الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوافقات السياسية خربت العراق وفتكت بالعراقيين

ضياء السراي

2012 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ابتدعوا التوافقات السياسية ، وكانت خير وسيلة لتبادل وتقاسم المنافع ،وعندما تضاربت المصالح ساروا الى المعارك السياسية التي راح ضحيتها الشعب العراقي، فهل كانت التوافقات السياسية علاج لمشاكلنا نحن الشعب ؟ ام انها بدعة لتقاسم الثروات بين كبار المنتفعين من الساسة؟ بكل تاكيد هي بدعة في بلدنا وحل ناجع في بلدان اخرى، والدليل لا اكبر ولا اوضح منه انه خط الحياة منذ عام 2004 وحتى اليوم وستستمر هذه المهزلة بحق هذا الشعب الذي سلم امره واستسلم.
دعونا نعاين التجربة التونسية والمصرية وهما الاقرب الينا، فرغم كل ما حصل ورغم الرهانات الا ان شعبي تونس ومصر ارتقوا بالاداء حقا مع جسامة التحديات واهم تلك التحديات، الموارد المالية ، فلا تملك تونس او مصر مجتمعتين ما يملكه بلدنا،وتلك هي النقمة التي وقعنا في اسرها وهي نقمة الثروات التي سلطت من لاذمة لهم على هذا الشعب يعيثون فيه فسادا وكل منهم ممسك بكرسيه وفي ذهنيته مقولة واحدة " انا والكرسي ومن بعدنا الطوفان"، فهل نستلهم العبرة من المشهد الحالي؟ سؤال مهم ، وباعتقادي الاجابة ستكون"كلا"، فلم نستفيد من التجارب والعبر الكثيرة التي مررنا بها ولازلنا نختلف ونتشاجر في منازلنا وفي المقاهي وفي اماكن العمل وفي المناسبات حول فلان وفلان من الساسة وزعماء الدين ونستميت في الدفاع عنهم في وقت لم نرى منهم اي ايثار او تضحية لتغليب مصلحة الشعب او ان تحل في نفوسهم الرحمة على هذا الشعب ، واليوم تختلف القنابل وصواريخ الهاون والمفخخات والعبوات الناسفة في محافظاتنا وفي بغداد، وهي رسل الساسة ووسائل التهديد المعتادة فيما بينهم ان تقطعت سبل الحوارات السياسية وقد تقطعت فعلا وانتهت على اعتاب تمسك المالكي بالكرسي وتمسك خصومه بعزله.
وفي هذا الزمن تحديدا عطلت مسيرة التاريخ العراقي واصبحت كرة بين اقدام:( المالكي وعلاوي وطالباني وبرزاني والصدر والنجيفي والحكيم)، حيث يلفظ ارث العراق بمجمله انفاسه الاخيرة بعد ان وضعنا هؤلاء الساسة منذ عام 2004 وحتى اللحظة في مقدمة دول الفساد المالي والاداري والسبب"التوافقات"، وحتى صرنا الدولة الاولى بالعالم بالتخلف العمراني والحضاري والمبرر"التوافقات السياسية"، وتطايرت مباديء حقوق الانسان بفعل "التوافقات السياسية"، وتلطخت سمعة العراقي والعراقي بين شعوب المعمورة والجاني "التوافقات السياسية"، وستستمر سيناريوهات التوافقات السياسية كلما امتلئت بطون ساسة وارصدتهم المصرفية يجيء غيرهم من جياع السياسة وفقراءها ليملؤا بطونهم وجيوبهم ويسكنوا عقارات الخضراء وضفاف دجلة بغداد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة