الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنظيم القاعدة بين النموذج السوري و النموذج اليمني

حمزة رستناوي

2012 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


سأعتمد طريقة المقارنة بين النموذجين في عرض نقاط الاتفاق و الاختلاف.

أولاً : تنظيم القاعدة في اليمن له وجود سابق على الثورة اليمنية ,بينما تنظيم القاعدة في سوريا ليس له وجود فعلي في سوريا قبل الثورة السورية.

ثانياً : حاول النظامان الاستبداديان اليمني و السوري الصاق تهمة القاعدة بالحراك الشعبي الثوري , و منذ المراحل البكرة و حتى النهاية ,لتبرير قمع الثورة و البقاء في السلطة و استعطاف و ابتزاز المجتمع الدولي.

ثالثاً : الحراك الثوري في سوريا و اليمن هو أساسا و إلى حد كبير حراك شعبي غير مؤدلج أفرز قيادات شابة من ضمنه , و هو حراك يتبنّى مطالب الانسان الاساسية في الحرية و العدالة و الكرامة , و لم يكن للمعارضة التقليدية لأنظمة الاستبداد أي دور في اطلاق شرارة الثورة و دعمها بشكل فاعل , و هذا أكثر وضوحا في المثال السوري لكون المعارضة التقليدية اليمنية لنظام علي عبد الله صالح ( أحزاب اللقاء المشترك) كانت أكثر تنظيما و إحساسا بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها من المعارضة التقليدية السورية.

رابعاً : في الحالتين السورية و اليمنية يوجد تيارات اسلام سياسي " أخوانية أو قريبة منها " لا تشكّل عماد الحراك الثوري الشعبي و لكنها تدعمه و تتبنّاه بشكل أو بآخر كما في الحالة المصرية أيضا , و هذه التيارات لا ترحّب و ستقاوم أي حضور فاعل للقاعدة في المشهد السياسي , لكون القاعدة ستنازعها الأرض و المشروعية التي تقف عليها , من حيث أن تيارات الاسلام السياسي السابقة الذكر لا تتبنى السلفية الجهادية كفكر و ممارسة ,و كذلك لكونها أساسا هي تيارات سياسية وطنية لا تقدّم نفسها كمدافعة عن دولة الاسلام و المسلمين بالمطلق و بمعزل عن الجغرافيا السياسية , و لكونها تنتهج و تقبل بمرجعية الدولة المدنية و الديمقراطية و لو بارتباك معين و من دون تجربة سياسية مستقرة تدعم تطبيق التجربة , على النقيض من تنظيم القاعدة و مشتقاته التي تكفر الديمقراطية و من يقبل بها.

خامساً : المسافة التي تفصل بين الحراك الثوري الشعبي و القاعدة أبعد في الحالة اليمنية مقارنة منه في الحالة السورية لأسباب متعددة منها:

أ - أسبقية القاعدة على الحراك الثوري الشعبي زمنيا , و تمايز القاعدة عنه المستوى الفكري و السياسي .

ب- قوة الحراك الثوري الشعبي اليمني و نجاحه النسبي في اسقاط نظام علي عبد الله صالح , فهو حراك يعمل في ظروف أكثر علنية و في بيئة أقل قمعا و تأزّما.

ج - عدم وجود طبيعة طائفية للنظام الاستبدادي في اليمن مقارنة مع النظام السوري , حيث أن وجود عصبة طائفية للنظام السوري و إفراطه في استخدام العنف تزيد فرص الخيارات الأقل عقلانية و الأكثر انفعالا و الأكثر ارتكازا على الدين – كملجأ للإنسان في حالات الفقر السياسي - كرد فعل على ممارسات النظام. و رغم وجود الحوثيين في اليمن و لكنهم كانوا طرف هامشي التأثير في مجريات الثورة اليمنية.

&&








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القاعدة
أصيل وجدي ( 2012 / 6 / 12 - 21:08 )
صحيح لم توجد القاعدة في سوريا قبل الحراك لكن الحاضنة الاجتماعية له متوفرة وفي اي لحظة تتحالف معه لتحقيق اهداف طائفية- ادلب مثالا.فالقاعدة لم تكن موجودة في العراق ولبنان. ماهي القاعدة؟ اذ كان العراقي او السوري او اللبناني او اليمني انخرط بعمليات القتل وقطع الرؤوس واغتصاب النساء وسبيهئن هل يحتاج شرف عضوية القاعدة؟ في سوريا الجماعات الاخوانجية لاتطيق العلويين لا لانهم في السلطة بل لانهم كفرة ليس لهم دين او مذهب او انهم يسخرون من طقوس السنة كما يبرر ادهم لذا هم يعتبرون ابادة الجيش والقاعدة الاجتماعية للجيش عبر التعاون مع المتطرفين الوافدين او عبر خلق فرصة للتدخل العسكري يصب في صميم العقيدة الدينية في الموقف االديني من العلويين قبل ان يكون فرصة لهم لغنم السلطة وابادة الطائفة العلوية او خلق كانتونات هشة سهلة الانفصال وكما قال كيسنجر سوريا من الصعب احتلالها لكن من السهل تفتيتها.اصلا في سوريا لاأحد يؤمن بالاصلاح لان الاصلاح لن يشفي رغبة الانتقام المذهبي اولا ولن يهدم الجيش الذي يعتبر امتيازا للعلويين اكثر منه جيش للدفاع عن سوريا

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب