الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مواطن الى وزير التخطيط رسالة مفتوحة

ثائر الربيعي

2012 / 6 / 13
الادارة و الاقتصاد


من المؤكد ان التخطيط الناجح والمدروس وفق رؤية علمية منطقية تعد من قبل خبراء متخصصين،سينعكس ايجابيا على الفرد وكافة نواحي الحياة بالرفاه والاستقرار.
ولعل العراق من اكثر الدول تراجعاً في عملية التخطيط على الرغم من وجود العنصر البشري متمثلاً بالعلماء والمبدعين والمفكرين ورحم الوطن لازال قادر على الانجاب والعطاء ،والمادي فحدث ولاحرج ،فهما القوتان الرئيسيتان لنجاح اي مشروع،فوجود النظام الدكتاتوري وتوليه سدة الحكم هي المشكلة بحد ذاتها وبيت القصيد يكمن كيف نخطط ونبني وهومن يضع العصا في عجلة التقدم؟
لأكثرمن اربعة عقود من الزمن المظلم والبلد يقوده مخططين يصنعون سوى الفوضى والحرب وفوهة البندقية التي لاتنطفىء نارها ،والمتاجرة بأرواح الملايين وبمقدراتهم ولافتات تشير الى موتى واخرى عبارات كتب عليها يامحلى النصر بعون الله،والهزيمة تلاحق أذيالنا وثقافة التخطيط للسطو وللقتل ولأستباحة الأعراض هي الخطة الخماسية والركيزة الأساسية في عمل جمهورية الخوف،التي سعت لتحطم هوية الفرد وثقافته لواقع مرير،وقدمت لنا ارمل وامهات ثكلى وأطفال يتساءلون بين الحين والآخر عن إباؤهم ،ودول تطالب بديونهم واخرى تطالب بتعويضات ،فعندما أتجول في بغداد العاصمة والمحافظات لم اجد مايوحي بان هنالك تخطيط صحيح لبناء دولة حضارية تشعر الانسان بإنسانيته، فجميع الأموال وعائدات النفط كانت تخصص للمجهود الحربي والاستعداد للمنازلة في ساحات القتال وشراء الأسلحة واستئجار طائرات من دول عظمى لقصف دور ابناء الوطن وهدمها على رؤسهم ،وشراء ذمم كتاب ومثقفين يبحثون عن الجاه والمال لصناعة ألقاب رئيس الثورة والمهيب والضرورة وغيرها ما انزا الله بها من سلطان،وتزين صورته السوداء ،تاركاً وراؤه الشعب الذي يبحث عن فقدان التخطيط في ازمات لاتنتهي من الأعمار والخدمات والصحة والتعليم وتدني في مستوى الدخل لثلاثة دولارات راتب الموظف الشهري،وغياب الشروع في عمل البنى التحتية ،فالمهم هو بقاء فارس الأمة العربية على صهوة جوداه وبندقية البرنو واقفة شامخة بيده وليذهب بعده الجميع للجحيم.
وطيلة فترة الحقبة المظلمة لم تكن هنالك اية خطوات او رؤية نستدل بها لوجود تخطيط منطقي فلاوجود لأهداف محددة مسبقة للعمل بها ،ولا سياسات وقواعد نسترشد بها في اختيارنا لأسلوب تحقيق الهدف،أو وضع واختيار بديل من بين عدة بدائل متاحة لتنفيذ المطلوب،وعدم توفر تحديد الإمكانات اللازمة لتنفيذ هذا البديل،لتحديد الإمكانات المتاحة فعلاً،وغياب البرامج الزمنية اللازمة لتنفيذ الهدف،والتي تتناول تحديد النشاطات اللازمة للتحقيق،وكيفية القيام بهذه النشاطات،والترتيب الزمني للقيام بها ثم تحديد المسؤولية عن تنفيذ هذا النشاط.هذا التحليل المنطقي للبدء بعملية التخطيط استبدل بقرارات انفرادية واختزل بشخص القائد الأوحد وحديثه عن القبلية والزيتوني والشارب وكيفية ملاحقة القوى المعارضة ووصفهم بالخونة .
اليوم وبعد التغيير الذي حصل في زلزال (2003) هنالك إخفاقات وهفوات يقابلها مكتسبات ومنجزات قدمها الشعب لبناء دولتة ،ولعل ابسط شيء منها مضت فترة الزنزانات المظلمة وجيء بالحرية التي غيبت عن الوطن،فالتجربة الديمقراطية فتية وتحتاج للصبرعلى التحديات والمجيء بقيادات قادرة على الانجاز وتتمتع بالمهنية والكفاءة ،وبصيص الأمل ينطلق فيغمرني شعور بالفرح والاطمئنان على العراق ولعائلتي من خلال قراءتي ومشاهدتي المستمرة لوزير التخطيط الدكتور علي ألشكري،فخروجه من الوزارة ومتابعته وتفقده ميدانياً للمشاريع في المحافظات المزمع انجازها والوقوف على نقاط الضعف والقوة،هو الدليل الذي يجسد صدق العمل والرضا مع الله وراحة الضمير،فاتخاذه القرارمن موقع الحدث والمعاينة للمشروع،والمحاسبة والمساءلة للتلكؤ جزء مهم للارتقاء لتحقيق الخطط الموضوعة،والاهم هوا لرؤيا الكاملة للقرار المالي الذي يخصص ويصرف في مكانه المناسب ،التحديات كثيرة والتاريخ سيكتب عن كل صغيرة وكبيرة ومحاسبة المفسدين أكثرها تحداً في جولاته الميدانية ،واشرسها الذئاب المتوحشة التي تضمر في نفوسها الخراب والدمار يقودهم الإرهاب الذي عطل الكثير من المشاريع التي خصصت للأعمار والنهوض بالبلد،هنالك من لايريد لطائر العنقاء النهوض وتضميد جراحه وان لايكون قوياً حتى في صوته ،واقدرانها مسؤولية وطنية وشرعية كبيرة على عاتقه وكلي ثقة بالشكري وبجنوده من الوزارة بأنه سيعبر بنا لشاطئ الخير والأمان حتى لاتذهب أموالنا في مشاريع لاتضر ولا تنفع.
المحافظات مطالبة أيضا بالتعاون والتنسيق معه وتمد يدها بقوة أليه وتقدم مشاريعها بما يتناسب مع الأهمية والحاجة الفعلية لمواطنيها ،فتوحيد الرؤى لما يخدم العمل سيوفر فرصة اتخاذ القرار بشكلاً سريع للحاق بركب الزمن والتقدم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بعد الخروج من النفق المظلم
ارقم عبد الحسن محمد ( 2012 / 6 / 15 - 11:48 )
في زمن الحرية انطلقت الالسن والافواه المكبوتة لتطل علينا بكلمات مليئة بحب الوطن وبرغبة اصحابحا على تقديم كل مالديهم من طاقات وبشتى السبل من اجل النهوض بهذا الوطن الجريح والشعب المظلوم فهنيئا لهم على توفيق الله ومزيدا من الابداع انشاء الله

اخر الافلام

.. أردوغان ونتنياهو .. صدام سياسي واقتصادي | #التاسعة


.. تركيا وإسرائيل.. مقاطعة اقتصادية أم أهداف سياسية؟




.. سعر الذهب عيار 21 يسجل 3080 جنيها للجرام


.. الجزائر في المرتبة الثالثة اقتصاديا بأفريقيا.. هل التصنيف يع




.. ما تداعيات قرار وزارة التجارة التركية إيقاف جميع الصادرات وا