الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانطباع الاول هل هو جدير بالثقة ؟

مجدي زكريا الصايغ

2012 / 6 / 12
الطب , والعلوم


كان احد الاطباء يشاهد وهو مسترخ فى غرفة جلوسه برنامجا حواريا تلفزيونيا ضيفه وزير ايرلندى. واذ حدق فى وجه الوزير لاحظ ان هناك مايدل على وجود ورم فنصحه باجراء فحص طبى دون اى تأخير.
وبالفعل تبين ان ملاحظة هذا الطبيب فى محلها. قد كان يمتلك القدرة على التوصل الى تشخيص دقيق بمجرد النظر الى المريض. وبشكل مماثل يشعر البعض ان بامكانهم معرفة شخصية الاخرين ومدى مصداقيتهم بمجرد رؤيتهم.
على مر القرون حاول عدد من الباحثين ابتكار منهج علمى يساعد على كشف شخصية المرء من ملاحظة هيئته. وهم يدعونه علم الفراسة. علما يعرف فى موسوعة المورد على انه " فن تحديد الخلق او الطبائع على ضوء ملامح الوجه او شكل الجسد". وفى القرن ال19 قام علماء فى الانثروبولوجيا امثال فرنسيس غولتون نسيب تشارلز دارون واخنصاصيون فى علم الاجرام مثل تشيزارى لومبروزو الايطالى بوضع نظريات وتقنيات مماثلة اصبح معظمها فى طى النسيان.
مع ذلك يعتقد كثيرون انه من الممكن ان يصيبوا فى حكمهم على الناس بحسب الظاهر. فما رأيك انت ؟ هل الصورة الاولى التى تنطبع فى الذهن جديرة بالثقة ؟
منذ بضع سنوات اجرى بروفسور فى علم الاجرام بألمانيا اختبارا على 500 طالب حقوق. وقد شمل هذا الاختبار 12 ضيفا غير معروف لدى الطلاب : قائد الشرطة المحلى والمدعى العام المحلى امين صندوق الجامعة ومدير قسم العلاقات العامة بعض المحامين ورسميى المحاكم وثلاثة مجرمين محكوم عليهم بالسجن. لقد لزم ان يحدد الطلاب مهنة كل من هؤلاء الضيوف. اى منهم عليه ان يقضى عقوبة فى السجن. وماهى تهمته وذلك استنادا الى هيئتهم والهوايات التى قالوا انهم يمارسونها.
والاما افضت النتائج ؟ نجح نحو 75 فى المئة من الطلاب فى معرفة المجرمين الثلاثة الحقيقيين. لكن حوالى 60 فى المئة منهم ظنوا ان الضيوف التسعة الباقين منتهكون للقانون. مع ان هؤلاء امتلكوا سجلا نظيفا. وقد رجح 1 من كل 7 طلاب ان يكون المدعى تاجر مخدرات. واعتقد 1 من كل 3 طلاب ان قائد الشرطة لص.
اذا من الواضح ان الانطباعات الاولى ليست معيارا دقيقا للحكم على الناس. ولم نقول ذلك ؟
المظاهر يمكن ان تكون خداعة
حين نلتقى شخصا للمرة الاولى غالبا مانرسم عنه صورة ذهنية مبنية على اختباراتنا السابقة. كما اننا نميل الى الحكم عليه مأخوذين بأفكار مكونة لدينا مسبقا على ضوء التعميمات الشائعة. وعدا شكله الخارجى قد نقيمه على اساس جنسيته انتمائه الاثنى مركزه الاجتماعى او دينه.
وماذا لو كان تقييمنا صحيحا ؟ عندئذ يزداد اعجابنا بنظرتنا الى الامور ويترسخ اقتناعنا ان بأن الانطباعات الاولى التى نرسمها جديرة بالثقة. لكن كيف يكون رد فعلنا عندما ندرك ان استنتاجنا بعيد كل البعد عن الحقيقة ؟ اذا كنا صادقين يجب ان نتخلى عن تصوراتنا ونستند الى الوقائع. والا فقد نسئ الى الغير او نرتكب بحقهم خطأ فادحا. وكل ذلك بسبب كبريائنا الناجمة عن الاعتقاد بأن نظرتنا لا تخطئ.
من جهة اخرى ان الشخص الذى يصدر احكامه على اساس الظواهر يمكن ان يلحق الاذية ليس بالطرف الاخر فحسب بل بنفسه ايضا. فقد نكون نحن ضحية شخص ينظر الى الاخرين بمثل نظرتنا.
هل تدع الانطباعات الاولى والافكار المكونة مسبقا توجهك ام انك مستعد لتفحص الوقائع بعقل متفتح ليس بالنسبة للأخرين بل فى كل الامور التى تحتاج ان تتخذ قرارا فى شأنها.
لا يغب عن بالك ان المظاهر يمكن ان تكون خداعة. والانطباعات الاولى خاطئة : اما فحص الوقائع بموضوعية فيؤول الى نتائج سارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب أردوغان يلوم وسائل التواصل الاجتماعي بعد نتائج الانتخابا


.. يمكن رؤية أحدها من السعودية ومصر.. 4 ظواهر فلكية ينتظرها الع




.. دون ألم الـ-كيماوي-.. طبيبة سورية تبتكر علاجا ضد سرطان الرحم


.. جريمة نزع أعضاء -طفل شبرا- تكشف حقائق مفزعة عن مواقع بالإنتر




.. زيارة مركز لعلاج السرطان.. أول نشاط الملك تشارلز بعد عودته ل