الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات البلدية في غزة , درس يستفاد منه

عصام الحلبي

2005 / 2 / 6
القضية الفلسطينية


قال الفلسطينيون كلمتهم باختيار ممثليهم عبر صناديق الاقتراع , في الانتخابات البلدية في قطاع غزة , والتي جرت في جو عال من المسؤولية والشفافية والانضباط , وقد اسفرت هذه الانتخابات عن فوز ساحق لمرشحي حركة حماس اومن تدعمهمم حماس , فكانت النتائج على الشكل التالي (7) سبعة بلديات لحركة حماس و (3 )بلديات لحركة فتح , اعتبر المراقبون والمحللون المتتبعون لمجريات الامور في فلسطين بشكل عام ولقطاع غزة بشكل خاص ان هذا بمثابنة تحول وانقلاب جذري في توزيع ثقل ونفوذ القوى والفصائل في القطاع وبالتالي لابد من قراءة متأنية لمعرفة اسباب هذا التحو ل باتجاه ترجيح الكفة ( الحمساوية ) في الانتخابات البلدية وساحاول قراءة الاسباب التي ادت الى هذاالتحول والذي لم يكن متوقعا وبهذا الشكل الذي اتى عليه :
- بعد اندلاع انتفاضة الاقصى والاستقلال والالتفاف الرسمي والشعبي حول خيار الانتفاضة , اراد الاسرائليون نسف كل الجهود التي قامت بها السلطة الوطنية الفلسطينية ( والتي تشكل حركة فتح حزبها الحاكم ) باتجاه بناءوتشييد المؤسسات الصحية والعلمية والاقتصادية والحضارية والتعليمية والعسكرية والامنية والتي تعتبر من اهم ركائز قيام اي مجتمع ومقدمات قيام كيان سياسي مستقل يعتمد على ذاته ,
- بدأت حملة التدمير المنظمة لهذه المؤسسات من قبل الاحتلال الاسرائيلي مما افقد الشعب الفلسطيني مجموع الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات , وحرمته من مصدر رزقه من خلال حربها التدميرية لكل ما هو انتاجي ويمكن ان يساعد الفلسطينيين على الاستمرار في الحياة , من مصانع وورش صناعية ومزارع واقتلاع الاشجار وتجريف المزروعات ......, وقد عمدت سلطات الاحتلال الاسرائيلي في الاسراع بوتيرةعملها التدميري لمقومات الحياة الفلسطينية , مما اوقع المواطن الفلسطيني في في ظروف اقتصادية ومعيشية وصحية صعبة, لم تستطع السلطة الوطنية الفلسطينية نتيجة سياسة التدمير الاسرائلية لمؤسساتها الارتقاء بخدماتها ومواكبة حاجات ومتطلبلت المجتمع الفلسطيني , وهنا جاء دور المؤسسات وجمعيات المجتمع المدني والتي كانت تديرها بشكل مباشر او غير مباشر بعض القوى والمنظمات الفلسطينية . والتي بدورها قامت بتنظيم مناصرين لها من خلال هذه المؤسسات والجمعيات والارتقاء بالعديد منهم ليصبحوا اعضاء فاعلين في هذه التنظيمات والحركات ( طبعا بالاضافة الى مؤسسات هذه التنظيمات العلنية )
- في ظل تزايد التوغلات وحملات هدم البيوت وتجريف الاراضي , عمدت هذه الحركات والمنظمات الىالقيام بأعمال ذات طابع عسكري استعراضي ضد الاحتلال الاسرائلي وحشدت له كل الطاقات الاعلامية ما اكسبها تعاطفا شعبيا من قبل الجماهير الفلسطينية , بينما كانت فتح تقدم كل ما تستطيع من واجبات المساعدة وبصمت دونما اي همرجة اعلامية او استغلال تنظيمي , وفي المجال العسكري عمدت كتائب شهداء الاقصى الىالقيام بعمليات نوعية دونما استغلال اعلامي او تنظيمي لها بالشكل الذي تفعله غيرها من المنظمات والفصائل الاخرى ,
- وهنا لايمكن انكار او اخفاء حقيقة ان فتح هي اكبر تنظيم فلسطيني ولها الحصة الكبرى في السلطة الوطنية الفلسطينية , وقد انخرط الكثير من ابناء حركة فتح في صفوف السلطة الوطنية وبعضهم مارس بعض من سوء استخدام السلطة او القيام بتصرفات وتجاوزات تقع تحت خانة الفساد , هذه التصرفات من بعض الكوادر قد اوجد نوعا من السخط والازدراء من هذه الشخصيات وليس من حركة فتح , لان الجماهير الفلسطينية تكن كل الاحترام والتقدير لهذه الحركة العملاقة ,
- - ان اعظم وانبل حركة في التاريخ المعاصر لايجب ان تقف في زمن محدد وكأنما الزمن قد وقف حيث تريد هي بل عليها ادراك ان عجلة الايام والتطور في تسارع وتسابق مع الزمن ... لم يدرك بعض من الكادر الفتحاوي هذه الخاصية وانما استكانوا الى التغني بأمجاد الماضي , وهذا الماضي لايستطيع ان ينكره احد حيث قدمت فتح اكثر من (90 ) بالمائة من لجنتهاالمركزية وقادتها شهداء وعلىرأسهم الشهيد الرئيس الرمز ياسر عرفات وعشرات الالاف من الشهداء والجرحى والمعتقليين , وهذا التغني بالماضي والاستكانة الى امجاده قد جعل بعض القوىالتي عملت ليل نهار من اجل مثل هذه الايام على احراز تغيير في الخارطة السياسية من خلال هذه الانتخابات ,
- شارون اخر ملوك ( بني صهيون _ الصهيونية القديمة )كان وما زال يعمل ليل نهار في دراسةمعمقةللواقع الفلسطيني على كافة المسنويات الرسمية والشعبية والتنظيمية , فلنتذكر عندما استهدفت قوات الاحتلال الاسرائيلي حركة فتح وكوادرها عسكريا واعلاميا , فقد شنت حملة شعواء ضد ( التنظيم ) والتنظيم هو الشبيبة الفتحاوية وكافة الاطر الطلابية والشبابية والرياضية والنسوية والعمالية والفلاحين والتي انبثقت عنها فيما بعد كتائب الاقصى و. جاء هذا الاستهداف الشاروني ادراكا بأن حركة فتح هي العمود الفقري للعمل المقاوم كما هي الاساس في اية عملية تسوية او مفاوضات سلام , قكان لابد من اضعافها , وباضعافها يضعف موقف قائدها وقائد فلسطين ورمزها الرئيس الشهيد ابو عمار , وهنا وبطريقة ما ومن غير قصد تلاقت المصلحة الاسرائلية في اضعاف حركة فتح ومصالح بعض القوى الاقليمية في هذا الشأن , كل هذا يجري وقيادة حركة فتح في غفلة مما يجري وقد قدموا كل جهدهم في اطار السلطة الوطنية الفلسطينية وغفلواعن حركتهم ( فتح )والتي تشكل عامودا مهما من اعمدة فلسطين والسلطة الوطنية وضعفها ضعف لفلسطين ولسلطتها الوطنية وقوتها قوة لفلسطين والسلطة , الا ان بعض القيادات والكتاب الفتحاويين انتبهوا لكل ما يجري وشددوا على ضرورة الالتفات الى الوضع الداخلي الفتحاوي, واعادة تفعيل دور التنظيم وكافة الاطر والمنظمات الجماهرية والشبابية والفكرية , لتجنيب حركة فتح الوصول الى فقدان عنصروجوهر قوتها ووهجها الجماهيري,فحركة فتح( مثل السمك في الماء ) اذا لايمكن ان تكون فتح بدون قواعد شعبية واسعة وعريضة , وهي التي انطلقت من القاعدة الجماهيرية العريضةومن اجلها , وهذا الاندماج والتماهي بين فتح والجماهيرهو الذي اعطاها وهج وزخم استمرارها ,.
-
- وهنا لابد من اطلاق صرخة تشق عنان السماء والتي يطلقهاالفتحاويون في جلساتهم الضيقة والبعيدة عن ضوضاء الاعلام , والتي تطالب بعودة الى الاصول التنظيمية الفتحاوية واحياء العمل والاطر والهيئات التنظيمية , والتي اثبتت نجاحها وقدرتها على التعاطي وادارة الامور وفي احلك اللحظات التي مر بها شعبنا وثورتنا الفلسطينية , ولابد من العودة الحقيقية والدائمة للعمل الجماهيري الفتحاوي لاستنهاض القواعد الشعبية الفتحاوية والتي كانت دوما المؤشر الصادق لاستشعار الخطر او مركز الاستشارة الغير مباشر لمعظم القضايا الكبيرة , فالجماهير وحسها عال ومتقدم في كثير من الاحيان على كثير من اصحاب الرأي والفكر .
- وحرصا على قوة وتماسك الحركة لابد من الفصل بين الدور الوطني الوظيفي في السلطة الوطنية لابناء حركة فتح ودورهم في الحركة بهذايمكن اعطاء القوة والزخم للحركة وللسلطةاكثر , ولابد من بناء المؤسسات الخدماتية والجماهيريةالفتحاوية التي تعنى وتقدم الخدمات للجماهير وللكادر الفتحاوي.
-
- الانتباه والاعتراف بالاخطاءالصغيرة الكثيرة والكبيرة القليلة والبدء كفتحاويين بتمتين وضعنا التنظيمي وبوضع اللبنانات الفتحاوية بمكانها الصحيح من الصرح الفتحاوي العظيم , فلا بد لهذا الغرس الطيب والمبارك من ان يثمر اشجارا شامخة تطال سحب السماء وتمكننا من ان تبقى فتح في قلب ووجدان الجماهير الفلسطينية والعربية لابل العالمية والتي بغالبيتها تناصر لمبادئ ومنطلقات ومسلكيات فتح الاصيلة التي اغفلناها نحن اصحابها بعض الشئ .
-
- اوراق صناديق الاقتراع وحسب قراءات المحللين ليست جميعها تقول نعم لحماس بل بعضها بينما البعض الاخر يقول لا للاستمرار في تجاهل ما تريده الجماهير من حركتها الرائدة , لا للتخبط والفوضى نعم للخط الفتحاوي الاصيل .... بقليل من الجهد والتعب وبالالتزام بالخط الفتحاوي الاصيل وبالعودة الى خزان الثورة وصمام امانها وامنهاالشعب نصنع الانتصارات وفي كافة المجالات وحينها تتبدل كلمات اوراق سناديق الاقتراع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة