الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقعٌ صامت..حلمٌ ناطق

فوز فهد خالد

2012 / 6 / 13
الادب والفن


لطالما رأيتُها صامِتةً ولطالما دفعني الفُضول اتِّجاهها، فَفي بعضِ الأيام ألمَحُها في وقتِ الفراغِ بينَ المُحاضراتِ في المَرسمِ تُطلِقُ العنانَ لأنامِلها الرقيقة، تُُلامس بفُرشاتِها سطح اللوحةِ، بهدوءٍ وصمتٍ و نظراتٍ فيها ملحمة ُقِصَصٍ تحترِقُ كتماناً.

كِدت أن أظن أنها بَكماء, لو لم تُقَرِر في يومٍ الكشف عن ذبذباتِ صوتِها المَبحوحه, المختنقه, المظلومه, المُتلهفه للهروبِ من هذه الحُنجره التي هَرُمَت أحبالُها الصوتيه ودُفِنت و تَحلَّلت في مقبرةِ جوفها المكتوم. نعم، سَمِعتُ بعضَ الكلِماتِ تعتصِرُ هَرباً من بين شَفتيها. من شِدةِ فُضولي و ذُهولي وقفتُ -بعدما كُنت مسرعةً بالمشي مارةً بالمرسم- جَمِدتُ في مكاني محاولةً جاهده التِّقاطَ ولو كلمةً من همساتِها الناعمه، فإذ بها تلتفِتُ إليَّ بنظرةٍ ناطقه تَصرُخ: "لقد تعديتي على فقاعتي الشفافه، إتركوني بِصَمتي وكفوا عن محاولة قِرائتي."

شَعرتُ بخفقانِ قَلبي يزداد. عيني تلاقت بعينها! لا أُصدق أنها قررت توجيه حدقتيها الحالِمتان، المُتقارِبتان، البُنِيَّتان لِتُصَوِِّبهما عليَّ.
لقد تلاقت عيني بِعَينها، يا إلهي! أخيراً لاحظت وُجودَ بشرٍ من حولها يطوفون، يمشون. فلطالما كانت على كوكبٍ آخر غيرَ كوكبِنا.

هي نظرةٌ واحده في الثواني التي تلاقت بها الأحداق استطاعت أن تُشعِرني بِغَضَبِ إعصار، فوران بركان، أملٍ حالم, و إِصرار و ثبات جبلٍ راسخ. وسوسَ لي الشيطان: " لقد اخترقتي غشاء فقاعتها الواهن الرقيق الغامض الشفاف المتلألأ، فأكملي الهجوم"

لكن، لكن، لكن، مضيت في طريقي...

استيقظتُ من نومي، يا إلهي! أكانَ كُل هذا حلم؟
ذهبتُ للمرآة و نظرتُ فإذ بنفس الحدقتان البُنِيَّتان تحدقانِ بي، نفسُ الفتاة، بنفسِ تقاسيم الوجه...

لا! لا يمكن... أهذه الفتاه … ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?