الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشوارع تغص بالجثث

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2012 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



حينما نريد ان نجتهد للتغيير وفرض الواقع الذي نريده ونطمح اليه، تأتي معظم اجتهاداتنا على غير ما نريد وكأن ايدي خفية تنوب عنا في خلط الاوراق حتى لا نستطيع ان نحدد لانفسنا وجهة نحقق فيها معجزة وجود قيامتنا، تراود الكثير منا افكار تتمحور حول المؤامرة وقوة العدو ايما كان نوعه وصفته وقدرته على احداث التغيير الذي يريده وكأنه الظل الذي يعرف عنا اكثر مما نعرفه عن انفسنا ، هل بوعزيزي هو الذي افتعل قضية موته، او انه الذي تحالف مع من كانت السبب في ثورته بعد تعرضه للصفعة التي قلبت واقعه من انسان مهمش الى انسان خالد حين اسقط عروشا طالت حتى كادت ان تصبح الى الابد.
ثمة اسباب كثيرة نفتعل فيها التفكير، حين نكون على قيد واقع اختلط حابله بنابله، ترانا نتحرك صوب الشمال واليمين بسلاسة غير مستهجنة، حتى نقود معارك كلامية فيما بيننا تصل الى حد العداوة واستخدام الايدي، والسبب غموض الصورة وكأن الكل يجول بحاضر حكاياه لا تشبه الا حكايا الاساطير. الزعامات والشعوب تتآمر وتدور بين الحرية ومتاهة ومحاربة الفساد.
الصورة سوداء لا شبهة فيها لاي لون اخر، اذ لا يستطيع أي رسام ومهما اوتي من قوة ان يضيف أي بهاء للصورة، طالما اصبحت صور رؤوسنا لا تشبه الا صور شوارعنا المملوءة بالجثث والاعتصامات.
قبل ايام قليلة تعالت الاصوات اثناء اجتماع ثقافي حتى وصل الامر الى تدخل الامن من اجل ضبط اعصاب من ثاروا من الاضداد، اختلافنا بالرأي امر طبيعي، ما دمنا نمتلك عقول جدرانها خرسانية، الكلام له صفة الحمم وكأننا سنترجل توا عن الاوطان المحررة التي نملك ناصيتها.
بعقول لا تقبل اختلاف الرأي نترعرع سواء اكنا زعماء ام شعوب ،
هناك من يؤيد قيامة الشعوب على زعاماتها التي لم تبقي ولم تذر، وفئات اخرى ترى ان قيامة الشعوب تأتي قبل اوانها وكأن الفقر وانعدام الفرص والفساد والعشوائيات التي نبتت بين ظهرانينا كلها اسباب تدعو الا الى الرضى بالامر الواقع.
لن نتفق ما دامت نتائج الثورات بقيت في ادنى مستوياتها من تحقيق النجاحات على ارض الواقع، اغلب الدول التي قامت على زعمائها بقيت بلا زعيم، وبقيت تتأرجح بين سندان الاهازيج للثورة وبين سندان الفوضى وانعدام الامن، وقد تكون من الاسباب التي تصب الزيت على النار، وتؤجج الصراع الدائر بين غالبية فئات المجتمع، والحرب التي تدور رحاها في سوريا، ونتائج الانتخابات المصرية التي تعاقر مزيد من الجولات لانتخاب رئيس جديد يتمتع بمواصفات تناسب من قاموا بالثورة وربما تناسب من تطاولوا على الثورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشكلة الشرق أن الثائر والحاكم من نفس الخلفية
الحكيم البابلي ( 2012 / 6 / 11 - 23:46 )
الآنسة عبلة عبد الرحمن
في أوطاننا الشرقية ليس هناك كبير فارق بين الثائر والديكتاتور ، فكلاهما رضع نفس التعاليم والسموم الدينية التي هيأته لإستلام الحكم ومن ثم القبول بالمظالم لا بل خلقها وتفعيلها ، فالرب هو رب الجنود والحروب في أوطاننا
راقبي كل الحكام العرب المسلمين وستجدين أنهم لا يختلفون عن رجل الشارع إلا بإتيكيت المجتمعات المخملية العاهرة الذي تعلموه من سادتهم الأجانب
المشكلة ليست في الحاكم بقدر ما هي في المحكوم ، لهذا قال الإمام علي : -كما أنتم يولى عليكم- ، ولم يكذب الرجل ، فرجل الشارع والشحاذ والمعلم والمدير والعامل والفلاح والوزير والأمير والسلطان والديكتاتور جميعاً يحملون نفس الخلفيات الحياتية والعقائدية الدينية الشرائعية المؤدلجة والمبنية أساساً على المفاضلة والتعصب والقسوة وعدم إحترام المختلف وتهميش وقمع المرأة والطفل والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ، لِذا أقول : هل هناك فرق بين الأمير والصعلوك عندما تُتاح لأي منهما الفرصة الحياتية لأي نوع من أنواع التحكم والتسلط بين الناس !؟
نحنُ بحاجة إلى أجيال جديدة من الديمقراطية والعدالة والمفاهيم لا يتحكم فيها رب الجنود
تحياتي


2 - تعليق
سيمون خوري ( 2012 / 6 / 12 - 12:04 )
أختي عبلة المحترمة تحية لك ..سأكتفي برأي أخي الحكيم البابلي ففي تعليقه ما جاءت به جهينة ..مع التحية لك وللقراء الأعزاء


3 - اجيال جديدة من الديمقراطية والعدالة
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 6 / 12 - 17:02 )
الاستاذ الحكيم البابلي تحياتي اليك
شكر خاص على اضافتك الرائعة
اوافقك الرأي ، مهلا كيف لا اوافقك الرأي ومبدعنا الرائع سيمون خوري يؤيد ماذهبت اليه
حقيقة اريد ان اختصر ما توصلت اليه بالسطر الاخير مدى الحاجة الى اجيال جديدة تتمتع بالديمقراطية والعدالة
نحتاج جميعا الى وضوح بالصورة وهذه لا تأتي الا بأن نكون حكام ومحكومين على نفس الدرجة من الاحساس بعدالة صمودنا ووجودنا ايما كنا في اعلى السلم او في ادنى درجاته
الاستاذ حكيم البابلي شكرا على بهاء المعنى


4 - الاستاذ المبدع سيمون خوري
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 6 / 12 - 17:12 )
الاستاذ المبدع سيمون خوري تحياتي اليك
قلوبنا تتعلق بالامل والسعادة ما دمت فينا قلبا رائعا لا يهب الا السعادة وجمال الابداع
كل التحيات اليك مبدعنا الرائع
طابت صحتك بالخير


5 - تحية إلى : عبلة عبد الرحمن
غـسـان صـابــور ( 2012 / 6 / 12 - 19:31 )
سيدتي الكريمة
كلمتك ـ الصرخة ضائعة في وادي الطرشـان. لأنها صحيحة حقيقية.
من بسمع الحقيقة اليوم؟ ومصيرنا أصبح لعبة تينيس ما بين لافروف وكلينتون. وسيادتنا يتاجر فيها حمد بن جاسم وفيصل من آل سعود, أكبر وكيلي شركات الحريات والديمقراطية الأمريكية والمتعددة الجنسيات وذات الرأسمال الغير محدود..كما يتقاتل على أرض سوريا ويزرع الموت كل ما تبقى من شرذمات (ثورات) ليبيا وتونس والعديد من بقايا طالبان وأحلام أمبراطورية بني عثمان.
من سيحكمنا غدا؟؟؟...إلى يوم أن تتفق المعارضات المتفرقة في الداخل والخارج...قد نتجاوز أعداد قتلى ليبيا..قبل أن يتفقوا وقبل أن يجدوا دستورا..لن يتفق عليه أحد................
ولك مني كل مودتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صـابـور ـ ليون فــرنــســا


6 - تحية بعطر الياسمين
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 6 / 13 - 08:13 )
تحياتي استاذ غسان صابور
اشكرك على عطاءك وتفضلك بالرد على مقالتي
الحقيقة انت قلتها في مقالتك المعركة الاعلامية اشرس المعارك
اختلطت الاوراق حتى اصبحنا نميل كالشجرة في يوم عاصف، واريد ان اصل معك الى حيث انتهيت بأن مسار الرسالة الاعلامية يجب الا يكمم لصالح رسائل اخر
اتمنى ان تتبدل تحيتك الى تحية سعيدة برائحة الياسمين
احترامي وتقديري

اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا