الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زرهون يا معشوقتي

محمد البوعيادي

2012 / 6 / 13
الادب والفن


"أَسطور بيازولا" يتوجع على الأكورديون بنغمة للحب و ضياع المدن ، من عجائب موسيقى الطانجو الأرجنتينية المصحوبة برقص ألوهي أنها موسيقى هادئة و لكنها في الآن ذاته تشعل رغبة قاسية جارحة في الرقص عاريا في الشوارع و الممرات ...هنا يأتي خراب الذاكرة في المرتبة الأولى و بعض صور ذابلة من ذاكرة الرماد تُعاود ما تبقى من ذاكرة الوقت المُتعبة، أنظر إلى وجه جدتي في صمت رهيب ، حبيبتي يا جدتي، أيتها الذاكرة المتعبة بأيام المطر و رائحة جبل زرهون العابقة، أستغرب كيف أنني لم أفجر لديك حبي يوما ، و كيف أنني لم أرقص و لو مرة في تلك التجاعيد المحفورة بشقاء البرد الصباحي و دخان الكانون الذي تخبزين فيه خبز الشعير أو "المرسيطة" ، الذي لا ألذ منه ساخنا مع زيت الزيتون في إحدى صباحات القرية المعلقة في جبل أحدب...

زرهون ، مدينة عابقة بالرحيل و بالبخور و الشموع و حكايات الأضرحة و الأولياء و الشرفاء و التاريخ الأسود و الممسوسين و عبد الرحمن المجذوب و شجر الزيتون المبارك...، منذ أتى إدريس الأول إلى هذه المنحدرات الحادة أسس أول مدينة مأهولة بساكنة الجبال و من ثم انصرف المخزن إلى السهول تاركا وراءه مدينتي لضباب المجهول، منسية أنت يا مدينتي الحبيبة ، تركوك هنا ليشنقك التاريخ بحبال النسيان و ليرقص غراب الزمن على ما تبقى من شموخك الأزلي ....

حين اقتربت الحافلة من مدخل يعج بأشجار الكاليبتوس المترنحة ، أرخت الأوراق و العروش ظلها على قلبي ، فسادَ صمت الظهيرة حافلةَ الركاب النائمين ، كنت أنظر إلى مورفولوجيا المكان عبر زجاج الحافلة القديمة فيتداخل التاريخ بالحاضر ، هنا كانت كنزة تحطب الأعواد اليابسة في صباح الندى البارد ، كانت تشقى و هي تترنم ببعض الأناشيد الأمازيغية الجبلية ، لم يكن في حسبانها أن رجلا هاربا من تاريخه الدموي في المشرق ، سيحط الرحال في قبيلة أوربة ، بين فخذيها و شفتيها المشقوقتين بآخاديد الصبر سيؤسس حضارة الأدارسة و سيستخرج منها بذرة مؤسس حاضرة فاس العريقة : المولى إدريس الثاني ، قرب هذا الجسر المهدوم كانت تغسل ألحفة الصوف في الساقية الغارقة لوادي "خومان"، في بطن الأرض الصخرية ...و فجأة زوجوها لسليل البيت النبوي الهارب من بطش أبناء عمومته و من طقوس الدم الشرقية ...

من هنا أيضا عند هذا الجرف الصخري و بعد مئات السنين على تشييد معالم المدينة، ربما اقتادوا أكبر مسخوط في تاريخ الثورات و التمردات على المخزن ، الجيلالي الزرهوني ، أو بوحمارة كما يلقبه التاريخ العلوي، كنت أتخيل المشهد بتفاصيله العبثية ، رجل في أواخر عمره مكبل داخل قفص من أعمدة الصبار ..يحيط به عشرات الجنود و المقدمين و شيوخ الدواوير على حميرهم و بغالهم ، و يتقدمهم فرسان السلطان ...يحومون به كالنحل...قالوا لنا عندما كنا صغارا أن الجيلالي الزرهوني ( الروكي بوحمارة) كان دجالا و ساحرا كبيرا يسحر للناس كي يتبعوه ، كان متمردا يطمع للزحف على فاس عاصمة الدولة آنذاك ليزيح السلطان العلوي عبد العزيز...حكوا لنا خزعبلات كثيرة عن بوحمارة و كيف أنه كان خائنا للوطن فكان يدا للاستعمار لذلك كانت نهايته مأساوية...و كنت شغوفا بالتاريخ و المَحكيات لحد الجنون، أقرأ و أتعجب فقط ، أتشوق لكل مخطوطة قديمة أو كتاب أوراقه صفراء..و لم أعِ أن التاريخ الرسمي كان يشوه رموز المدينة في مخيلتي الساذجة آنذاك...

ذات مرة سألت خالي عن بوحمارة . هل كان مشعوذا حقا ..؟؟ لم يقل شيئا ..

كنا صغارا و مخيلتنا الجائعة مشحونة بالخيالات و الأساطير و قصص السحر و أبي زيد الهلالي و عنترة ، و كنت أعتبر بوحمارة لغزا خطيرا ، لأنه ما من أحد كان يرغب في الحديث عنه ...كانت زرهون بالنسبة لي أدغالا شائكة يرتادها بطلي المفضل الجيلالي الزرهوني ( بوحمارة ) الرجل الذي يجعل الشمس تغيب في كبد السماء بسحره و شعوذته ، بإشارة من أصبعه يخرج الماء من بطن الأرض .. لم أكن أعلم أن بوحمارة جندي سابق في جيش ملوك الدولة العلوية و بأنه قائد ثوري منشق على شاكلة ابن عبد الكريم الخطابي ...قرأت بعض المخطوطات التاريخية التي تركها الفقيه المنوني عن فترة التمرد التي بدأت من 1902 و انتهت بمقتله في 1909 على يد جنود المولى عبد الحفيظ بتعاون مع قبائل بني ورياغل الريفية ....و فهمت لماذا هذه المدينة منسية لدرجة البكاء ، لم تنجب سوى المساخيط و الثوار الذين أذاقوا المخزن طعم الشح ، وحيدة بقيتِ يا معشوقتي بعد تاريخ عابق بالأحداث الدموية و الحضارية ....

لازالت الحافلة تتراقص في حفر الطريق ، وعقبة مدخل المدينة تتبدى طويلة كقامة الجبل الشامخة، من بعيد تتبدّى أسطورة أخرى حاملة معها عبير العصر الهليني إلى هذه الزاوية المهجورة من تاريخ الحضارة ، وليلي ، يا له من منظر خارق لتلك الأطلال الصامدة في وجه الريح ، و التاريخ و الزمن، من هنا مر الرومان يحملون حلمهم الإمبراطوري بسيادة العالم ، لربما مر شيشرون من هنا يوما و ألقى خطبة من خطبه الأسطورية على هذا الوادي السحيق ، حيث يتكسر المشهد بأشجار الزيتون العجوز و بنبات " الزعبول " أو " الهندية" كما تسميه ساكنة المدينة .....يتراءى بعيدا حطام أسوار الدفاع التي شيدت في عصر الإمبراطور و الفيلسوف الرواقي مارك أوريل ، أعرف الحاضرة بتفاصيلها : قوس النصر ، معبد الكابتول ، المحكمة الرومانية القديمة ، الحمامات ، منزل إلهة الجمال فينوس ....إلخ ...

وليلي رئة التاريخ في مغرب العصور القديمة، في عصر الأمجاد الرومانية الغابرة و في عهد موريتانيا الطنجية حيث تسيد جوبا الثاني عرش مملكة نوميديا التي امتدت من جنوب ليبيا إلى ليكسوس شمال المغرب ، لم يبق منها سوى الأنقاض و الصخور الشريدة التي لو نطقت كانت لتذهلنا بأساطير المدينة ، أتخيل عند مدخل المعبد رجال الدين يؤدون طقوس الصلاة للإمبراطور العظيم ، أو أتخيل أمسية ماجنة بالقرب من تمثال إله الخمر باخوس ، و الفرسان يشربون الكؤوس و الأنخاب على ضوء النار الهادئة و ترقص الغانيات الأمازيغيات عند قدمي عظمة الإمبراطور أو حاكم المدينة ....

اقتربت الحافلة أكثر من مدخل المدينة الجريحة، غمرني شعور بالرهبة كما العادة، شعور ناهض من عمق أعماقي ، رعشة في الصدر و الأطراف ، فلهيبة التاريخ سلطة قاهرة على قلب الصخر الذي أحمل بين طيات أضلعي، عموديا صار مسار الرحلة و كأننا نصعد نحو فردوس عُلوي ، و هي ذي روائح روث البهائم و الشاي المشحر تنبعث من الدكاكين الصغيرة ، المطحنة التقليدية ورائحة الزيت و مخلفات الزيتون المعصور ( الفيتور) ، أصوات البهائم المزعجة ، دردشات الناس ، كلمات محلية أعرفها حق المعرفة ، و شاب هناك يسب الرب ، فمن غرائب هذه المدينة أن كل أهلها يسبون الرّب عندما يغضبون ، لذلك كلما مررت من هنا عرفت سرّ " قلة الإيمان" التي تنخر صدري ، إنها وراثة ملعونة لها رصيد مئات السنين من الكفر الطبيعي، قليلا تبدو جغرافية الأحياء غير مُستوية ، من محطات الطاكسيات حتى مبنى البريد الجديد ، كلها عقبة مُلتوية لا يمشي فيها إلا سكان المدينة الذين تعوّدوا على صعود الربوات و العقبات ، أول مقهى يواجهني ، مصطبات و محلات صغيرة للأكل ، بعض الملبنات ، و موسيقى الحسين السلاوي أو شقارة تنبعث من محل تقليدي للخياطة ، كما عادتي في زيارة المدينة توجهت إلى الضريح، ضريح المولى إدريس ، كنت أحب زيارته مع أمي ، تتبرك هي بأستار الضريح الخضراء و أبقى أنا مُستلقيا خلف القبر الملفوف في الحرير ، كان المكان باردا في عز الصيف ، يبعث في أطرافي خدرا لذيذا و رغبة في النوم هناك، جلست في الضريح قليلا أتأمل الزخارف على سقفه إلى أن ارتحت .....ثم انصرفت...

إلى قرية أمي كان المسير ،إلى قرية " أولاد يوسف" تحفني مشاهد المدينة التي لم و لن تتغير إلى محطة الطاكسيات باتجاه " نزالة بني عمّار " التي لا يعرف عنها الناس سوى أنها تحتضن أكبر مهرجان للحمير ....

في الطاكسي رجلان يتمازحان ، أحدهما يدافع عن تقليد مهرجان الحمير و آخر يسخر منه و من تقاليد المدينة ، يسألني أحدهم هل حقيقي أن شعار الحزب الديموقراطي في أمريكا الشمالية هو الحمار ، أرفع رأسي إيجابا و بسمة خفيفة تراودني، يلتفت إلى مخاطبه و علامة النصر على محياه:

. شوف سْيادكْ الميريكان و معترفين بقيمة الحْمار ، و انت يا لحمارْ ولد بلادكْ و ما باغيش تعترفْ بيهْ....

ينخرط الكل في ضحك هستيري، بجانبي امرأة ترتدي اللحاف، لحاف أبيض من الصوف ، هذا هو الزي التقليدي الذي تلبسه النساء هنا ، بجانبها بنتها ، فتاة في العشرينات، غاية في الجمال ، فبنات المنطقة معروفات بالعينين الخضراوتين و البشرة البيضاء ....معظم ساكنة الجبال يتشاركون في خاصيات معينة للجمال ، و أمي ذاتها كانت تقول لي أنك يا ولدي لن تتزوج سوى زْرهُونية غْزالة من البلاد...تطلعت قليلا في سحنة الفتاة المُحتشمة ، تذكرت أنني قرأت شيئا عن مسابقة ملكة جمال المغرب، تمنيت لو انتبه المنظمون إلى بنات المنطقة و لو قليلا، أحسست برغبة في أخذ صورة للفتاة، لكن تقاليد المنطقة معروفة جدا، "بنات البلاد" إرث جماعي ، لا أحد يعاكسهن أو يصورهن إلا من "زغرتات عليه يْمَّاهْ"، ثم إن أمها كانت ترمقني بحقد ، و كأنها ترغب في أن تفقأ عيني....غيّر سائق الطاكسي محطة الراديو ، فانبعث شخير المذيعة ....

مضت ساعة و نصف و الطريق ملتوٍ كحبل سري ، الحُفر هنا و هناك تغزو كل شريط الطريق على امتداد كيلومترات قليلة ...

حين وصلت إلى الدوار ، كان الأصيل يخيم على الربى الفسيحة هناك، تبدت صومعة الجامع الكبير شامخة في الأفق، و عاد إحساس الرهبة من جديد ، انفرجت كوة صغيرة في صدري ، انشراح جميل ، إحساس بنوستالجيا المكان ، عمق ما يربطني بكل جزئيات هذا المنحدر ، على اليمين ملعب كرة القدم ، تحفُّه من كل صوب مسالك خفية و مسارب بين تكتلات صخور الكلس العملاقة، معصرة الزيتون التقليدية تستقبل كل داخل إلى القرية ، و الحمير وسيلة النقل الأساسية نظرا لصعوبة المسالك التي لا تمر منها السيارات، مطحنة الحبوب التي طالما حملت إليها الأكياس على ظهر حمار جدتي ، السقاية القديمة، بصنبور واحد يعمل لساعات معدودة في اليوم، و الناس يتزاحمون ليملؤوا " البوطات " البلاستيكية ذات العشرين لترا ، لينقلوها على ظهور الحمير....

صالة البلياردو الوحيدة التي تحتوي طاولة بلياردو مهترئة، المقهى الصغير، باعة الخضر الذين يعدون على رؤوس الأصابع، المسالك الصغيرة و الضيقة ، البيوت التقليدية التي تطالعك بأسوارها البيضاء و العريضة جدا ، السقوف المنسوجة من أعمدة الصبار العملاقة، كل شيء لم يتغير سوى بعض الدور التي بنيت بالآجر ....

حين وصلت إلى الحي ، تبدى لي " السيد "، مزار الولي الطاهر بقبته الصغيرة التي طالما تسلقتها رفقة أبناء خالتي ، و الزيتونة " البرية" المُباركة التي أخبرتني أمي أيام كانت تحكي لي قبل النوم أحجياتها أنها شجرة مسكونة من قبل جني ، وأنها في زمن غابر من أزمنة المنطقة كانت تثمر ذهبا و فضة عوض حبات الزيتون الصغيرة، في منحدر الصخور الصغيرة تبدى الممر الأخير إلى دار جدّتي ...هنا تحرك كياني كاملا من جذوره العميقة، منزل العائلة الكبير ، الذي تخترق وسطه ساحة كبيرة كباقي المنازل التقليدية، آنذاك تسارعت الذكريات في رأسي و الشمس تغيب خلف الربوة البعيدة، خيم الشفق على منظر المنزل من بعيد، رغبت في البكاء ، لكن لاشيء من ذلك حصل ، شعرت بسنوات بعيدة تمر شريطا مُختصرا أمام عيني، قبل تسعة عشر سنة كنت هنا صغيرا ألعب أمام هذا الباب، بعدها بسنوات كنت أزور جدتي و أخوالي و خالاتي إبان عطل الصيف ، الآن ها هو المنزل ذاته ، لكن الباب الخشبي القديم اختفى و استبدل بباب حديدي جديد، حزنت كثيرا فقد ربطتني علاقة غريبة بذلك الباب المهترئ، أعرف أنني لن أرى بابا مثله مجددا ، أعرف أيضا أنني لن أجد جدتي عند مدخل الباب تغزل الصوف و تحكي تاريخ العائلة لبناتها ، أعرف أيضا أن الخابية التي يعطرها القطران اختفت ، و أن خبز الشعير و الكلب الظريف الذي كنت ألعب معه اختفوا أيضا ، تحولت معالم المكان كثيرا ، أشياء كثيرة تغيرت و أشياء أخرى اختفت، وحدها الكرمة الكبيرة لازالت وارفة الظلال، ترخي أغصانها على سقف الدار، لكم أكلت من ثمارها، لكم نمت تحت ظلها ، لكم تسلقتها ، وحدها تلك الشجرة العجوز تقاوم نذوب الزمن، خرجت إلى "المدشر" مساء ، الناس لم يتغيروا أبدا، كلامهم هو هو ، مليء بالكلمات البذيئة و سب الرب و الآلهة ، الوجوه المحفورة بشقاء السنين، الأطفال الصغار يلعبون قرب ساحة المسجد الكبير، الشباب مجتمعين في صالة البلياردو التي تشبه صالات أفلام الوسترن ، يحضرون لفافات الحشيش، و يستمعون لموسيقى " الراي" ، قد تكون زرهون غيرت أسمالها، لكن قلبها و جوهرها واحد لا يتغير مع مرور الزمن...

أيتها المدينة الأسطورية بقُراكِ الصغيرة و النائية ، و بمنظر السد من بعيد ، حيث الزرقة الممتدة على مرمى البصر، أيتها المدينة الخالدة في دمي بنسيانك و ذكرياتك و عشقك و جنونك ، و تاريخك الدموي ، و حضارتك المُغتصبة ، أيتها المدينة التي أرضعتني حليب اللغة ، و التي أورتثني سُخطها الأزلي ، أيتها البلورة المنغرسة في أعماق قلبي ، الساكنة شراييني و أوردتي ، يا عبير الليل ينساب في كريات الدم الحمراء ، يا أسطورة الماضي و الحاضر و المُستقبل ، أقول لك يا زرهون على طريقة أهلك الساخطة، يا عشقي الأوحد و الأزلي :

أنا أموت على ربّك أيتها المسخوطة ، برغم النسيان و برغم التبدلات و البعد، أعشق ربّك يا سجني الأبدي ، يا ذاكرة الرّماد ، أيتها العروسة الجبلية ...أحبك ..

لا تاريخ لي بدونك ، سأعود إليك مهما طال الزمن يا معشوقتي الأزلية ، و سأبني فيك تاريخا جديدا و أزرع فيك بذوري مع إحدى الجنيات التي تسكن شجرة الزيتون "البرية" ...سأعود يا عشق الثّرى و التاريخ و الدّم الحارْ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا


.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟




.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز