الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية سريعة عن التصوير والصور في كردستان

أحمد الناصري

2012 / 6 / 15
سيرة ذاتية


ورقة من الذاكرة

في كردستان كنا حذرين من التقاط وأخذ الصور لأسباب أمنية حقيقية ومبررة، حيث كنا نواجه فاشية بدوية متخلفة وقاسية، لكنها خطيرة متطورة في تأسيس السلطة الأمنية وأذرعها الضاربة والانتقامية، وكنا نخشى على أهلنا وعائلاتنا الموجودة في الداخل، لذلك كانت الصورة قليلة ونادرة، خاصة في منطقة سوران (ناوزنك وزلي والقواعد الأولى).
التجربة الوحيدة والواسعة للتصوير كانت في نوكان و بشتآشان قام بها المندس والمعدوم لاحقاً الخائن (أبو سلام أو أوين) وجاءت تسمية (أوين) كونه كان معتقلاً في سجن ايفين (تكتب أوين وتلفظ ايفين) الإيراني. فهل كانت يتجسس على إيران لصالح النظام العراقي؟؟ وقد صور هذا الخائن مئات الصور وأقام معرضاً فوتوغرافياً في بشتآشان آذار 1983 في عيد الحزب، وقد كتبت التقديم للمعرض بتكليف من الرفيق الراحل عبد الوهاب طاهر (أبو رجاء في البصرة وبغداد وأبو سعد في الجبل)، وأثناء الهجوم الغادر على بشتآشان أنسحب الخائن مع المنسحبين وكان مع المفرزة الكبيرة والشهيدة التي تقطعت بها السبل في وديان ومتاهات جبل قنديل، وتعرضت لكمائن متلاحقة وخيانة من قبل الادلاء المتعاونين مع (أوك)، انتهت إلى استشهاد عدد كبير من الرفاق وأسر الباقين وعبور عدد قليل منهم إلى إيران من بينهم الصديق سمير خلف (أبو سامر)، وكان من بين الأسرى كريم احمد وأحمد باني خيلاني وعدد من الرفيقات، وكانت الفرصة مناسبة للخائن أن ينفذ أكبر خيانة بحق رفاقه، ويقدم أكبر خدمة لمؤسسة القمع والاستبداد، إذ قرر تسليم نفسه إلى معسكر قسري للجيش وقد سمح له الرفاق بذلك باعتباره كبير ومتعب ولا يستطيع العبور إلى إيران، لكن العجيب لم ينتبه احد إلى حقيبة الظهر المليئة بمئات الصور التي كان يحملها، وتلك من المفارقات الغريبة في عملنا.
بعد سنوات عاد الخائن إلى كردستان وانكشف أمره وعوقب على خيانته، ومن المفارقات المريرة أيضاً أن أبنه الشاب سقط شهيداً في قاطع السليمانية!!
يبدو أن التصوير في منطقة بادينان أكثر وأوسع وها هي الصور تظهر لتسجل وجوه وتجربة نادرة في تاريخ الحركة الوطنية العراقية.
ربما لنفس الأسباب لم يجر الاهتمام بالتصوير والتوثيق السينمائي ولم تسجل المناطق والمقرات والأنصار، لكن يمكن القيام بجهد تسجيلي جديد لرسم وكتابة صورة مقاربة تحاكي ما جرى، رغم أن كل شيء تغير، الوجوه والمكان والذاكرة وكل التفاصيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للدقة
عبد علي ماهود ( 2012 / 6 / 16 - 11:49 )
لم يكن عودة العامري منذ البداية عميل للمخابرات العراقية ولا وكيلها، كما جاء في المقال، بل كان عضوا نشطاً في الحزب الشيوعي العراقي منذ الخمسينيات وتعرض للملاحقات وفقد ابنه في حركة الانصار. ولم يعتقل في إيران لكونه عميلاً للمخابرات العراقية كما يدعي الكاتب. فقد هرب من بطش البعث في عام 1979 وتوجه الى ايران بعد الثورة الايرانية واعتقل من قبل الحرس لثوري عندما حاول التوجه الى شمال العراق وعثر عنده على مجموعة كبيرة من التصاوير. فقد كان لديه هواية في التقاط التصاوير منذ مدة وحاول الحفاظ على هذه الهواية التي اوقعته في مطبات عديدة. طلق سراحه من سجن ايفين في بداية عام 1980 ليسلمه الحرس الى المعارضة العراقية على الحدود العراقية الايرانية بعد ان تيقن وسأل الحرس عن هذا الانسان. والتحق بلانصار الشيوعيين ولم يكف عن هوايته في التصوير. وبعد مأساة بشت آشان ولكبر سنه وبطلب من قيادة الانصار ان يسلم نفسه الى القوات العراقية، وهذا ما حدث، وابدى استعداده للتعاون مع القوات العراقية مجبراً أخاك لا مخير، ولا يعني ذلك انه قد تحول الى عميل للمخابرات العراقية. فهناك الكثير ممن ابدى استعداده للعمل تحت ضغط الواقع.


2 - عزيزي عبد علي ماهود
أحمد الناصري ( 2012 / 6 / 16 - 14:08 )
عزيزي عبد علي ماهود بعد التحية.. شكراً لك على هذه المعلومات التي هي جزء من القصة وليس كلها. المشكلة أننا أمام أحداث لم يجر تسجيلها أو الكشف عنها، ولكن بعد وضعه ومصيره الأخير والذي لا اعرف تفاصيله الكاملة بالضبط تساءلت ولم أتهم هل كان يعمل لصالح النظام العراقي ضد إيران؟؟ وقد كتب الرفيق عادل (عدنان) وهو أحد الناجين القلائل وشاهد مباشر على موقع الأنصار توضيحاً خطيراً عنه قال فيه (الخائن ابو سلام اوين كان يحاول أن يستدرج بقايا المفرزه المتعبة المنهكة إلى النزول من قمة الجبل مستغلا عدم معرفتنا بالاتجاه وتضاريس المنطقة والتوجه إلى قرية لا يرى منها إلا بصيص من الضوء والدخان . وقرر وحيدا التوجه بمفرده بحجه الاستطلاع .) أنت تكتب عنه أنه كان مناضلاً ولكن هل تغير لاحقاً أم كان مندساً من البداية؟؟ ولماذا أخذ معه كمية الصور الرهيبة كي يسلمها للنظام؟؟ ولماذا عاد مندساً ومخرباً لصالح النظام كي يعدم كخائن رخيص؟؟ وكيف لم يتحول وقد أعدم كجاسوس؟؟ وكيف تسمي تجسس البعض مجرد عمل تحت ضغط الواقع؟ كما أن أستشهاد أبنه شيء آخر ومضاد له ولا علاقة له به. أرجو منك الدقة!

اخر الافلام

.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم


.. وزير الدفاع الأمريكي: يمكن شن عمليات عسكرية بفاعلية بالتزامن




.. نقل جثامين الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه من تبريز لطهران ا


.. استشهاد 4 وإصابة أكثر من 20 في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة الشو




.. هل تسير مجريات محاكمة ترامب نحو التبرئة أم الإدانة؟ | #أميرك