الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دروس الأخلاق في أعراف السياسة

فرات المحسن

2012 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية





يوران هيغلوند رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي السويدي ظهر له العديد من المنافسين للحصول على أمانة الحزب ومنهم منافسه الأكثر قدرة وكفاءة واقترابا من المركز وهو ماتس أوديل الذي كان خطرا حقيقيا على إعادة ترشيح يوران هيغلوند مجددا لرئاسة الحزب. وقبل احتدام المنافسة الفعلية يوم الانتخابات تسربت إلى الصحافة فضيحة اعتبرت سوءة وعمل غير أخلاقي لا يمكن تبريره أو السكوت عنه وتركه دون عقوبة يستحقها صاحبها.
مدير مكتب رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي المدعو هنريك ايرينبري كتب في صفحة التواصل الاجتماعي تحت اسم مستعار أوفه توفا تعليقا قال فيه أن ماتس أوديل منافس رئيس الحزب غاضب لعدم حصوله على منصب وزاري وكذلك هاجم أحدى مؤيدات ماتس قائلا أنها تستطيع أن تركل الجثث ثم القيام بما يحلو لها.
بعد فترة قصيرة اكتشفت أوساط حزبية وصحفية أن صاحب الاسم المستعار أوفه توفا هو هنريك أيرينبري أحد أقرب مساعدي رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي يوران هيغلوند وقد جوبه بتلك الحقيقة ليعترف في نهاية المطاف كونه من كتب هذا التعليق. وقد سربت تلك المعلومة إلى الصحافة والتلفزيون فما كان من رئيس الحزب هيغلوند غير القول أنه يتعين على مدير مكتبه أيرينبري ترك منصبه بعد أن تصرف بشكل غير مقبول، وأن من يشغل منصبا كهذا لا يجوز له الدخول في مناقشات تستخدم فيها كلمات تسيء إلى الطرف الآخر، أن هذا أمر غريب على أعراف السياسة.
حين قرأت عن هذه الواقعة تذكرت ساسة العراق وقادته وبرلمانييه ووزرائه من هواة الفضائيات ومحطات الإذاعة والصحف حين يطلقون تصريحاتهم النارية ضد بعض منافسيهم والتي تصل في الكثير منها حد السفاهة والإسفاف والتحقير لصاحب التصريح قبل خصومه، فأفواههم تنطق باتهامات رخيصة تنزع عنهم قبل غيرهم الأخلاق وتضعهم في زريبة أو حلبة مصارعة ورثوا عنها طباع وغرائز الوحوش ولنكتشف من خلال علاقتهم بالأطراف المنافسة عمق الأزمة السياسية والمأزق الأخلاقي لجميع الفرقاء دون استثناء.
يظهر أن لا نفع للعيش في بيئات متحضرة ولا فائدة من اكتساب معرفة وثقافة أو تشذيب نفسيات عبر مخالطة وحوارات يتعلم فيها المرء ويكتسب معاني الرفعة والحوار الحضاري، فلا توجد لدى هؤلاء قدرة على التطبع بأخلاق حسنة أو تهذيب أنفس وإبعادها عن الشطط وتنقيتها من الموبقات وإنما أعراف وأخلاق صبيان الأزقة والحارات تتسيد المشهد وكأن سياسيينا رواد تلخانات القمار وليس قادة بلد، لذا نجد من هب ودب يفتح أمام كاميرات التصوير وميكرفونات الإعلام عقيرته دون استحياء ليكيل لمنافسيه كومة من التهم ويلفق القصص بحقهم ويلوك كلمات التخوين والتسقيط دون رادع أخلاقي أو سياسي ولم يبق في أعراف قادة وقوى العملية السياسية غير ثلم شرف العائلة لتكتمل الأخلاق الرفيعة في أدائهم. ومن غير المستغرب أن يتم تداول مثل هذا الأمر داخل اجتماعات الحلفاء من أبناء الكتلة الواحدة استعدادا للطعن بأخلاق الأطراف المنافسة وتشويه سمعتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اخلاق
تحسين خليل ( 2012 / 6 / 16 - 00:14 )
سيدي العزيز , اغلب سياسيينا النجباء قضوا مالايقل عن عشرون عاما في الغرب لم يتعلموا فيها فضيلة اخلاقية واحدة من فضائل الاخلاق الغربية ولكنهم اتقنوا كل فنون النهب والشتم والمؤامرات . تقول ياسيدي قريبا سيلثمون شرف للعائلة , ماذا تسمي ما ورد في محاكمة الهاشمي ؟ صدام بكل اجرامه وبطشه لم ينزل يوما الى درك المساس بشرف النساء فهنيئا لك يا شعبنا بهذه الحثالة

اخر الافلام

.. ضيوف الحج يتوافدون إلى مشعر منى لأداء شعيرة رمي الجمرات


.. إيران ترد على بيان مجموعة السبع بشأن البرنامج النووي




.. في ظل الحرب على غزة.. آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة عيد الأضحى


.. كلمة لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في أول أيا




.. كلمة لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في أول أيا