الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب ....الحصاد المر للاحتلال الامريكي

احمد عارف الكفارنة

2005 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الإرهاب و العنف المنظم من قبل المجموعات المسلحة ظاهرة قديمة لكن المجتمع الدولي ابتلي بها حديثا و خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من أيلول و التي خرجت عن المألوف من خلال عمل مروع لم يشهد له التاريخ أ مثلة. لقد اسهم انهيار الاتحاد السوفيتي في خلق حالة من السيولة في العلاقات الدولية و حالة من عدم توازن القوى إذ تفردت الولايات المتحدة بقيادة العالم وواكب هذا الانفراد تغيرات جذريةلانظمة العديد من الدول وخصوصا فى المعسكر الشرقى سواء السياسية أو الاقتصادية ( تتبع نظام العولمة و اقتصاد السوق) .
غير أن اعتداءات الحادي عشر من أيلول أيضا أسهمت في تغيير النظام الدولي في العلاقات الدولية, فلا ول مرة في تاريخ العلاقات الدولية منذ الحرب العالمية الثانية أن تقوم دولة كبرى بالخروج على القانون الدولي وتقوم باحتلال دولتين وتغير النظام الرسمي فيهما ، وحتى ان ،دول المنظومة الدولية من الصف الأول مثل روسيا و الصين و فرنسا خشيت من قيام الولايات المتحدة بأعمال بربرية تكون عواقبها وخيمة علىا لعالم نتيجة جرح كبرياءها وقد أحسن صنعا نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام حين وصف ما يحدث في العالم بأنها قرصنة دوليةوفرض قانون طوارئ دولي .نظرا لاستناد الولايات المتحدة لشرعية القوة وحدها ودون احترام للمواثيق أو المعاهدات الدولية و الانكى من ذلك أنها طلبت من مجلس الأمن بأنها قوة احتلال لهذه الدول!! غير أن تورط الولايات المتحدة بالحرب واحتلال أفغانستان والعراق أشبه بالطبيب الذي أراد أن يبتر عضو خشية انتشار السرطان فى باقى الجسم دون دراسة عواقب ذلك فأنتشر السرطان بكافة أنحاء الجسم ،وهكذا الإرهاب الدولي.اصبح الوباء الذى يهدد المجتمعات المدنية حاليا.
فمشكلة الولايات المتحدة أنها لا تدرك أن احتلالها لألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية مختلف عن العراق وأفغانستان فألمانيا واليابان لا يوجد فيها قوميات مختلفة أو حركات انفصالية أو أحزاب دينية ، أو مجموعات مقاتلة غير نظامية مدربة على (حرب العصابات) كما هو فى العراق وافغانستان مثلا, فما أن أدركت الولايات المتحدة مدى خطورة ما قامت فيه حتى واجهت كل ما لم تعد حسابه . و لذلك أرادت وأصرت أن تخرج بأي تكلفة بعد أن تقيم أي نوع من الحكومات عبر انتخابات سواء ناقصة أو صورية من هذا المستنقع الذي وجدت نفسها فيه بدافع الغطرسة واستعراض القوى .
فرغم الترتيبات التي تحاول أن تخرج بها من العراق ، غير أنها لن تستطيع أن تلم شمل المثلث الذي يشكل خريطة العراق وهي الشيعة, الأكراد ،و السنة .و في نظرة سريعة للفسيفساء العراقية بعيد الانتخابات فى العراق لا زال الشيعة يتحدون حدود التعددية ، والأكراد يتحدون حدود الفيدرالية بينما السنة يتحدون حدود المصالحة مع المحتل.وفى أفغانستان لازال ابن لادن وأمير طالبان فارين من وجه العدالة الأمريكية ولازالوا يعطوا الأوامر لخلاياهم المتحركة بضرب المصالح الأمريكية مما جعل العديد من دول العالم الإسلامي على وجه الخصوص تعيش حالة رعب وعدم استقرار امنى وخير أمثلة باكستان والسعودية والكويت ومصر وغيرها. فقد استطاع ابن لادن واتباعه امثال الزرقاوى وغيرة من تصدير فتاوى تبرر الإرهاب والعنف المسلح رافعة سيف الردة في وجه كل من يخالفها من اجل توظيف العنف في مشروعهما السياسي , تحت يافطة الاحتلال الأمريكي ومقاومة التواجد الأمريكي في المنطقة . آن خروج القوات الأمريكية ومتعددة الجنسية من العراق أولا وتقليص التواجد العسكري الأمريكي في منطقة الخليج بشكل عام والسير في خطى حثيثة اتجاه حل المشكلة الفلسطينية بشكل جذري بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس و حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين دون تلكؤ. وان لاتكون اسرائيل قطب الرحى فى السياسة الامريكيةالخارجية, وازعم انة من غير المعقول ان دهاقنة السياسة الامريكية لايعرفون ذلك,رغم كل ذلك يمكن القول ان كل هذة العوامل تشكل عوامل ضاغطة باتجاة تقنين الارهاب . كما ان رفع مساعدة الولايات المتحدة والدول الست الاخرى(دول الشمال ) من حجم مساعداتها الاقتصادية للبلدان الفقيرة وان تحترم الولايات المتحدة على وجة الخصوص المواثيق والمعاهدات كغيرها من الدول وان لا تستند إلى شرعية القوة وحدها دون اخذ اعتبار لبقية دول العالم وان تعيد للمنظمة الدولية اعتبارها الممسوخ بعد الهيجان الأمريكي في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول والتفسير الأمريكي المنفرد لقرار مجلس الامن 1373. وان تدرك مدى أهمية التغيير من الداخل فى اطار مدعم لعملية التحولات الديمقراطية لدول العالم النامى كما يطلق عليهاا والتي أصبحت قوة منظمات المجتمع المدني العالمي تمثل هذا التغيير, وان تساعد وتدعم آليات العمل الديمقراطي الداخلى ومؤسساته في البلاد العربية على وجه الخصوص ,فكل هذة المؤشرات هي نقاط مضيئة للبدء بتجفيف الأنفس أولا من التفكير آو التعاطف مع الإرهاب وان يتصدى المواطن قبل النظام الرسمي للإرهاب والإرهابيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح