الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحة الرؤساء فى النظام الديموقراطى

مجدى خليل

2012 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


صحة الرؤساء فى النظام الديموقراطى

عندما نقول أن الديموقراطيات لا تحارب بعضها لا ننطلق فقط من مبدأ توزيع السلطات فى النظام الديموقراطى بحيث لا يستطيع الرئيس الإنفراد بقرار السلم والحرب حسب اهواءه ومزاجه، وأنما ننطلق أيضا من أن الحالة الصحية للرئيس تساعده على أتخاذ القرارات السياسية الصحيحة، ومن ثم فأن الحالة الصحية للشخصية العامة لا تدخل ضمن الخصوصية الفردية وأنما ضمن حقوق المواطنة، فمن حق المواطن أن يعرف الحالة الصحية للمرشح الرئاسى حتى يتجنب أختيار الشخص الذى تعوقه أمراضه العضوية أو النفسية عن اتخاذ القرارات الصحيحة.
على المستوى الدولى، لم تتوحد إرادة المجتمع الدولى بعد حول طرح إعلان حقوقى أو أتفاقية دولية تشترط السلامة الصحية والنفسية والذهنية لرؤساء الدول لما يمثله ذلك من أهمية للأمن والسلم الدوليين، وأعتقد أنه من الضرورى البدء فى هذه الخطوة ، حيث أن صحة الرؤساء لا تؤثر على شعوبهم فحسب ولكن تؤثر أيضا على المجتمع الدولى وعلى التعاون أو الصراعات الدولية. وقد طرحت الجمعية الدولية للطب النفسى عام 1985 على الأمم المتحدة استعدادها للكشف النفسى على رؤساء الدول كل ثلاث سنوات لتحديد درجة السلامة النفسية للرؤساء لما يمثله ذلك من أهمية ليس لشعوبهم فحسب ولكن للمجتمع الدولى برمته.
فى مصر مازالت الثقافة السياسية والاجتماعية السائدة تعطى حصانة للشخصية العامة من عدم الكشف عن مؤهلاتها الحقيقية لشغل هذه الوظيفة العامة،ولهذا ترى مرشح رئاسى يخوض الإنتخابات ببرنامج مرشح آخر من جماعته، وترى أموال طائلة تنفق ولا نعرف مصدرها وتتعدى بالطبع سقف المسموح بإنفاقه قانونيا، وترى دول تتدخل فى صميم العملية السياسية لدولة أخرى بما فى ذلك دفع مئات الملايين لتمويل أحد مرشحيها، وترى تداخل الدينى فى السياسى بما فى ذلك ممارسة الكذب والتدليس بأسم الله، ولا نعرف شيئا عن الوضع المالى للمرشح ومن أى مصادر يتشكل دخله.
فى ظل هذه الفوضى يجادل الكثيرون فى أن الكشف عن أمراض الشخصية العامة يعتبر تشفى لا يليق، وتضيع الحقوق وتضيع الأوطان من جراء هذا الكلام غير المسئول، وبالتدرييج تتحول الشخصيات العامة إلى أنصاف الهة ويتعبد طريق الاستبداد والديكتاتورية من جراء عبارات وممارسات خادعة ومزيفة.
ومما يؤسف له أن ثقافة العار والإنكار هذه تتفشى فى جميع مناحى الحياة فى المنطقة حتى وصلت إلى رجال الدين، فقبل رحيل قداسة البابا بأيام قليلة خرج علينا أحد الاساقفة ليبلغنا أن صحة البابا زى الفل فى حين أن الكثيرين كانوا يعلمون أن الرجل فى أيامه الأخيرة.
إن الحالة الصحية للشخصية العامة، وخاصة رئيس الدولة، من أهم الحقوق للشعوب حتى تستطيع الدول تجنب العديد من الكوارث الناتجة عن الخلل الوظيفى الذى يلازم بعض الأمراض الجسدية والنفسية.
لقد قرأت على صفحة اللواء الدكتور محمود خلف، من المركز المصرى لدراسات الشرق الأوسط، تقريرا منقولا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الحالة الصحية للدكتور محمد مرسى ، ومما جاء فى التقرير أن الدكتور محمد مرسى أجرى عملية جراحية عام 2008 لإزالة ورم سرطانى فى المخ،وإنه يعانى من أمراض القلب وتصرف له أدوية أسبوعية للعلاج من جامعة الزقازيق،وإنه مصاب بفيروس الكبد الوبائى سى ويتناول علاج للكبد. وإذا صح ما جاء بالتقرير فأن هذه الأمراض الخطيرة قد تعيقه عن أداء وظيفته الرئاسية، وطبعا نحن نتمنى له الشفاء والسلامة وموفور الصحة، ولكن الأمر أكبر من الامنيات الشخصية ويتعلق بمستقبل بلد، كما أن من تابع لقاءات السيد محمد مرسى يلاحظ أعراض هذه الامراض بادية بوضوح على وجهه، فهو يتكلم وكأن فمه مفصول عن باقى جسده، ولهذا تكاد أن تتلاشى الإنفعالات تماما عن ملامح وجهه وهو يتكلم.
إن من اهم أسس الديموقراطية الشفافية الكاملة، ولهذا يكون اختيار المواطن لرئيسه على نور كما يقول المثل العامى،أما ما نحن فيه حاليا فينطبق عليه قول الشاعر الكبير نزار قبانى لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-