الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناريو الجزائر بنكهة تونسية

عمر دخان

2012 / 6 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


ما يجري هذه الأيام في تونس هو رسالة لكل من كان ينتقد و يقلل من شأن ماقام به الجيش الجزائري و قادته خلال العشرية السوداء من تدخل لصالح حماية النظام الديمقراطي من التكفيريين. تلك الرسالة مفادها أنه لولا التدخل الحاسم و القوي للجيش الجزائري و في الوقت المناسب، لإنهارت البلاد على رؤوس العباد، و لأصبحت الجزائر كومة من الأطلال و الخرائب لا يسمع للحياة فيها صوت، و لكانت الجزائر اليوم تعيش نظاما أفغانياً طالبانياً صرفاً.
قادة الجيش الجزائري و ضباطه – بالإضافة إلى قادة الأجهزة الأمنية المختلفة - أدركوا و بسرعة أطماع و طبيعة عدوهم و مدى شراسته، و هو الشيء الذي لم تدركه – أو تتجاهله – بعض الأطراف في الحكومة التونسية، ربما لأن الحكومة مشكلة من طرف تيارات إسلاموية قد تتعاطف مع بعض أهداف المتطرفين، الذي يواصلون هذه الأيام تدمير تونس، حارقين لأخضرها و يابسها في سعيهم لتحويل تونس الخضراء إلى تونس الصفراء، كا هو الحال في كابول و قندهار و بقية عواصم فكرهم المتطرف حول العالم.
الخطير في الأمر هو أنهم هذه المرة يحاولون تغليف همجيتهم و أطماعهم بأعذار قد تخدع المواطن العربي البسيط، مثل الغضب على الإساءات للدين – مع أنه لم يسيء للدين أحد مثلهم - و غير ذلك من الأعذار التي يجيدون وضعها و إستغلالها بشكل دائم. نفس الأسلوب إتبعوه في الجزائر خلال العشرية السوداء، عندما قاموا بتكفير كل من خالفهم ولو مخالفة بسيطة – و صل الأمر إلى حد قيام حروب مسلحة بينهم البين – و تمادوا إلى حد قتل و ذبح المخالفين، بل و حتى المحايدين، و هو ما يعتبر البديل الأوحد للنقاش الفكري في عالمهم الذي يحكمه قانون الغاب و منطق القوة.
قادة الجيش الجزائري آنذاك لم يجدوا مفراً من التعامل مع عدوهم وفق المنطق الوحيد الذي يفقهه، منطق الحديد و النار، و هو الأسلوب الذي أثبت نجاحا باهرا في القضاء على التكفيريين و المتطرفين في الجزائر. ذلك درسٌ ينبغى على الشعب التونسي و حكومته أن يفهمه جيداً و يعمل وفقه.
على الإسلامويين الذين يمسكون بمقاليد الحكم في تونس أيضا أن لا يعتقدوا بأنهم في مأمن من شر المتطرفين، فهؤلاء يستبيحون دم كل من خالفهم، و لا يهمهم إن كان إسلامويا أو مسلما حقيقياً أو حتى غير مسلم، فكل من خالفهم كافر يستحق القتل، مهما تظاهروا بغير ذلك في فترات ضعفهم من أجل إستقطاب بقية المسلمين.
المقاطع التي شاهدتها من تونس تشبه إلى حد كبير ما حدث في الجزائر خلال فترة التسعينيات، و هو ما يعني أن أسلوب التعامل يجب أن يكون مشابها للأسلوب الذي إتبعه الجيش الجزائري، الضرب و بيد من حديد على كل من يعبث بأمن و إستقرار المواطنين البسطاء و ينغص عيشتهم و يحرق محلاتهم و يحرمهم من طلب لقمة العيش و يعتدي على أعراضهم.
عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي، توضع كافة المعطيات و المحاذير الأخرى جانباً، و يصبح الهدف الأسمى هو إعادة الإستقرار و القضاء النهائي على الخطر. قادة الجيش الجزائري و جنوده فهموا تلك القاعدة جيداً، و لذلك وضعوها نصب أعينهم طوال فترة حربهم ضد الإرهاب، فهل يا ترى سيعي السياسيون و قادة الجيش و قوى الأمن في تونس الدرس قبل فوات الأوان؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الارهاب بنكهة الاسلامويين
نور ساطع ( 2012 / 6 / 13 - 04:24 )


تحية طيبة لكاتبنا العزيز السيد عمر دخان المحترم



http://islamexplained.com/UVG/UVG_video_player/TabId/89/VideoId/881/268-----.aspx



انقر على الفيديو في اسفل الصفحة



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة