الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما المفروض على الديمقراطيين واليساريين في العراق عمله الآن؟

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2012 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


ما المفروض على الديقراطيين واليساريين في العراق عمله الآن؟
ان العراق الآن يعيش في ازمة سياسية اوصلته لها الكتل السياسية الحاكمة والمتناحرة, لا بسبب
خدمة الشعب العراقي وانما بسبب مصالحها الخاصة والفئوية وبسبب الصراع على المناصب
العليا. ان الشركاء في العملية السياسية كلهم مسؤلين عن ما ال اليه الوضع المتردي في كل شيئ
في العراق, ابتداء من تدهور العملية السياسية مرورا بنقص الخدمات وتدهور الصناعة و الزراعة
وتحطيم نفسية الفرد العراقي, و انتهاء بالسماح للدول الاقليمية والاجنبية للتدخل في ادق تفاصيل
الشأن العراقي. الكل مقصرون فبالرغم من مرور اكثر من سنتين من عمر الوزارة لم يستطيعوا
ان يحدثوا اي تقدم في مجال اختصاصهم. وكذلك البرلمان لم يستطع ان يناقش ويصدر قوانون مهمة
كثيرة ومن ضمنها قانون النفط والغاز المهم جدا. هذا الوضع ولد احباط للجماهير العراقية أدى الى
فقدان الثقة بالعملية السياسية والسياسيين والطريقة الفوقية التي تدير بها النخبة السياسية مفاصل الدولة,
وهذا يعني من جهة اخرى عدم وجود لغة حوار مشتركة بين الجماهير والنخبة السياسية الحالية.
هذا الوضع المأساوي يتطلب من القوى الديمقراطية والتقدمية واليسارية, والتي هي اقرب الى نبض
الشارع , ان تعمل على ايجاد برامج اقتصادية واجتماعية وثقافية تلبي حاجات الشعب العراقي وترتكز
عليها للم الجماهير, وخاصة الشابة, من حولها وايجاد حراك شعبي يدفع باتجاه ظهور قيادة سياسية
واعية للمرحلة ومتمرسة في امور الديمقراطية ولعبتها السياسية, غير متحجرة الفكر ولا عائشة على
امجاد الماضي التليد, وانما هي بنت يومها متفاعلة مع واقعه مستخدمة كافة ادواته العلمية والتقنية
و المعلوماتية, لتقود تيار ديمقراطي في الانتخابات البرلمانية القادمة.
ويجب التركيز على البرنامج الانتخابي بحيث لا يشمل عموميات وانما يحوي على حلول واقعية
لمشاكل الجماهير وخاصة الكادحة منها, ومعالجة قضايا البطالة والمرأة والشباب والطفولة. وايجاد
مشروع ضمان اجتماعي يتمتع فيه المستحق بمستوى عيش لائق. ويجب الانتباه الى شمولية هذا
البرنامج على خدمة ابناء الشعب العراقي كافة بجميع اطيافه ومكوناته بشكل يعتمد على معيار
الوطنية وحقوق الانسان.
ومن الطبيعي ان لا يكون هذا التيار من القوة بحيث يحصل على الاغلبية وانما قد يضطر للتحالف,
فعليه الانتباه هنا بان يكون التحالف مع القوى الاخرى على اساس البرنامج الانتخابي وليس على
اساس توزيع المناصب.
وختاما اقول باني لست ضد أي انسان أو مجموعة أو حزب يستلم السلطة في العراق عن طريق
الديمقراطية, ولكني من دعاة التنوع السياسي والفكري والثقافي في المجتمع العراقي.
د. رعد عباس ديبس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-