الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات العراق ... عرس العراق

مسعود عكو

2005 / 2 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ذلك النهار الذي تأخر كثيراً للولادة تلك الشمس الأصيلة التي أشعت بجدائلها على أرض السواد الذي طالما عشق أن يكون نهاره نهاراً ولا ليله نهاراً ولا نهاره ليلاً ذلك البلبل الذي نسي رنين صوته فزغرد للجداول التي فاضت من جديد وتحمل بين تيارات مياهها أول أبجدية للديمقراطية والحلم الذي راود كل العراقيين بدءً من حمو رابي وانتهاءً بالطاغية البعثي الفاشي صدام حسين.

ذلك اليوم الذي تأخر أكثر من عقود ليكون للعراقيين صوت في إطلاق أول صرخة ولادته الجديدة نازفاً معها دمه القاني قاطعاً حبله السري مع هؤلاء الطغمة الإرهابية أحفاد الموت وأبناء الطغاة هؤلاء المجرمون بحق كل ربيع كان يفتح عينيه على نهار طالما حاول الطيران في ربوع كوردستان وبغداد والبصرة وكل بقعة من مهد الحضارات وأرض ميزوبوتاميا هذه الرقعة من الكون التي حملت بين طياتها أول ولادة حقيقية للإنسان على أيدي أولى حضارات الشرق هذا الشرق الذي تلونت مياه فراته ودجلاه بكل لونٍ من دماء العراقيين.

ذلك الحبر الأزرق الذي لون كل إصبع عراقي شريف أراد الحرية والحياة الكريمة له ولأبناء وطنه هذا الوطن الذي نزف دمه من قبل كل طغاة العالم الذي تكالبوا على تصفية حساباتهم على أرضك يا بلاد الرافدين ذلك الحبر الذي خط أول كلمة باسم العراق الحقيقي عكس من خلال لونه الأزرق أول ديمقراطية في المنطقة برمتها مشكلاً تلويناً لا مثيل له من الفسيفساء العراقي الجميل الذي طالما كلن يحلم أن يكون له بصمة في بناء وطنه ولكن ليس على جبال من العظام وبحور من دماء الملايين العراقيين الذين ضحوا بدمائهم في سبيل بناء عراقهم الذي يطمحون إليه هذا العراق الذي نزفت دماءه كل طغاته الذي حكموه بالنار والسيف.

لن تقرع نواقيس الظلم بعد الآن ولا مكان لطبول الحرب عند العراق الجديد هذا العراق الذي خط كل أبناءه تاريخه الجديد وحضارته الجديدة فكبري يا مساجد ويا حسينيات واقرعي أيتها الكنائس لليوم الجديد ليوم كان هماً لكل العراقيين من أن يأتي حاملاً معه الخير والحب والحرية وقبل كل هذا الإنسانية.

إن انطلاقة أول يوم ديمقراطي في شرقنا القريب مهد للديمقراطية في كل دوله لكي يستطيعوا أن يجسدوا هذا الحلم الأوحد للبشرية جمعاء وأرسل العراقيين لكل من حولهم رسائل بأن يحذوا حذوهم ويفسحوا الطريق لبداية جديدة نسد به الطرق على كل المتربصين ببلداننا ولا يريدون الخير لنا ولأوطاننا هذه الكلمات الثلاث التي أثقلت كاهل الكثيرين كلماتنا الثلاث هي الديمقراطية والحرية والإنسانية فأين أنتم لكي ترجموا لنا الأحلام إلى وقائع والآمال إلى أعمال فأرجوكم نريد الخير لنا جميعاً وقبل ذلك كله لأوطاننا ولأطفالنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأميركي يستعد لإزالة الرصيف العائم بسبب سوء الأحوال ا


.. مسؤولون أميركيون: الضربات التي شنتها إسرائيل داخل لبنان قد ت




.. منتخب_ألمانيا يفتتح يورو2024 على أرضه بفوز كاسح على اسكلتندا


.. المستشفى العائم الإماراتي يجري أكثر من 600 عملية جراحية لمرض




.. مظاهرة في صنعاء تضامنا مع الفلسطينيين وقطاع غزة