الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكبة العراق بسذاجة الوعي الشعبي

هيثم محسن الجاسم

2012 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لأاعتقد أن السياسيين من النضج لدرجة أنهم أدركوا درجة الوعي لدى الشعب وتصرفوا وفقه وحققوا أهدافهم ؟!
لكن القوة الشيطانية التي تقف ورائهم تعي وتعرف وعرفت كل مايدور في خلد الشعب نتيجة التراكم الموجع للأنظمة الدكتاتورية والتي حطت من قدر ه وهبطت بإنسانيته الى الحضيض .
من تصدى ألان للعمل السياسي سمح لتلك القوة الشيطانية ان تسيره كالبيدق في لعبة الشطرنج لان أهدافها لاتتضارب مع أهدافه الوضيعة لتعويض حالة النقص فيه من ثراء فاحش ومنصب لايستحقه ولايحلم به ؟!

وسار كالمطية تسوقه القوة الشيطانية نحو حتف الشعب وتحول الى إرهابي يسوق الناس الى الهاوية التي يتردى اليها الشعب مسلوب الإرادة لايدري ان سائقه كان ابن طائفته او عشيرته او ابن بلدته يعمل على دفنه حيا . و يضع كل الأزمات أمام طريقه وطموحه لنيل حريته وخلاصه . وراح الشعب يكرر الخطأ بلذة كل أربع سنوات غامسا أصبعه في قنينة السم الرعاف ليشربه ويعيش محموما لسنوات يصرخ ويستغيث بأبناء جلدته المحمومين أسوة به ليعالج البلاء ببلاء آخر أكثر شرا ومرارة منه .
بينما يتلذذ السياسي بنعيم العراق وبركاته تاركا الشعب ومن انتخبه يسرح في صحراء قفر لايجد قوت يومه واقف في طابور العاطلين او المرضى أو المهاجرين أو الجائعين ووو.
اين نقطة الضعف التي تستغلها قوى الشر المتمثلة بالقوة الشيطانية ومطاياها في هيكل الشعب المترنح من وطاءه الاذلال والاستلاب القهري لكل اشكال الحرية والصحة والتربية وحق الحياة بامن وسلام .
تكمن تلك النقطة في ضحالة الوعي الوطني وسطحية الثقافة بكل اشكالها التي تشكل الوعي الجمعي للجميع .
وكلفنا ذلك عقد من الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي حولت البلاد الى مسرح مرعب للاعمال الوحشية ونموذجا سيئا للبلاد الديمقراطية .
ولااريد أن اضرب مثلا عن تلك الفوضى حيث تختزن الذاكرة الجمعية صورا ومشاهدا لاتنسى أبدا .
وأشدها قتامة ان يتصدى من هب ودب الى القيادة واللعب بمصائر الناس دون رادع او خجل وكان الناس قطيع غنم بيد راع مجنون ومنافق وكاذب لإيابه ان غار عليه ذئب او فتك بيه بلاء . كل مايهمه مزماره وكيس طعامه .
تلك الرؤية رشحت من بوتقة وجداني بعد وضوح الصورة وانكشاف خيوط الجريمة التي تمارس بحق الشعب من قبل اللاعبين الاساسيين في الصراع السياسي العراقي اليوم .
بينما غاب الناس عن المشهد وكانهم لاحول لهم ولاقوة كما يقال او كما يوصف مصدر كل السلطات وكل متصد يتكلم باسمه ويدعي تمثيله برلمانيا .
ألا تستحق تلك اللعبة وقفة شعبية شاملة من الجميع وخاصة المخلصين من أبناء العراق . الم يحن الوقت لوقف الفرجة على مصائرنا التي يضعها دعاة التصدي والنظام الجديد لتصحيح المسار أسوة بأخوتنا في باقي البلاد العربية أو الشعوب الحرة في العالم .
هل لذة التفرج صارت عادة سيئة ومكتسبة ورثناها لما كان الطاغية يذبح ويدفن ابنائنا علنا في حروبه الكارثية بينما نحن نتناول طعام العشاء بقلب بارد امام شاشات التلفاز.
ام ان جرائم الاحتلال وهي تطال بابنائنا احياءا في سجونه التي تركها لنا كمعالم حضارية للعالم الجديد .
اذن وقوف الشعب متفرجا او منتظرا ان يسفر الفضاء عن الغبار السياسي صحوا . انه وهم لاينتج سوى شر مقيم لاينجو منه حي او ميت او وليد . وسنلعن من الاجيال القادمة التي سيطول وقوفها امام مهازلنا وليس وقائعنا وسيطوينا التاريخ باقذر الصفحات وارخصها حيث تذكر الشعوب المسحوقة بشر اعمالها ولات ساعة ندم .
ولاابرء الذمة عن سياسيينا الذين ابلوا حسنا في اذلالنا وسحق ارادتنا وتخلفنا عن الحضارة الانسانية حين اعادوا الشعب الى القرون الوسطى وتمتتعوا بالدنيا بينما الناس تتخبط تطلب ابسط شروط الحياة بمنة واستجداء .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حال بائس
ليث ( 2012 / 6 / 13 - 00:09 )
كلما اتصلت بأحد العراقيين الساكنين في العراق وسألته عن حال البلد كان جوابه الوضع سيء ولكن الحمد لله! الكهرباء سيئه جدا ولكن الحمد لله,الشوارع مغلقه ولكن الحمد لله,احد اقربائنا قُتل على يد مجهولين ولكن الحمد لله,المدير سرق رواتب الموظفين وهرب ولكن ماذا نفعل الحمد لله..الحر شديد ,الماء قذر ,الحكومه تعتقل الابرياء ولكن ..الحمد لله
لااعرف على ماذا يجب ان نحمد الله؟ وماذا تفعل هذه القبور الذهبيه بيننا ونحن جياع ومتخلفين؟ البعض يقول ان الله موجود .لن تدوم للظالم.يمنون انفسهم بهذا الاله المزعوم فيما يسرق اللصوص حياتهم وايامهم..شعب جاهل ومتخلف ومنحط

اخر الافلام

.. سودانيون يقتاتون أوراق الشجر في ظل انتشار الجوع وتفشي الملار


.. شمال إسرائيل.. منطقة خالية من سكانها • فرانس 24 / FRANCE 24




.. جامعة أمريكية ستراجع علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل بعد ا


.. تهديد بعدم السماح برفع العلم التونسي خلال الألعاب الأولمبية




.. استمرار جهود التوصل لاتفاق للهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية|