الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا يجد الخلاف الفلسطيني الإسرائيلي حلا ؟

الحايل عبد الفتاح

2012 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا لا يجد الخلاف الفلسطيني الإسرائيلي حلا ؟

بغض النظر عن اعتراف أو عدم اعتراف الفلسطينيين بدولة إسرائيل، وبغض النظر أيضا عن قبول أو عدم قبول الإسرائيليين بقيام دولة فلسطين، نحن متيقنين من أن الشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي يودان أن يختما خلافهما أو نزاعهما القائم مند أزيد من نصف قرن...
لكن، لماذا لا يختم ولا يجد له السياسيون حلا مناسبا يرضي الجميع؟
فقد مر بالسلطة ومركز القرار أعداد كبيرة من فطاحلة السياسة الوطنية والدولية سواء بفلسطين وبإسرائيل وبالولايات المتحدة الأمريكية، وبمنظمة ألأمم المتحدة، وبعدة دول أوروبية وغير أوروبية... لكن لم يستطع أي واحد واي جهة أن تحسم بصفة قطعية في هذا النزاع الغريب...هذا مع العلم أن أطول حرب عاشها العالم الحديث هي الحرب بين هذين الشعبين...
عدم التوصل إلى حل في موضوع هذا الصراع يدل دلالة قطعية على أن السياسيين الذين تعاقبوا على كراسي الحكم في العالم العربي الإسلامي، وفي أوروبا وأمريكا، ومنظمة الأمم المتحدة، وغيرها من الجهات والمنظمات والتكتلات، إن كانوا كلهم صادقي النية، فهم فاشلون في تدبير السياسة الدولية وإدارة الشأن العالمي.
ففشل السياسيين على اختلاف مذاهبهم وتنوع افكارهم ينم عن غبش لابد من التطرق إليه عبر أسئلة محرجة:
هل من مصلحة إسرائيل أن يستمر الخلاف والنزاع ؟ وهل من مصلحة الفلسطينيين ان يستمر الخلاف والنزاع مع إسرائيل؟ وهل من مصلحة جهة معينة أن يستمر هذا الصراع؟
أضن أن كلا الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، لهما مصلحة في إنهاء الصراع؛ لأنه صراع اودى بأرواح الآلاف من المدنيين الأبرياء من كلا طرفي النزاع...وانحسار التقدم الإنساني في هذه المنطقة، هذا ناهيك عن العنصرية التي تسبب في تأجيجها لدى الطرفين...
فمن القواعد المتعارف عليها منطقيا وقانونيا أن لكل مشكل حل مهما صعب و تعقد، وأن الصراع بين طرفين حين لا يجد حلا فمن المحتمل أن تكون جهة ثالثة تعمل من أجل استمرار الخلاف بين العنيين...
السؤال المحرج والعقيم هو : من يستفيد من استمرا الخلاف الإسرائيلي الفلسطيني ؟
الجواب ليس واحدا بل متعدد الإحتمالات :
1) فلنحتمل أن الإسرائليين هم الذين لا يرغبون في فض النزاع لأنهم يستفيدون من استمراره...

2) ولنحتمل أيضا أن الفلسطينيين هم الذين لا يرغبون في فض النزاع لأنهم يستفيدون من استمراره....
3) ولنحتمل أن الولايات المتحدة بما لها من قوة سياسية واقتصادية وإعلامية عبر العالم لا ترغب في فض النزاع لأنها تستفيد من استمراره...
4) الإحتمال الأخير هو أن هناك جهة قوية خفية وغير واضحة الهوية لا ترغب في فض النزاع لأنها تستفيد من استمراره...
أضن ان إسرائيليين والفلسطينيين عرضتان لمآمرة يستفيد منها غيرهما... وأن من يحرك عناصر الخلاف والنزاع له مصلحة في استمرار الوضع المتأزم بين البلدين.
فإن كانت هناك جهة ثالثة (أو منظمة سرية عالمية ) تجد مصلحتها في استمرار النزاع وتعمل على تأجيجه بطريقة او أخر، فإن هذا يعني أن الفلسطسنيين والإسرائيليين مخدوعان manipulés . ولا أدري هل هذا الإحتمال وارد في حسبان الفلسطينيين والإسرائيليين...
فإذا كان هذا الإحتمال واردا في حسبان الفلسطينيين أو الإسرائيليين فإن ذلك يعني أن أحدهما أو هما معا عاجزان عن مقاومة هذا الدخيل...
أما إن كان هذا الإحتمال غير وارد في حسبانهما فهذا يعني أنهما مخدوعين...ومن ثم وجب عليهما أن يبحثا عن هوية هذا الدخيل للتفاوض معه مباشرة قبل إيجاد حل لهما...
السؤال الآخر والمهم في إيجاد حل يرضي الطرفين هو : ما هي مصلحة الطرف الثالث الخفي أو الظاهر والراغب في استمرار النزاع؟
فبالضرورة أن تكون المصلحة التي قد يدافع عنها هذا الطرف الثالث إما مادية أو معنوية...
لا نضن أن هناك مصلحة معنوية للطرف الثالث، لأن المصالح بين الدول والتكتلات والمنظمات ...لا تقيم للإعتبارات المعنوية وزنا...
بل من الأكيد إذن أن مصلحة أو مصالح الطرف أو الأطراف الخارجة عن النزاع هي مصلحة مادية. فمن قبيل هذه المصالح : بيع الأسلحة التي تدر أموالا طائلة... وفي هذه المصلحة فائدة لتجار السلاح الرسميين أوغير الرسميين أو هما معا...
والدول التي تبيع الأسلحة، بصفة رسمية، معروفة على الصعيد العالمي...ولا يمكن اتهام أحداها إلا بالقيام بخبرة تحدد نوع الأسلحة الرائجة والمستعملة لدى الإسرائيليين والفلسطينيين لإبادة بعضهما...
أما إذا كان تجار الأسلحة المتدفقة على فلسطين وإسرائيل تأتي عبر جهات غير رسمية فهذا أيضا يطرح ضرورة القيام بخبرة ميدانية لمعرفة نوع الأسلحة والجهة المنتجة لها...
باختصار شديد، من واجب كل فلسطيني وكل إسرائيلي وكل من يعنيه هذا الموضوع، طرح هذه الأسئلة الساذجة، السابقة الذكر، ليفهم معنى هذا النزاع ويحدد موقفه من أطراف هذا النزاع المخدوع...
الحايل عبد الفتاح-المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: الرئيس يجري تعديلا وزاريا مفاجئا ويقيل وزيري الداخلية


.. ما إجمالي حجم خسائر إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة؟




.. بعد فشله بتحرير المحتجزين.. هل يصر نتيناهو على استمرار الحرب


.. وائل الدحدوح من منتدى الجزيرة: إسرائيل ليست واحة للديمقراطية




.. وول ستريت جورنال: أسبوع مليء بالضربات تلقتها مكانة إسرائيل ا