الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن العربي .. في بؤرة الانهيار !

محمود قاسم أبوجعفر
كاتب وباحث وشاعر

(Mahmoud Qasim Abu Jaafar)

2012 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


" فصل المقال "
الوطن العربي .. في بؤرة الانهيار !
- منذ عدة سنوات مضت ، وعلى وجه الدقة ، في غضون تسعينيات القرن الماضي ، شرفت بلقاء أحد صقور السياسة الراحلين ، لبضع دقائق معدودات من الوقت تقريباً ، والحق أقول أن اللقاء كان مثمراً وثميناً للغاية ، رغم قلة كلماته ومفرداته المحصاة الموجزة ، لا سيما أنه – في تقديري – قد جمع فأوعى ، لدرجة أنه قد استقر في التو واللحظة بصعيد ذهني وفؤادي ، ناهيك عن أنه سيظل محفوراً " بدولاب " ذاكرتي الشخصية مادمت حياً ، نظراً لأهمية مضمونه " العنكبوتي " الشائك ، من ناحية ، ولثقتي – المفرطة – في ذكاء ، ودهاء ، وفراسة ، ونبوغ ، وصدق المخضرم السياسي الراحل ، على المستوى الشخصي ، من ناحية أخرى .

- وفي الواقع ، فإنني قد وجهت للصقر السياسي سؤالاً موجزاً ، لطالما راود ذهني كثيراً ، مفاده :- كيف ترى مستقبل الوطن العربي ، بوجهة نظركم الثاقبة ؟ ، فما كان جوابه إلا الصمت برهة من الوقت ، ثم تحدث بصوت خافت حزين ، قائلاً :- أتوقع أن يتم تقسيم الوطن العربي إلى دويلات صغيرة متناحرة ، بحلول عام 2020م ، تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد ، وحينئذ دفعني فضولي لأن أتعرف – منه – على الأسباب المنطقية والدوافع الأساسية التي بنى عليها توقعه السياسي المشئوم ؟ ، فأجاب دون أدنى تردد منه أو تحفظ ، قائلاً :- لقد بنيت توقعي السياسي – المتواضع – هذا من خلال رؤيتي الشاملة لما يدور في فلك الوطن العربي – خلسة – منذ أمد بعيد مضى ، هذا إلى جانب حصولي على معلومات دقيقة – موثقة – من قبل بعض مصادري الخاصة بالكونجرس الأمريكي ، مشيراً – في الوقت نفسه – إلى أن الأهداف الحقيقية " المكنونة " لذلك المشروع الاستعماري البغيض ، يرجع مردها إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها قد أعدوا خطة – مسبقة – ممنهجة ، تقضي بإسقاط الأنظمة العربية المستبدة ، ومن ثم ، تمزيقه وتقسيمه لدويلات صغيرة متناحرة ، من خلال بث ونشر الفتن والصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية بين أوساط مجتمعاتنا العربية المتباينة ، حتى يتسنى لهم – بعد ذلك – نهب واستنزاف ثرواتنا ومقدراتنا الوطنية الثمينة ، بسبل " مقنعة " مشروعة ، على غرار ماحدث بالعراق وغيره من الأقطار العربية المستضعفة ، وما حدث بتلكم البلدان الشقيقة منا ببعيد .

- والحقيقة أنني قد تيقنت من صدق وصواب توقعات الغضنفر السياسي الراحل ، حينما تبدى لي أن السقوط المتعاقب المفاجئ لبعض أنظمتنا السياسية القاسطة قد حدث بفعل ريادة وإرادة أمريكية فائقة ، ليس ذلك فحسب ، بل إن ما يجري – الآن – ببعض الدول العربية التي تخلصت من استعباد حكامها المفترين ، مثل مصر وليبيا واليمن ، ليعد – حسب يقيني – أوثق دليل وبرهان يؤكد لنا مدى صدق ومصداقية مثل ذلك التحليل السياسي الصائب ، والمتابع – جيداً – للشأن السياسي العربي ، عن كثب ، سيتبدى له – يقيناً – أن مثل تلكم الأقطار العربية التي لحقت بركب قطار ثورات " الخراب " العربي ، قد انحرفت عن مسارها الطبيعي الصحيح ، لتغوص في عمق وحل الغبراء ، لأجل غير مسمى ، بعد أن دنت واقتربت – قاب قوسين أو أدنى – من النجوم في عنان السماء ، فعلى سبيل المثال ، لا الحصر ، فإننا لو أمعنا أذهاننا وأبصارنا وبصائرنا حيال الواقع المصري " المرير " الذي نعيشه الآن ، سيتبدى لنا أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها قد دعموا ، وأيدوا ، وساندوا قوى وتيارات التأسلم السياسي ، بوجه عام ، وجماعة الإخوان المسلمين ، المحظورة سابقاً ، بصورة ملحوظة ، على وجه الخصوص ، ليس دعماً للديمقراطية والحريات العامة ، حسب ما يزعمون ويرددون فرية وتضليلاً ، وليس حباً أو نصرة للإسلام والمسلمين لا سمح الله ، وإنما ليعدونهم ليوم – معلوم – تشخص فيه الأبصار ، في مواجهة " عنيفة " مع قيادات وأفراد المؤسسة العسكرية الوطنية ، من جهة ، والقوى اليسارية والليبرالية والاشتراكية ، من جهة أخرى ، حتى – يوفروا – الأرض الخصبة للحالمين بفرض الوصاية الدولية المشروعة ، أو الاستعمار " المقنع " الغاشم إن صح التعبير ، وفي تصوري ، فإن " اختراق " شفيق ، أو " تسلق " مرسي لقمة الهرم السياسي في وطننا ، سيسطر ، وسيجسد حروف " النهاية " المظلمة لوطننا الأبي العريق ، ذلك لأن " اختراق " أو " تسلق " أحدهما لسدة الحكم ، سيئول – بدوره – لصدام مهلك محقق بين أبناء وأوساط مجتمعنا ، لا سيما أن " اختلاس " أحدهما لمقاليد الحكم خلسة ، أو " عنوة " إن صح التعبير ، سيمكنه من البقاء والتربع – الأبدي – على كرسي العرش ، إلى أن يشاء الله ، من ناحية ، وسيضمن له القضاء على عقل وجسد " الخصم " الآخر ، جملة وتفصيلاً ، قبل أن يرتد إليك طرفك ، من ناحية أخرى .

- والذي لا يدع مجالاً للشك أن المواطنين المصريين البسطاء ، سيدفعون ثمناً باهظاً ، وسيخسرون رصيداً فادحاً من أموالهم وأعراضهم وحرياتهم وأنفسهم ، حال " اختراق " أو " تسلق " هذا أو ذاك لسدة الحكم في البلاد ، لذا ، فإن حقاً على المجلس العسكري ولزاماً أن يجنب وطننا ومواطنينا شر ويلات ما يخبئه القدر ، ولو كلفه ذلك استبعاد أو شطب المرشحين المتنازعين المبغوضين من جولة الإعادة المرتقبة ، لا سيما أن قيادات المجلي العسكري الحاكم يدركون – يقيناً – أن " شفيق " قد – اختلس – إرادة الناخبين البسطاء مقابل ثمن بخس ودراهم معدودة ، ناهيك أنه يعد " بمثابة " الأخ الشقيق والصديق الحميم والمخلص الأمين للمخلوع " مبارك " وأهل بيته المستبدين ، وفي المقابل ، فإن السواد الأعظم من أبناء وطننا ، وعلى رأسهم قيادات المجلس العسكري الحاكم ، يقرون – جهراً – بأن الشيخ " مرسي " قد " سلب " إرادة الناخبين المقهورين في وضح النهار ، مقابل " زجاجة " من الزيت أو " حفنة " من السكر ، ناهيك عن أنه قد " أوهمهم " فرية بأن جنة الآخرة قد باتت تحت أقدامه – هو - والذين آمنوا معه من المتأخونين ، ومن تبعهم من المواطنين " المقهورين " المرتشين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في