام المثقفة المتنورة وثالثا غلق جميع المنافذ الاعلامية على الشعب العراقي بحيث اصبح العراق سجنا كبير ورابعا هو القمع المتشدد الذي اذاق الشعب الذل والحرمان والركوع لتلك المفاهيم برغم وعي وسخرية الكم الكبير من الجماهير لتلك الحملة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نجاح الابراهيمى
وليد حنا بيداويد ( 2012 / 6 / 11 - 22:45 )
تحية،، مقال جميل ومعبر ولكن يعبر عن وجهة نظر شخصية او اشخاص او قلة من الناس وليس جميع الناس، لا اريد التصيد فى الماء العكر ولست من هذا النوع ابدا ولكنك تريد يا سيد نجاح تبيض وجه الحكم الحالى لربما انت هو المستفيد او مجموعة من الناس، لو تقرا فى عموم العراق نسبة الفقر لتتعجب، لو تلاحظ نسبة الفساد فى العراق لتستغرب، لو تطالع الاحصائيات التى تؤكد حسابات المسؤلين لتكون اشد استغرابا، لو تلاحظ السرقات باسم المشاريع وتحت لافتاتها فذلك بلا حساب
اما لو تلاحظ وبلا شك انك لم تلاحظ ما يعانيه الاقليات القومية حاليا فما لم يفعله صدام وحكمه طيلة خمسة وثلاثون سنة يقوم بها الشيعة الان لتحويل البلدات المسيحية الى دفعها الى الرحيل وكان الشيعة كانوا موجودون منذ سبعة الاف سنة قبل ميلاد السيد المسيح.. هذا ما اريد ان اؤكد عليه، فالشيعة الذين تظاهروا بانهم المعتدى عليهم والمظلومون باتوا يعتدون على حقوق الاخرين وبما لا حق لهم فيه لا من بعيد ولا من قريب، فالشعية طائفة يعيشون فى جنوب العراق ماذا اتى بهم لكى يحتلوا اراضى المسيحين فى الشمال، ماذا وباى حق، هؤلاء يدفعون الامور الى التازيم و الى رفع السلاح والله يستر


2 - سندافع سندافع
وليد حنا بيداويد ( 2012 / 6 / 12 - 00:20 )
الامور الان تسير باتجاه خطر حقيقى بدفع من شيعة العراق لتغير ديموغرافية المناطق المسيحية والبلدات المسيحية التى اسست منذ الاف السنين وقاومت الغزوات التتارية والهولاكية بقوة شدة يدفع الان شيعة العراق لكونهم هم المتسلطون على الحكم باتجاه خطير، لو فيهم عاقل واحد لابتعد عن هذا النار، لو فيهم عاقل لما ارتكب هذا الاعتداء على المسيحيين وعلى القرى المسيحية فى شمال العراق، ما علاقة شييعة العراق بهذه البلدات. هل انحسرت الاراضى لكى ياتوا ويزاحموا اهل هذه القرى لكى يبنوا فيها مساجدهم؟ لمن هذه المساجد ؟ اليست لازعاج ناس المنطقة وتلك القرى؟ باى حق؟. قريبا سيحصل ما سوف لا يكون فى الحسبان فقد تجاوز شيعة العراق حدهم وتطاولوا على حقوق الاخرين فلهم حدود احمر لايحق لهم تجاوزه حتى لو كانت ايران فى ظهرهم وتساندهم، سنكسر شوكة ايران مثلما كسرت فى لبنان، ليكون العراق بلدا للجميع تحترم حقوق الكل، فما يقومون به لم يقوم به النظام السابق رغم ان النظام السابق حاول هو الاخر القيام بتغيرات ديموغرافية لاجل تحويل تلك القرى الى اسلامية وهذا مرفوض سنقاوم مثلما قاومنا هولاكو وجنكيزخان
لنمد ايادينا للبعض لنمنع هذا الاعتداء


3 - الى وليد حنا بيداويد
نجاح الابراهيمي ( 2012 / 6 / 12 - 06:18 )
السيد وليد حنا تحية طيبة بغض النظر عن التميز الطائفي العراق منذ الاف السنين عاشت فيه اطياف مختلفة وتلاحمت وتكاتفت هذة النعره الطائفية جيء بها الى العراق مع المحتل ليخلق التفكك والفتنه ثانيا يااخي انا رجل تضررت من النظام بقدر كبير لكن الواقع الذي عشناه في منتصف السبعينيات وجب علينا كتابة الحقيقة الظاهر صديقي لم تركز في قرائتك انا لم اكتب عن النظام الحالي في العراق ولم ابيض وجه انا كتبت عن فترة حكم البعث وتاثير اليسار ارجو اعادة القراءة ثانيا يا اخي مهما توالت انظمة الحكم على العراق لايوجد اقس من النظام الدكتاتوري البعثي وهناك مفارقة مع الاسف لم يدركها الاخ وليد ان نسبة التهجير في زمن الطاغية صدام للمسيحين نتيجة القمع كانت تشكل ارقام كبيرة وان الذي يقود الارهاب في العراق يا اخي هم القاعدة تحت مسميات مختلفه بدعم من السعودية وقطر وما ناله اخواننا المسيحين من تفجير الكنيسة وغيرها ومن تهجير كانت على يد القاعدة المجرمة مع التحيات


4 - شكرا لك
وليد حنا بيداويد ( 2012 / 6 / 12 - 08:59 )
شكرا لك زميلى الكاتب، فى الواقع انا اخالفك الراى فيما ذهبت اليه ، صحيح ان النظام كان قاسيا ولكنه لم يفعل ما تريد شيعة العراق فعله الان بالقرى المسيحية فى منطقة الموصل وانا اتصور وتصورى هذا شخصى انه مدفوع باجندة ايرانية مثلما حدث فى لبنان. هل انحسرت الاراضى فى منطقة شاسعة لكى يبنوا اكاديمية ومسجد داخل قصبة مسيحية التى شيدت لاكثر من سبعة الاف سنه؟ هل قام النظام العراقى السابق وهل سمعت يوما بهذا.. لا ابدا لم يحصل ولم يبنى مسجدا واكاديمية داخل القرى المسيحية وهناك استياء شعبى عارم فى المنطقة وبين المسيحين بسبب عملية التغيير الديموغرافى ،، والله والله لو كنا على النظام السابق لكان اشرف بمليون مرة مما عليه الوضع الان فى العراق من دفعها نحو الطائفية والحقد والكراهية، بما تفسر يا ايها الزميل الموقر بناء مسجد وماذا سينجم عنه فى المستقبل؟ الا سيولد الكره والحقد والطائفية لكى تتخدل ايران وتساعد الشيعة؟ مثلما حدث فى منع الخمور والبارات؟ اين الحرية وحرية العقائد الدينية والخصوصيات)
اننا ننتظر كارثة ستحصل ولنرفع اصواتنا لكى لا يحترق ابنائنا بما تخطط له ايران والايادى الخارجية لمستقبل العراق، تحية


5 - سلم هذا القلم
فؤاده العراقيه ( 2012 / 6 / 12 - 13:50 )
سلم قلمك عزيزي نجاح وانت أوجزت بكلمات قليلة تاريخ العراق الأسود وعبرت عن ما جرى من قمع وحصار للشعب أيام سلطة صدام واجدت ذلك
وفعلا لم تتطرق لهذا النظام ...
أن كان هذا النظام ابشع من سابقه هذا لا يعني باننا لا نتطرق لمساوء نظام صدام بل نكشف ونبين للذين كانوا واهمين به فهو كان يجمع من السلبيات فقط مما نتج عن حالنا هذا اليوم ونتيجة قمعه وحصاره علينا وتشجيع التخلف بمنعه للكتاب الجيد وحتى الشهادة في يومها لم تكن ضرورية والجامعات لا تدخل لها الا اذا كنت بعثيا ساقطا وكل مجالات الحياة الا اذا انتميت للبعث فتولد هذا الحقد والتخلف في نفوس العراقيين
فالنظام الساقط السابق صحيح أنه لم يفعل ما فعله شيعة العراق بالقرى المسيحية لكن لا ينسى الزميل وليد بأن هذا نتاج للحقد الذي زرعه صدام بنفوس شيعة العراق بالأضافة الى ان هذا لا يعني بأن صدام كان افضل أو هذا النظام هو الأفضل فالأثنان أتوا لخراب البلد
الطائفية يا عزيزي وليد زرعتها أمريكا في نفوس العراقيين الذين أتعبهم وخلفهم صدام .... نحن ننشد ونتمنى للبلد أن يكون بأحسن حال لا أن ننوح ونبكي على حالنا التعس في زمن الخراب في البنية التحتية في زمن صدام


6 - فؤادة عراقية
وليد حنا بيداويد ( 2012 / 6 / 12 - 14:57 )
تحية، شكرا على تعليقك وتعليق الاخ الكاتب، انا بلا شك كتبت كل شئ فى التعالقيك وانا لا الوم صدام ابدا، وانما انا الوم من اتى بعد صدام، نحن نعيش لاكثر من عشرة سنوات من زوال صدام كذلك اكرر ما قلته ان صدام لم يفعل ذلكما يفعله الشيعة الذين يلعبون بالنار الذى سيحرق الاخضر والباس معا ان لم يكون هناك مراجعات للخط والحقد الذى يزرعونه، فنحن سوف لا نقف مكتوفى الايادى واتمنى ان لا تحصل كارثة لبنان فى العراق
ان ما يفعله شيعة العراق بدفع اجندة اجنبية لعمل فاق خطورته مما يتصوره المرء وحذارى حذارى من الاستمرار، سكوتنا لايعنى القبول وانما قنبلة موقتة وسيكون حينها حجة للتخدل الاجنبى وخصوصا الايرانى مثلما هو واقع فى جنوب لبنان
اتمنى ان يكون السياسيين الحاليين بمستوى المسؤؤلية وليكون العراق وطن للجميع
تحية


7 - الكاتبة والصديقة فؤادة العراقية
نجاح الابراهيمي ( 2012 / 6 / 12 - 19:35 )
الكاتبة والصديقة فؤادة العراقية سلامي رغم المرور السريع على تلك الفترة الزمنية لكني اردت ان اوصل رسالة الى القارىء الكريم هو تاثير الحزب الشيوعي على الحياة المدنية في العراق وغيابه شكل فراغ كبير مما جعل بعض الافكار السوداوية ان تنتشر والنظام الحالي له وقفة ثانية ومطولة.سلامي واحترامي ل حضورك الرائع والساند لي بكم نستنير صديقتي فؤادة العزيزة .

اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة