الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأي بصدد أكثرية خارج التاريخ وأقلية تنتمي للمستقبل

محسن صابط الجيلاوي

2005 / 2 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


جرت الانتخابات، وتحقق ذلك الحلم لكل عراقي أن يضع ورقة صغيرة يقول فيها حريته، تلك الحرية التي سلبها منه لعقود طويلة، حكام جهلة، وشعارات بائسة، كان خلالها العراقي مغيبا عن أي مشاركة في تقرير مصيره حتى ولو بالحدود الدنيا...ورغم كل التعقيدات السياسية أستطاع العراقي أن يقول رأيا ما، ليس بالضرورة ينسجم تماما مع ما يمكن أن يضع العراق على طريق التقدم والتطور والحداثة... فديمقراطية تحتاج إلى رافع لها، إلى قوى تشكل قاعدتها التحتية التي تؤمن بها ومستعدة للدفاع عنها، وهذا مفقود إلى حد كبير في الظروف الماثلة، واعتقد أن نتائج الانتخابات بحد ذاتها ستعطي دروس عميقة لكل النخب المثقفة، ولكل أولئك الذين يؤمنون بالديمقراطية بشكل صادق، ولعل أبرز مؤشر هو الخلل في التركيبة السياسية، المجتمعية، وفي الفكر السائد...لهذا يجب التصدي لذلك بقوة، عبر إدخال العراق عالم اليوم بكل تلك السعة في ديمقرطة العلم والتكنلوجيا والثقافات وتلك الأفكار القادرة على بناء امة حديثة حقا، وهذا لا يأتي بالنظر على أن الفائز في هذه الانتخابات هو القادر حقا على بناء عراق ومنسجم مع العالم، بل بالعكس، فالقوى المؤثرة اليوم هي أبعد من أن تكون قادرة على أداء هذه المهمة. فرغم احترامنا لإرادة الشعب ولكن في كامل تاريخ الإنسانية يبقى السعي في تلك المنعطفات التاريخية هو للنخب المتنورة، المؤمنة بالحرية وبقوة مثال المنجزات التي حققتها البشرية وخصوصا الأمم المتقدمة، ودائما تبدو هذه النخب ضعيفة في بادئ الأمر لكن مع الزمن سيشتد عودها لأنها تقف مع المستقبل ومع تلك المقارنات بين واقعنا وما وصلت له الشعوب، إن اللاعب اليوم في العراق تلك القوى الدينية والقومية والفئوية التي لا تمتلك برنامجا اقتصاديا وسياسيا وفكريا واضحا وهي لا تعرف من الديمقراطية إلا كونها طريقا للسلطة، وهي تنتمي لعواطف الناس وجهلها بما يجري في العالم بعد أفول نظام فاشي غيب الناس عن العالم، بل وأرجعهم إلى عالم الخرافة والغيبيات والتخلف والرجعية السياسية في كل شيء، لهذا من الضروري البدء بالحقيقة الكبرى الغائبة في كامل الخارطة السياسية ألا وهي الوطنية القائمة على ديمقراطية اجتماعية في كامل مؤسسات المجتمع العراقي يجيزها دستور أمة ديمقراطي، فهذه الجدليات هي أكثر ما يفتقده الوطن والناس، فكل مع نفسه وواقعة المؤلم يعتقد مصيبته هي الأعظم ابتداء من رب العائلة وشيخ العشيرة، ومتنفذي القوميات والطوائف، دون التفكير مليا بالوطنية العراقية الجريحة بكاملها، يجب العودة إلى تلك العلاقة المطلوبة بين المواطن –والوطن، جدلية هذه العلاقة في مديات من الحرية والديمقراطية هي التي تجعل ممكنا ذلك الأداء الضروري للنظر للوطن كوحدة متكاملة في المشاكل القائمة وسبل حلها، فحرية للجميع ومواطنة للجميع، ووطن يتسع لتمايزاتنا هو ما يشبع روح الفرد بذلك الإحساس من الانتماء إلى أمة عراقية، وهذا هو الطريق الوحيد الممكن لحل مشكلات العراق..فعندما يكون رئيس الدولة – مفترضا كوردي- ووصل إلى هذه المسؤولية وفق الكفاءة متساويا مع أي فلاح كوردي في أقصى قرية كردستانية أو جنوبية، وبجو مفعم بالمساواة، هل سيبقى السؤال الذي عشماه طويلا، من يحكم ومن أي جهة...؟؟؟
أما إذا أردتم تحطيم هذا الوطن وفق رغبات بعيدة عن الوطنية المطلوبة، فقولوها مبكرا وبكل وضوح وبلا تعقيد نظري، وبهذا سنترككم مع هتافيكم الكُثر من أجل رفعة الطائفة والعشيرة والقومية وعكيد الطرف وشقاوات المدن والفئويات المريضة سنترككم بسلام حتى يأخذكم التعب من خراب تستفيد منه أقلية امتهنت السياسة وكفرت بها علها تشبع، حتى نستلم وطنا مريضا سنعالجه بالنبل الذي يعيش في صدر الأقلية الذي تريده مع الدنيا متفاعلا معها وبها...!!!

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السنوار لا يعلم عدد الرهائن وأماكنهم.. وإسرائيل تقتل إثنين م


.. الملف النووي الإيراني.. إلى تصعيد جديد مع الغرب




.. روسيا تسقط 87 مسيرة أوكرانية.. وبوتين يحدد الشروط -غير المنط


.. واشنطن بوست: أمريكا كثفت منذ بدء الحرب جمع المعلومات الاستخب




.. مراسل الجزيرة: تقديرات إسرائيلية بانتهاء العملية العسكرية في