الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطر تشتري القمر

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

2012 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


هنالك قمر جميل يضيء الأرض كان مشاعا للبشرية لا يمكن منع أيحاءاته، يلهب المحبين ويضيء شواطئ البحار في ليالي الربيع المحمل بباقات الياسمين متراقصا مع مد البحر وجزره على ألحان سيمفونية الخلود الإنساني المنبعث من ترانيم الوجود المتأصل في قلوب المتيمين بالإنسانية التي لا يمكن إحتلال الحيّز الذي تشغله في ضمائر الأحرار الذين ما زالوا يعتقدون بأن التاريخ يكتب بالدماء وعرق الكادحين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في صراعهم مع قوى الظلم والإضطهاد الطبقي ولا يمكن شراؤه بثروات الأرض.
إلى أن قررت حكومة قطر الإستئثار بضوءه، لم تجد ما يمكن الإتجار به فقد إستثمرت مقدرات الأمة في كل شيء بدءا بأقدم مهنة بالتاريخ وإنتهاءا بالإتجار بحاضر ومستقبل الأمة، أدرّت عليها الإستثمارات فائض مالي كبير، لم يعد للمزاحمة على الأرض مكان فقد أضحت قطر أشهر من رحاب (المرأة التي سهلت دخول يشوع بن نون إلى فلسطين) لذا قررت الإستثمار بالفضاء في محاولة لنقل الرذيلة إلى السماء فقد ضاقت الأرض بما وسعت من الإستثمارات القطرية، كانت الخيارات أمامها كثيرة فقد عرض أصحاب البيت الأبيض في مزاد الكواكب والنجوم "المريخ والشمس والقمر" بعد مشاورات ماراثونية مع أصحاب السمو والمعالي قررت شراء القمر لأنه يجاور المحبيين وينير طريق الثوار باعثا الأمل بغد أفضل محددا أعياد الناس مفرحا الصائمين بهلوله.
لقد حرصت حكومة قطر على إمتاع شعبها بعد أن أغدق ولي نعمتهم عليهم بكل متطلبات الحياة من مساواة وحرية حتى وصل بهم إلى تحقيق العدالة الإجتماعية، لا يوجد بيت في قطر لم تصله فضائية الجزيرة التي تعمل على فضح التواجد العسكري بالجزيرة وتساهم في تحرير كافة الشعوب العربية مشتبكة مع كل الطغاة، فقد إشتبكت مع العقيد القذافي وهزمته وقرر أمير بلادها زرع جثمانه في مجاهل الصحراء حتى يكون عبره لكل الطغاه، ودعم وسلّح غليون لينتصر من الطاغية بشار، وحمل مسؤول مخابراته ملايين الدولارات لإنجاح القائم "بأمر الله " في مصر محمد مرسي لوجه الله تعالى وحرصا على سلامة قناة السويس المقبلة على خسائر فادحة إذا بقيت تحت السيادة المصرية، لم يكتف بالدعم القومي لأن حدود العطاء السماء، فقرر شمل إسبانيا التي جمعنا بها تاريخ إستمر ل500 عام بعطفه ورعاية زوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيسة مؤسسة "قطر فاونداشن " وزوجة أمير البلاد المفدى محمد بن خليفة آل ثاني التي تعاقدت مع نادي برشلونة على وضع شعار المؤسسة على قمصان الفريق الكاتلوني إعتباراً من الموسم الحالي مقابل 166 مليون يورو حتى العام 2016، تحولت قطر إلى إمبراطورية عظمى إستطاعت نقل شعار اليونسيف إلى خلفية قمصان برشلونة وتصدرت القمصان منتصرة على مؤسسة إنسانية تعنى بالأطفال - فللأطفال رب يحميهم ويعنى بهم في كل الظروف ولا يتركهم تحت رحمة أشباه البشر - في عملية تهميش للبعد الإنساني في أداء الفريق الإسباني، حيث تعتبر هذه الصفقة "رعاية القمصان" الأغلى في تاريخ كرة القدم يمكن أن تدخل قطر بكتاب غينس .
ما يعكر صفو هذه الصفقة النقاشات التي تجتاح الفريق الكاتلوني والأصوات المنادية في إلغاء هذه الصفقة، يطالب أنصار الفريق عدم إستغلال أجواء الفرح التي تجتاح العديد من الدول عندما يفوز الفريق على خصمه التاريخي ريال مدريد للترويج للمؤسسة القطرية التي تنفق أموال الأمة على نزوات زوجة أمير البلاد بالوقت الذي يغزوالجوع والفقر إفريقيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا