الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزعتر تحت الشوك

سلمان مجيد

2012 / 6 / 16
الادب والفن


قد تكون مسالة غريبة ان تنشر ( خاطرة ) بعد اربعة عقود من كتابتها ، وتلك مجرد خاطرة ، نتيجة لتداعيات مرحلة تضمخت بالنكوص السياسي و الفكري لانظمة سياسية و فكرية استاسدت على بني جلدتها ، موحية ــ وهي كاذبة ــ بانها هي الضحية ، والصحيح انها كانت هي الجلاد .
ولا اريد ان اطيل ، ولكن الذي اود قوله : حين كنت بمنتصف العقد الثاني ، قد تاثرت ــ حينها ــ بما تعرضت اليه المخيمات الفلسطينية في ( تل الزعتر ) وكتبت هذه الخاطرة ، عن امراة من مخيم ( تل الزعتر ) التجات الى بغداد . عنونت تلك الخاطرة ب ( سينبت الزعتر ) وبنشرها الان ، فقط اريد ان اطرح تساؤلا ، هل نبت الزعتر ؟ ام لازالت جذوره تحت الثرى ، ام انه نبت ، ولكن الاشواك حجبت الشمس عنه .
واليكم نص الخاطرة التي كتبت في : 22 / 9 / 1976
( سينبت الزعتر )
الشارع العتيق الذي يخترق بغداد القديمة اصبح الفضاء الذي تجول فيه ، تمد اليد الملفوفة بلفائف الشاش المدمي ، عليها ثوب يخط الشارع والرصيف مخلفا اثار الجريمة ، انها طويلة منتصبة كشجرة الارز ، والاقدام حافية الامن بقية جوارب شتائي طويل ، والعيون تبحث في الوجوه ، والمحجر كحفرة انساب اليها الماء ، فازداد عمقا ، تحفها هالة سوداء ، تتحرك كانها المكوك ، تتوقف ساعة الظهيرة في ركن هادئ تعلوه القمامة ، والقطة السوداء تعودت الجلوس امامها ، والاثنين سواء عدا العيون ، عيون القطة التي تشع كانها مصابيح وسط بحر لجي ، تنهدت وقالت (( كانت عيوني جميلة تلمع كلمعان الشمش على صفحة بحر بيروت ، تحتضن الاطفال والرجل والخيمة والبندقية )) ماءت القطة بعد ان انتهت من ابتلاع شئ ما ، كانت تلوكه وتناضل لتمزيقه ، قدمت القطة نحوها فسرت بها وجلست في حجرها ، وعادت تعيد الكلام في اعماقها شئ يقول (( كل ذلك لماذا ؟ ماذا عملت ، ماذا عملنا ؟ ولاجل من عملوا فينا كل ذلك ؟ هل كتبت علينا رحلة العذاب الطويل ؟ لماذا الصمت ؟ لماذا ؟ لماذا ايها ال ............... )) ماءت القطة .... والكلام يدور ............ (( الا انت ايتها الرفيقة ، منذ ان وطئت قدمي هذا الركن العتيق وانت رفيقتي ، والايادي التي تمتد وتلقي بالقطعة البيضاء التي يعلوها الصدا ، وترتد كان نابض معدني جبار يعيدها الى الجسد )) و القطة تموء ، (( ويا رفيقتي العزيزة ، هناك بعيدا في مدينة الساحل كانت خيمتي ( وال 40 الف ) وهذه المحطة الثالثة بعد الرحيل ، من المدينة ذات القبة التي احترقت ، ثم مدينة ايلول الاسود فمخيم ( ال 40 الف ) وعام ونصف ولا ليل ...الضوء يغطي مدينة الساحل ، مصادر الضوء متعددة ، قرص احمر ، ثم المذنبات النارية التي تذيب العظم ، والماء هواء ،والعذاب غذاء ، و الغد غد الجياع ، والزعتر احترق والجذور في الارض ، والمطر ساقط لامحال ...... وسينبت الزعتر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا


.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب




.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في