الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان غريغور غيزي، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني في الشأن السوري

حسان زين العابدين

2012 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تحت شعار : يجب إتاحة فرصة جديدة لخطة كوفي عنان أدلى غريغور غيزي، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني بالبيان التالي:

في أعقاب مجزرة الحولة فشلت خطة كوفي عنان للسلام في سوريا تلك الخطة التي أريد تنفيذها إعتمادا على 300 مراقب أعزل، لاسيما وأن جزءا من المعارضة السورية أعلن أنه ليس مستعدا بعد للتقيد بوقف إطلاق النار.
إن مجلس الأمن يستخلص بالإجماع أن القوات المسلحة النظامية مسئولة عن المجزرة التي أرتكبت بحق السكان المدنيين والتي أودت بحياة نساء وأطفال، يستخلص ذلك لأن قصف الأحياء السكنية في الحولة تم بواسطة أسلحة ثقيلة.
فهل هذاهو الدليل النهائي على خرق نظام الأسد لخطة السلام؟ لاسيما وأن لم يتم تبديد أخر شك بالرواية الرسمية.
لقد أشار الصحفي أندرياس تسوماخ، وهومراسل في سوريا، إلى أن التحقيقات النهائية التي يجريها المراقبون الدوليون في أحداث الحولة، لم تنته بعد، وأنه ليس بالإمكان الإستبعاد الكلي لماعرضه نظام الأسد ، وهو أن بعض فصائل المعارضة السورية أصبحت تمتلك أسلحة ثقيلة منذ زمن وأنها (أي الفصائل) زجتها ضد السكان المدنيين في الحولة.
كما أصبحنا نسمع في غضون ذلك جليا دعوات إلى تدخل عسكري في سورية، بدءا بمرشح الرئاسة الأمريكي المحافظ ميت ريمني، ووصولا إلى الرئيس الفرنسي اولاند وإلى السياسي الديمقراطي المسيحي الألماني فيليب ميسفيلدر، حيث يتذرع هؤلاء جميعا بما يسمى مسئولية المجتمع الدولي في حماية السكان المدنيين(responcability to protect)، ويصرحون أنه ليس بمقدور المرء، على حد قولهم الوقوف موقف المتفرج عندمايقتل مايقارب إثنى عشر ألف إنسان في تلك الحرب الأهلية التي يحملون مسئوليتها لبشار الأسد الممسك بزمام السلطة.
غير أن القيام بتدخل عسكري للإطاحة بنظام بشار الأسد على غرار ماجرى في أفغانستان والعراق وليبيا يصطدم بإرتياب ورفض شديدين لدى حكومات شتى ومن بينها حكومة ألمانيا الإتحادية، فسوريا لاتمتلك إحتياطيات نفط تذكر كتلك التي في العراق وليبيا وبالتالي فإن غياب المصلحة الإقتصادية هو السبب في ذلك الإحجام و الذي يكاد لايجري الحديث عنه أبدا، ناهيك عن أن مايسمى بالتدخل الإنساني لم يكن إنساني الطابع في يوم من الأيام، كما تثبت تجربتا العراق وليبيا. فالحرب ضد العراق سقط ضحيتها 655000 إنسان وأدت إلى هجرة خمسة ملايين لاجيء، في حين أن عمليات الناتو في ليبيا كانت نتيجتها المفجعة سقوط خمسين ألف قتيل، ولا شك أن مثل هذه العواقب ستكون متوقعة في سورية، لاسيما وأن الأسد ليس قابلا ببساطة للإطاحة به بواسطة القصف الجوي كما كانت عليه الحال بالنسبة للقذافي، لا بل إن على القوات البرية أن تحسب حساب حرب طويلة الأمد ستكون أكثر تعقيدا نظرا لعدم تجانس مكونات المعارضة والقوى الدينية والإثينة المختلفة والمتعارضة.

أن ا لتجارب السابقة لما يسمى بعمليات التدخل الإنساني تدل علاوة على ذلك أن ماينشأ من كيانات هو شيء مختلف تماما وبعيد كلياعن الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية. كذلك هي الحال بالنسبة لسورية حيث تبقى كل الإحتمالات مفتوحة فيما يتعلق بمن سيكون له القول الفصل بعد سقوط الأسد،(هل سيكون) دكتاتورا آخر؟
وهكذا يتراءى الواقع من منظور سكان سورياعلى أنه أشبه مايكون بالخيار بين الطاعون والكوليرا.أي مابين حرب أهلية مروعة تحصد آلافا أخرى من البشر مصحوبة بتعاظم المعضلات بين القوى الإثنية والدينية، أو تدخل من الخارج يودي إلى عواقب وخيمة وتقرير مصيرسورية من الخارج .
يضاف إلى ذلك موقع سوريا الجيوبوليسي (الجغرافي السياسي)التي لايجعل التدخل الخارجي أصعب تقديرا للعواقب فحسب، بل أنه سوف يفضي إلى مخاطر أخرى. كذلك فإن حربا للناتو ضد نظام بشار الأسد سيكون موجها كذلك ضد طهران المتحالفة مع هذا النظام، والتي سترى نفسها مهددة بشكل مباشر. كما يجدر الذكر أنه ستبرز معضلة أخرى لامحالة:ألا وهي المتعلقة بإسرائيل. فعلى النقيض من تهديد الحكومة الإسرائيلية لطهران، فإن الحكومة الإسرائيلية تكادتضبط النفس فيما يتعلق بسورية. فالأسد في خاتمة المطاف ديكتاتور، يمكن لإسرائيل أن تركن إليه. فلا يغيبن عن البال أن الهدوء يخيم عموما على الحدود بين سورية وإسرائيل منذ حرب الأيام الستة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة