الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقلام..واقلام

جمال الهنداوي

2012 / 6 / 14
الصحافة والاعلام


لن نأتي بجديد اذا جادلنا بأن الصحافة باتت هي المهنة الأخطر في بلادنا..وان الارقام المفزعة لعدد من قضوا في محراب الحقيقة تجعل من رجال القلم هم الاكثر جدارة بتكلل تاج الاسترخاص النبيل للنفس والنفيس في سبيل انارة طريق الحق الموحش بمشاعل الكلمة الحرة الصادقة..والصحفي العراقي هو الاحق من كل زملائه في تبوؤ المكانة العليا والشرف الاسمى الذي تخوله اياه دماؤه الطاهرة التي سالت غزيرة على صحائف الوطن مختلطة بمداد الانتماء الوطني الاصيل..
وان كنا سنكون بعيدين عن التجني لو نظرّنا الى ان مثل هذا الواقع قد لا يعد مثاليا في بلد تتردد فيه شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير في كل يوم..ولكننا لن نكون اكثر تجنيا لو افترضنا ان الخطر قد لا يكون موجها الى الكثير ممن يتحصلون على لقب الصحفي في الوسط الاعلامي العراقي..
فنظرة عجلى الى واقع وممارسة العمل الصحفي في العراق تؤدي الى ان الاستهداف عادة ما يكون مقتصرا على الصحافة التي تكون في موقع الدفاع الحر عن حق العراقيين في الحياة وفي الخيار الديمقراطي الحر..ولا سيما تلك التي تسير عكس ما يراد لها من خطوط وضوابط ومحددات..اوبصورة أدق تلك الصحافة وذلك الصحفي الذي يحاول ان يتلمس الهموم الحقيقية للناس وقضاياهم الاكثر الحاحا ويكتب لوجه الحقيقة والوطن والانسان العراقي البسيط الشريف..
ونحن هنا بالتأكيد لا نقصد بهذا الصحفي المسيس الاقرب لكونه كل المشكلة ولا الذين القوا بأنفسهم في تهلكة الارتباطات الضيقة وجندوا اقلامهم لخدمة توجهات واجندات قد لا تتطابق مع تطلعات وآمال الشعب العراقي النبيل في الامن والحرية والكرامة والعدالة ..وكذلك صحفيو البين بين الذين يتقمصون استقلالية فضفاضة تنزاح تذبذبا-وقد يكون طمعا- الى هذه الجهة او تلك اعتمادا على تلك الاستقلالية الملتبسة حائرين اي الضررين اولى بالدفع والذين غالبا ما تجنح سفنهم على شاطئ الرزق السهل بغض النظر عن مصدره وطيبه وحليته..ولا اولئك الذين آثروا الركون الى تناسي نزاهة الصحافة الصادقة وطهرها وانحيازها المطلق الى الوطن والمواطن ومصلحة الشعب واهدافه في التنمية والسلام والعز والرخاء..وانها الرقيب المؤتمن على الادارة الناجعة لموارد البلاد وثبات سياساته ومتبنياته الوطنية العليا..
ولكننا نشير بيد الاكبار الى تلك الصحافة وذلك الصحفي البعيد عن الدعة والامان الذي توفرها له الصحافة الممولة حزبيا او "خارجيا"والذي قد ترتهن حريته على ذمة مقال نُشر في بين طيات صحيفة تتعثر اسبوعاً و-بالكاد-تنهض في الآخر..والذي بدلا ان يستقبل صباحه جذلا باسمه منشورا في صدر مقال يباهي بصدقه وعباراته القوية ولغته الرصينة ،يجد نفسه في الموقع الذي ينتظر فيه مستقبلا مظلما على يد ظلامية قد تأخذه الى مكان اكثر ظلاما وعتمة..
ليست دعوة لان يكون الصحفي مشاغباً او معارضا على الدوام لكن الأهم الا يقتات على حساب مبادئ هذه المهنة العظيمة ..فالوطن والشعب بحاجة الى الصحفي الذي لا تحده حدود ولا يتلذذ بطعم الحياة مالم يصبح كل الناس همه وديدنه وكل ما يدفعه للنضال دون ان ينحاز الى فئة او عرق او انتماء..
ان الوطن بحاجة الى صحافة وصحفيين جادّين ومخلصين لعملهم ولوطنهم بعيداً عن اجهزة التحكم الحزبية والفئوية والاملاءات الفوقية التي تقزم الإنسان وتجعله عبارة عن جهاز استقبال فاقد للقدرة على الفعل الحر الواعي وتكون عامل ضغط وتثبيط ضد حرية واستقلالية الصحفي وعائق يمنعه من الانطلاق في فضاء الحرية والالتزام الذي لا تحده الا السماء التي تطرزها النجوم الرجال الذين ضحوا بانفسهم في سبيل إيصال الكلمة الصادقة الى الناس بكل موضوعية ودقة وتجرد ..وهؤلاء هم من يحق لهم ان يتكلموا عن خطورة الصحافة في بلادنا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي يربط الحوثيين بحركة الشباب الصومالية؟ | الأخبار


.. نتنياهو يحل مجلس الحرب في إسرائيل.. ما الأسباب وما البدائل؟




.. -هدنة تكتيكية- للجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة ونتانياهو ي


.. جرّاح أسترالي يروي ما حصل له بعد عودته من غزة




.. حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. والترددات على تطورات الحرب في غزة