الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منتدى المستقبل و الاصلاح في العالم العربي

أشواق عباس

2005 / 2 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


يدعونا ما شهدته السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين من هجوم منظم على سيادة العرب واستقلالهم و الذي اتخذ شكلا مباشراً ومادياً ونيوكولونيالياً إلى المقارنة بينه وبين إعادة هيكلة المنطقة وفرض الانتدابات بعد الحرب العالمية الأولى.فالحديث يدور اليوم، كما كان الأمر في العشرينات من القرن الماضي، حول إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجيو سياسية وحول حماية حصول الغرب على النفط وعلى فرض «الديمقراطية» على المنطقة بقوة السلاح.
ولعل الأمثلة الصارخة على «الامبريالية الجديدة» هي بالطبع اجتياح العراق واحتلاله وتدميره والاجتياح الإسرائيلي والاحتلال وتدمير المجتمع الفلسطيني و إخفاق العرب منفردين و مجتمعين من التصدي لهذه الأخطار و الإصرار الغربي على تعليم العرب كيفية إصلاح أنفسهم و إعادة تشكيل أنفسهم لكن وفق الوصفة التي يرونها هم أولا و أخيرا .
ورغم تعدد المبادرات الغربية التي تقترح مشاريع للإصلاح في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومنها في منتصف التسعينيات "إعلان برشلونة" و"الحوار المتوسطي" و"الشراكة الأوروبية المتوسطية"، وتبعها أوائل هذا العام "المشروع الفرنسي- الألماني من أجل مستقبل مشترك مع الشرق الأوسط" و"المبادرة البريطانية للإصلاح في العالم العربي" و"المشروع الأميركي للشرق الأوسط الكبير"، إلى أن جاءت وثيقة "الشراكة من اجل التقدم ومستقبل مشترك مع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الصادرة عن مؤتمر قمة الثماني الكبار المنعقدة في أميركا –سي آيلاند، حزيران-الماضي للتوفيق بين جميع المبادرات وسد ثغراتها، جميع المبادرات عكست انعطافاً في سياسات الدول الغربية تجاه المنطقة، التي باتت قانعة بعد أحداث 11 أيلول أن أمن العالم –والغرب ضمنه- بات مترابطاً، ويشمل كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فطالما هناك دول متخلفة مواطنوها محرومون من حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فإن ذلك سيشكل دعامة للمزيد من توليد ونشر التطرف والإرهاب والجرائم الدولية والهجرة غير الشرعية... وإن قطع الطريق على تصاعد هذه المخاطر ليس مهمة أمنية فقط، بل تحتاج لتحالف دولي لتحديث المناطق المتخلفة، وهو أمر ليس من مصلحة الدول الغربية فقط، بل شعوب المنطقة أيضاً، لولوج عصر الديمقراطية والتنمية وعالم المعرفة الحديثة.
الوثيقة الأخيرة الجامعة للدول الثماني الكبار أبدت استعداد أصحابها للتعاون مع الدول المعنية والراغبة في الإصلاح، مع عرض تقديم الدعم والمساعدة والتشجيع، ومراعاة احترام أولويات اهتمامات دول المنطقة وخصوصياتها وظروفها المتنوعة، لذلك اقترحت عقد "منتدى المستقبل" كمنبر لإجراء حوار متواصل مع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال، للإصغاء لآرائها ومناقشة أنجع السبل للعمل على نشر الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في المنطقة، وأفضل الوسائل للنهوض بأوضاعها. و ذلك بعد ما أطلقته الولايات المتحدة الأمريكية ، في آذار / مارس الماضي ، تحت اسم " مشروع الإصلاح والديمقراطية ، للشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا " وهو المشروع الذي شكل جدلاً داخل الدول العربية .
إلا أنه على ما يبدو ، سوف تبقى الإشكالات الكبرى مطروحة داخل الكيانات العربيّة ، رغم المهادنة المؤقتة التي حققها منتدى المستقبل ، مابين الإصلاح الاقتصادي والإصلاح السياسي .
لقد طرح منتدى المستقبل الذي استضافته المملكة المغربيّة في أواخر العام الماضي تحت شعار “الشراكة في سبيل التقدم ومستقبل مشترك مع منطقة الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا سبل الإصلاح في الشرق الأوسط ودول شمال إفريقيا . وحسب ما نقلته وسائل الإعلام ، فإنّ المنتدى المذكور انعقد تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية ، بمشاركة المغرب الدولة المضيفة ، وشارك فيه وزراء وممثلون عن الدول الصناعيّة الثمانية ، ووفود أوروبية ودولية ، اقتصادية وسياسية ، كما شاركت وفود عربية على مستوى الوزراء لأكثر من عشرين دولة عربية
و من الجدير ذكره هنا أن بداية الانطلاقة الأولى للمنتدى ، غير الرسمية ،كانت في 25 / سبتمبر الماضي ، في فندق " والدوف استوريا " في نيويورك ، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، حينما أعلن وزير الخارجية المغربي ، محمد بن عيسى ، " أنّ المغرب يشرفه أن يستضيف منتدى المستقبل .
وهذه المبادرة التي أطلقتها قمة مجموعة الدول الثماني عقب اجتماعها في قمة (سي آيلند) بولاية جورجيا الأمريكية تهدف إلى تقديم الدعم في مجالات التطوير الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، من خلال طرح العديد من القضايا كالديمقراطية والإصلاحات المؤسساتية وإشراك المجتمع المدني في تدبير الشأن العمومي، وإفساح المجال أمام القطاع الخاص لإسناد الإستراتيجية التي تسعى من خلالها الولايات المتحدة الأمريكية لبسط سيطرتها على المنطقتين العربية والإسلامية.
وبالنظر إلى طبيعة المشروع والسياق الذي طرح فيه، والكيفية التي أخرج بها، فإنه قد أثار العديد من المواقف المناهضة وردود الفعل الرافضة، (تجلت في عدة أراء و مواقف من هذا المنتدى ) من منطلق أن المنتدى طبعة جديدة ومنقحة من المشروع الأمريكي للإصلاح في “الشرق الأوسط الكبير” والتي كانت قد أطلقتها الإدارة الأمريكية عقب احتلال العراق، والتي قوبلت وقتها بقلق وشجب في العالمين العربي والإسلامي، واعتبرتها العديد من الحكومات العربية محاولة لفرض المنظومة القيمية الغربية، ورغم أن مهندسي المشروع اقتنعوا بوجود صعوبات كبيرة في تمرير مبادرتهم واستدراج الدول العربية لاستضافة منتدى المستقبل، و استناداً لتقارير وزارة الخارجية الأمريكية ، وما تحدّث به كولن باول ، في الجلسة الافتتاحية للمنتدى ، فإنّ الجانب الأمريكي قد أطلق برنامجاً إصلاحيا للدول العربية ، يستند إلى القيم العالمية ، حسب التعبير الأمريكي ، بما تتضمنه من إصلاح وتطور في العملية الاقتصادية ، وما تستوجبه ضرورات حماية كرامة الإنسان ، على أساس ديمقراطي يحقق العدالة الاجتماعية .
ورغم أن بيان المنتدى قد أشار –الذي ستعقد جلساته التالية خلال العام القادم في البحرين ثم الأردن- بتزامن الإصلاح مع دعم التقدم نحو تسوية للنزاع الشرق أوسطي، وليس تأجيله في انتظار الحلول النهائية. كما أكد على حق كل بلد في تطوير نظامه السياسي بحرية، دون أن يحدد شكلاً معيناًً يسعى الجميع للاقتراب منه بالإضافة إلى تركيزه على ثلاثة محاور رئيسية هي: أولاً، تعزيز الديمقراطية والإدارة الرشيدة
.أما ابرز هذه الاتجاهات فيمكن الإشارة إليها كالتالي :
الاتجاه الأول : يرى في هذه المبادرة التي تظهر علنا بأنها تهدف إلى “دمقرطة العالم العربي” وإرساء الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بأنها لا تعدو أن تكون وسيلة تترجم توجهات أوساط اليمين المحافظ واليمين المسيحي - الأمريكي الذي اتسعت دائرة تغلغله في مختلف دواليب صناعة القرار السياسي والعسكري والاقتصادي، وعلى الرغم من ظهور المشروع مغلفاً بلغة مهذبة وواعدة بكثير من الحسنات والانجازات التي ستغدق على العالمين العربي والإسلامي
الاتجاه الثاني : الذي يرى في هذا المنتدى المدخل الأول في مشاريع الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في العالم العربي, بالشكل الذي يترافق مع ترك الحرية لكل بلد للتقدم حسب أوضاعه الخاصة و"حسب وتيرته الخاصة به". بل يذهب ابعد من ذلك ليرى فيه الفرصة السانحة للدول العربية لتطوير اقتصادياتها والنهوض بمشاريعها التنموية. مع تحديد دور الدول الثمانية المصنعة الكبرى في دعم البلدان الفقيرة وكيفية تطوير مشاريعها التنموية وتنظيم عمليات الإقراض المبرمجة لها".

الاتجاه الثالث : و الذي أبدى عدة تحفظات شديدة على الأفكار الأميركية بشأن الإصلاحات السياسية في منطقة الشرق الأوسط ، يعتبر لقاء "منتدى المستقبل" الخطوة الأولى الملموسة للمبادرة التي أطلقها الرئيس الأميركي جورج بوش في مطلع عام 2004.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -دبور الجحيم-.. ما مواصفات المروحية التي كانت تقل رئيس إيران


.. رحيل رئيسي يربك حسابات المتشددين في طهران | #نيوز_بلس




.. إيران.. جدل مستمر بين الجمهوريين والديموقراطيين | #أميركا_ال


.. مشاعر حزن بالفقدان.. إيران تتشح بالسواد بعد رحيل رئيسها وتبد




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مدينة بيت لاهيا