الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الصحفيين العراقيين ويومهم

جاسم العايف

2012 / 6 / 13
الصحافة والاعلام


عد العراق منذ العشرين من آذار 2003 ، تاريخ بدأ العمليات الحربية لإسقاط النظام السابق عبر ما سمي حينه بـعملية( تحرير العراق) من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتحالفة معها ، من اخطر المناطق التي تواجه العمل الصحفي والإعلامي وكان هذا التشخيص من قبل منظمات دولية محايدة معنية بالشأن الصحفي والإعلامي إذ تم توثيق قتل أكثر من 315 صحفياً وإعلامياً عراقياً، و22 أجنبياً ، قتل بعضهم على أيدي مسلحين أو مليشيات وقسم منهم خلال تواجدهم في أماكن وقعت فيها انفجارات إرهابية وآخرين بنيران القوات متعددة الجنسيات أو بنيران القوات العراقية و تم اعتقال أكثر من 68 صحفياً و اختطاف 55 عراقياً وأجنبياً وتم الإفراج عن بعض المختطفين الأجانب بموجب فدية مالية دفعتها دولهم عبر وساطات محلية. أما الصحفيون العراقيون الذين تم اختطافهم على أيدي مجهولين مسلحين فقد تعرضوا للتعذيب بقسوة ووحشية وأصيب بعضهم بعاهات دائمة قبل الإفراج عنهم، ولا يزال بعضهم مجهول المصير و فقدت عوائلهم أي اثر لهم، وتبخروا كأنهم لم يكونوا قد وجدوا قط في الحياة وعلى الأرض العراقية بالذات .عام 1869 وفي 15 حزيران منه صدرت (زوراء) في بغداد وهي أول صحيفة عراقية باللغة العربية ، بعد أكثر من ثلاثة عقود من حكم العراق من قبل الدولة العثمانية ، ذلك الحكم الفاسد الجائر ، والذي حاول أن يحرم حتى النطق باللغة العربية وعده جريمة كبرى تستحق العقاب. تم اعتبار ذلك التاريخ منذ أوائل سبعينيات القرن المنصرم، يوماً للصحافة وللصحفيين في العراق. واستعادته في هذه المرحلة يدفعنا لاستذكار عالم المسؤولية في إظهار الحقائق والوقائع أمام الرأي العام وتبصيره بما حدث ، للعراق ولماذا وكيف يمكن معالجته. ومحاولة المساهمة في صياغة توجهاته والتخلص بهذا الشكل أو ذاك من أزماته. يكتسب هذا التاريخ أهميته الكبيرة في الظروف التي نعيشها، فبعد سقوط النظام انفتح الفضاء واسعا أمام العراقي لما يبدد عزلته وخنقه عبر الخطاب الأيدلوجي الأحادي الذي لا حقيقة سواه، ولا مكان في المجتمع العراقي إلا لحزبه الأوحد فقط. لعبت الصحافة الوطنية في العراق سرية أو علنية دوراً مشهودا في المسيرة الوطنية العراقية وحاول الحكام الذين تعاقبوا على العراق لجم الصحافة والصحفيين بوسائل قهرية شتى، وإحالة بعضهم للمحاكم والسجن والحجز القسري وإسقاط الجنسية، ولقد قدم بعض الصحفيين العراقيين بمختلف توجهاتهم الاجتماعية - الفكرية التضحيات وتحملوا أنواع المعاناة والاضطهاد والفصل والسجن والتشرد والبطالة وثمة أمثلة دالة على نصاعة الموقف النضالي الوطني لبعض الصحفيين العراقيين وانحيازهم إلى جانب شعبهم ووطنهم و دفعوا لذلك أثماناً قل نظيرها في أمكنة أخرى فغصت السجون بألمع الأسماء الصحفية في العراق وتعرض بعضهم غدراً لأشد أنواع التعذيب وقسم منهم اختفى دون معرفة مصيره ، ومنهم من ارتقى المشانق شهداء لقاء قناعاته بقضيته العادلة ومن اجل تبديد المظالم التي تقع على كل العراقيين دون تمييز. إن السجل التاريخي للصحافة في العراق- خاصة- ذلك السجل المرتبط بالقضية الوطنية الديمقراطية العراقية دون تكريس لهوية و منطقة و طائفة و قومية وعشيرة لامعاً وباعثاً على الفخار. وبعد انفتاح الساحة العراقية على أطياف ومشاهد صحفية إعلامية لا يمكن حصرها تتكرر المأساة ثانية بطريقة همجية تجاه بعض الصحفيين والإعلاميين في محاولة لشراء ذممهم أو دفعهم للنكوص والتردد أو عزلهم عن شعبهم العراقي وهو يخوض معركته من اجل الانبثاق الجديد ورسم ملامح المستقبل الذي يجب ان يصبح عليه العراق وشعبه.وفي حالة عدم استجابتهم فلا شيء سوى الابتزاز والاختطاف والقتل بدم بارد بوحشية لا شبيه لها. كل ذلك جرى للصحفيين والإعلاميين في العراق وهم يحاولون نقل الواقع والأحداث في بلد أصبح تحت مجهر العالم كله عقب زلزال 9 /نيسان 2003 حيث ترك العراق بكامله نهبا لكل من هب ودب وتركت بنيته التحتية عرضة للتخريب والسرقة ولم يسلم جراء ذلك كل شيء، وأعقب تلك الكارثة الوطنية قرارات غير صائبة لازال العراقيون يدفعون أثمانها دون مبررات مقنعة ، وكان يمكن تفاديها بوسائل أخر وبطرائق أكثر فعالية وشرعية وإنسانية وعدالة. أن كل ذلك الذي جرى للصحفيين والإعلاميين ومما لم يكشف عنه من وسائل التهديد والترغيب والتخويف و الإغراءات لم تقلل في عضد بعضهم وجهودهم لاستكشاف الوقائع اليومية وما يحيط بها من مشاهد مرعبة دموية لا شبيه لها في تاريخنا المعاصر لتمزيق العراق والنيل من نسيجه الاجتماعي تحقيقاً لمآرب ومطامع ومخططات دولية- إقليمية لا شأن للعراق وللعراقيين بها. يواجه بعض المسئولين الجدد العمل الصحفي والإعلامي الذي لا ينسجم وتوجهاتهم بشكوك دائمة ويصبح الصحفي محاطاً بسوء النوايا جراء عمله الحر وبحثه الدائب عن الحقيقة التي غالبا ما تختفي خلف مطامع تخضع للسرية والكتمان والتحفظ. في يوم الصحافة في العراق، ومع صدور (قانون حماية الصحفيين) والتحفظات الكثيرة المثارة حوله باعتباره لا يفي بالمرام، ومع نفاده لكن الكثير من الجهات عملت على عدم الالتزام به وفي مقدمتها الأجهزة الأمنية والعسكرية الحكومية ، وعلى البرلمان والجهات ذات العلاقة القيام بواجبها القانوني والإجرائي للوقوف بوجه الانتهاكات الوحشية التي جرت ولا زالت تجري بعد صدوره تجاه بعض الصحفيين العراقيين ،خاصة الشباب منهم، ووضع حد لعمليات الاعتداء المبيت والتحفظ والاعتقالات المتكررة عليهم خارج القانون ذاته والشواهد والأمثلة كثيرة ومتنوعة ، كذلك مواصلة القتل والاختطاف والابتزاز والتهديدات التي تنالهم جراء عملهم ومواقفهم من اجل التوصل للمعلومة وكشفها بحرية وصدق وأمانة أمام الرأي العام خدمة لوطنهم وشعبهم. ومع كل الخسائر التي وقعت على المكون الصحفي والإعلامي في العراق ومع كل ألأذى المتوقع ومع كل ما جرى وما سيجري فلا يمكن للصمت الإعلامي والصحفي أن يكون سيد الموقف ، لأن العراق ووحدته وتطوره ورفاه شعبه أثمن ما يمكن الحفاظ عليه في زمن بات بعض اللاعبين الدوليين والإقليمين يدفع بالعراق والعراقيين نحو مستقبل مجهول مرعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي