الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدافعون عن النظام الفاشي في الوقت الضائع

بدرالدين حسن قربي

2012 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



إنعقاد المؤتمر القومي العربي الثالث والعشرين في تونس قبيل أسبوع، والبيان الذي صدر عنه بما يتعلق بسوريا، وماكان فيه من كلام، يُظهر المؤتمرين على اختلاف مشاربهم، في حالٍ يساوون فيها بين النظام الجلاد الذي يمتلك أعتى آلات القمع، والشعب السوري الضحية التي واجهت من اليوم الأول لخروجها هاتفةً للحرية والكرامة، أشد أنواع العنف والقتل المتوحش. ويُظهرهم أيضاً وكأنه لاعلم لهم بمئات الألوف من قتلى وضحايا وجرحى ومشردين ومهجرين ولاجئين، وذلك عندما يؤكدون على رفضهم أي شكل من أشكال التدخل الخارجي، ودعوتهم لقوى المعارضة على توحيد موقفها في أمر التدخل وعسكرة الانتفاضة والذهاب إلى الحوار مع سفّاحهم وسارقهم الذي دعوا إلى فك الحصار ورفع العقوبات عنه.
مختصر بيان المؤتمر تأكيد على أن القوميين العروبيين على اختلافاتهم اليسارية والليبرالية والعلمانية والإسلامية، ومن معهم من مثقفين ومفكّرين ومنظّرين، انتقلوا فيما بدا لنا من نظرية التفسير المادي للتاريخ إلى التفسير المقاوم والممانع له من خلال الثورة السورية، ليقرؤوا علينا مزامير التآمر والمؤامرات الصهيو أمريكية على قلعة الصمود العربي والمقاومة في الأمة، رغم أن ثورة السوريين المشهود لهم بالوطنية هي كغيرها من ثورات الربيع العربي، اندلعت على نظامٍ، الفساد فيه يتبدّى، والاستبداد يتحدّى، مطلبها استرداد حرية سليبة وكرامة مغتصبة في وجه قهره وديكتاتوريته ونهبه، ولم تكن يوماً على مقاومته وممانعته ولا على تحالفاته، بل هي على حريتهم وكرامتهم، فالشعب بدّو حرية، ولولا ذلك لما تحرك أحد، رغم أن السوريين راهنوا كثيراً على وعود النظام بالإصلاح، وإنما عترسته ورفضه الدائم بتعذرات انشغالاته الإقليمية والتهديدات الخارجية، جعل السوريين رهائن لديه وعبيداً في وطنهم، بل وجعل من رده على تظاهراتهم أليماً فاجعاً ولئيماً متوحشاً موغلاً في دمويته.
يسجل على أصحاب وأنصار المشروع المقاوم ومؤتمرهم أيضاً، أنهم وباعتبار لاصوت يعلو على صوت المعركة، لم يرفعوا صوتهم بالنصح للنظام الممانع ولو بالتخفيف من قمعه وفساده، وبدا جميعهم في المآل داعمين لنظام فاشي، يستخدم قوته العسكرية الباطشة المتمترسة خلف قضية فلسطين العادلة في حرب إبادة ضد مطالب شعبية محقّة، وغدَوا بتأكيداتهم ودعواتهم واصطفافاتهم كهنةَ الاستبداد وأحبارَ القمع، الذاهبين بأرجلهم لقطيعة قادمة مع شعبٍ لم يأخذوا على يدي سفّاحه وجزّاره ولو بالسكوت.
إن السوريين، بتجربتهم مع نظام أوصلهم إلى مقاومة تذبح أطفالهم وتقتل نساءهم ورجالهم، وتدمر عليهم مساكنهم ومدنهم، ينادون على أصحاب وأنصار مشروع المقاومة في الأمة ومؤتمرهم: إن ضرورة المشروع المقاوم في الأمة وحتميّته في الدولة الخالية من القمع والإرهاب والتجويع، والنظام الذي يحفظ الكرامات ويشيع الحريات، ومن ابتغى غير ذلك فإنه يريد لنا وقد خلقنا الله وولدتنا أمهاتنا أحراراً، أن نتعاطى مقاومته أفيوناً ليجعل منّا عبيداً يمارِس علينا استبداده وفساده وأبشع قباحاته. ومن ثم فمشروعه وخطابه ومؤتمره مردود عليه، لأننا لانبتغي أنظمة فاشية تتلطّى بالمقاومة، ولا قادة قَتَلة يتدثرون بالممانعة، ولا مشروع نهوض تنعدم فيه الحرية والعدالة والكرامة.


https://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=y1zlxuxn6Cc
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=7i-TMGmP1-8
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=yqqZrR3W-DM
http://www.youtube.com/watch?v=tf1NuORPXIg&feature=youtu.be
https://www.youtube.com/watch?v=nsutp4uYlOM
https://www.youtube.com/watch?v=u3U-CKi7fAc&feature=player_embedde








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نحن من سيقتلع الطغاة
ماجدة منصور ( 2012 / 6 / 15 - 08:37 )
أستاذنا ..نحن لسنا بحاجة الى مساندة من دول فاسدة بالأصل و لا ننتظر الغرب أو العرب أو الأمريكان أو الروس..نحن من سقتلع الطاغية و عصابته بأنفسنا و بجهودنا معتمدون على ثوارنا و جيشنا الحر ..نحن لا ينقصنا رجال..فكل سوري بألف رجل فإذا كانت خربشات لأطفال في درعا قد أوصلت الطغاة الى درجة الهستيريا..فما بالك بالرجال حين يمتشقون السلاح ؟؟
ليعلم طاغية دمشق و عصابته..أننا أخذنا عهدا على أنفسنا بأننا سنطهر سوريا منكم ..فردا فردا و قردا ..قردا ولن ندعكم تفلتون من أيدينا..طول ما لون السما أزرق
لك احترامي


2 - سؤال
وسمي احمد ( 2012 / 6 / 16 - 05:05 )
الم تقل عن ماقاله سعدي يوسف عن القرية السورية بانه كلام مقاهي ؟ والان تكشفت الحقيقة اين هذه القرية وهل هي مصادفة ان تكون في كوسوفا ؟ فماذا تقول ياسيد قربي
بمن يتصل بالعرعور وقناة صفا ويتهجم طائفياعلى ابناء الوطن ويحرض على القتل على الهوية ويدعي انهم هم من علمهم أصول السنة ويتأمر مع الاجنبي عارضا خدماته متوسلا من اجل التدخل العسكري ؟هل تعتقد مثلي بان مثل هذا الشخص يمكن ان يكون بمب؟

اخر الافلام

.. اليمين المتشدد في صعود لافت في بريطانيا قبل انتخابات يوليو ا


.. مرشح الإصلاحيين في إيران يتعهد بحذر بوقف دوريات الأخلاق




.. حزب الله وإسرائيل.. تصعيد مستمر وتحذيرات من حرب مفتوحة| #غرف


.. أهالي جباليا في غزة يصلون العيد بين الركام




.. البيان الختامي لمؤتمر السلام الخاص بأوكرانيا يدعو الجميع لإح