الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلي الثوار : الطريق مازال طويل

محمود طرشوبي

2012 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لقد قامت في مصر ثورة عظيمة بكل المقاييس البشرية و الكونية , سالت فيها دماءاً طاهرة من أبناء هذا البلد , لقد كانت التضحيات عظيمة و لكن كانت النتائج باهته , لقد كانت كانت الأهداف سامية , و لكن ما تحقق منها تافهاً . هكذا بات ما يعرف بالربيع العربي ليس في مصر وحدها و لكن في كل البلاد التي تمردت علي واقعها الأليم و نقضت غبار الظلم و الجبروت , لقد وقفت الشعوب موقفاً مهيباً حتمته ظروف البلاد التي أشتعلت فيها الثوارت و لكن العيون علي الجانب الآخر لم تنام و شمرت عن ساعدها و راحت تقيم الدنيا من خلال سفارتها و رجالها العسكريين و المدنيين لخطف ثمار جهد السنين من شباب الأمة , و الإنحراف بالثورة عن طريقا المستقيم إلي الطريق الذي يعود بها إلي التبعية مرة أخري , و بدل من الوقوف في وجه الجماهير الثائرة تظاهرت بأنها معهم و ان الثورة هي الطريق الذي يجب أن تسلكه البلاد الواقعة تحت نيران الظلم و الديكتاتورية لكي تستطيع تحويل الثورات عن مسارها المنشود و هي إقامة حياة عادلة يرضي عنها رب السماء و الأرض , إن الغرب و أذياله في بلاد الإسلام لا يريد أبدا لهذه الأمة أن تقوم من كبوتها و تستعيد أيام عزتها و هو لهذا السبب جند كل مقومات أسلحته الإعلامية و المخابراتية و السياسية و السفارت الدبلوماسية و علاقاته بكل القوي الإقليمية و الدولية لكي تصل الثورات العربية إلي ما وصلت إليها , من ثورة فاشلة في جبهة و ثورة مسروقة في جبهة اخري . إن الجيوش الذي انتفضت عن نفسها لكي تعلن حماية الثورة و الذود عنها هي من إستخدمها الغرب أو أذياله في الداخل لكي تعيد قطار الثورة إلي القضبان القديم , إننا في هذا البلد الذي تزعم قيادة هذه الأمة ضد أعدائها بات و شيكاً أن تعود الثورة فيه إلي النظام السابق , من خلال صندوق إنتخاب مزور من خارج الصندوق من خلال أساليب ما سمي باللجنة العليا لتزوير الآنتخابات ’ و لن نختلف علي جدوي الانتخابات في بلدنا في ظل سيطرة أنظمة حكم عفنه و قوانين صنعت علي عين أعدائنا و حصانه لمن لا حصانه له لا أمام الناس أو أمام الله , هكذا تم تزوير إرادة الناس من خارج صندوق الانتخابات و مازال مسلسل التزوير مستمر من خلال تحريض كل أجهزة الدولة علي إنتخاب مرشح مضاد للثورة , و لقد وصلتنا معلومات مؤكدة علي وجود أستنفار داخل الوزارة المعينة بحماية الانتخابات و حماية الشرعية الفاشلة لكي ينجح مرشح الثورة المضادة من خلال الاستعانه بكل سلطاتها و علاقاتها القديمة مع الحزب الوطني المنحل اسماً , و علاقاتها بكل أصحاب المصالح و رجال الأعمال و التأكيد علي وجوب نجاح مرشح الفساد.
إن اشباه الرجال من الحزب الوطني يخوضون معركتهم الأخيرة و الدامية لو وصل الأمر إلي ذلك , إن الصراع الدائر في مصر بين ثورة و لا ثورة فلا يجب أن يعود الثوار إلي النقطة صفر , إن تصرفات المجلس العسكري خلال المرحلة الإنتقالية أفصحت عن كان ما يدور في الكواليس الخلفية خلال الحقبة الماضية من تاريخ مصر منذ ثورة يوليو و تولي العسكر حكم مصر , و إن توجيه مسار البلاد كان يتم عن عقيدة راسخة لدي القادة العسكريين لكي تظل مصر بعيدة عن أي بارقة امل في أن تعيش هذا البلاد في أجواء من الحرية المنشودة لكي تحقق حلمها بعودة أيام نهضتها و عزها كما كانت علي مر تاريخها
لقد تسلم العسكر حكم مصر من ملك فاسد و أوصلها إلي مجموعة من العسكريين حكموا مصر بالحديد و النار علي مدار أكثر من نصف قرن , و قامت مصر بثورة تعيد حقها المسلوب في اختيار حاكمها بإرداتها , و لكن العسكر انفسهم اليوم هم الذين سوف يسلمون السلطة لفاسد آخر لكي تستمر معركة التزوير في تعيين رئيس ليس علي هوي الناس و لا اختيارهم و تعود مصر إلي أيام عهدها الأسود . من التنكيل بالمعارضين و خاصة الاسلاميين منهم . و أعتلاء المناصب من قبل شخصيات فاشلة في كل أمور البلاد خاصة الجهاز الإعلامي منها الذي بدأ الأن في عودته لدوره القديم و بدأت تظهر رائحته النتنه الذي اعتدناها و لأول مرة منذ عدة أيام اسمع في التلفزيون الرسمي من يطالب بسحق ميدان التحرير إن ثار علي نتيجة الانتخابات المعروفة سلفاً .
لا يجب أن نتصور أن انتخاب المرشح الآخر سوف يصب في مصلحة الثورة لأن هذه الاصوات هي مجرد تكملة لديكور مناسب لعودة حكم مصر إلي التبعية الأمريكية المباشرة , خاصة بعد اللقاء الذي كشفت عنه الأخبار بمقابلة شفيق لمسئول كبير في الإدارة الأمريكية جاء إلي زيارة مصر سراُ , بالإضافة إلي رسائل الطمأنينه الذي أرسل بها شفيق إلي الأمريكان من خلال لقائه بمجموعة من رجال الأعمال الأمريكان , و تصوره إلي المرحلة القادمة التي سوف تنفذ فيها خطة لتصفية كل المعارضة سواء من الاخوان او السلفيين او الحركات السياسية الآخري , مع اضافة الي ما سبق الحملة المنظمة التي تقودها وسائل الإعلام الإسرائيلية لكي يتم قبول شفيق في المجتمع الدولي و الذي بدوره يحرك رجاله داخل البلاد لتأمين نجاحه
إن الحديث قد يطول علي تأكيد أن الثورة المصرية في طريقها الي الفاشل , و الحديث الدائر عن نجاحها في بعض المواقع هو مخدر سوف يزول بعد قليل , و لكن ما أريد التأكيد عليه هو أن الطريق مازال طويل و السير فيه مطلوب بل أصبح واجب لكي نتم ما بدأناه , حقاُ إن العقبات كثيرة و سوف تظهر عقبات أكبر في المرحلة القادمة و سوف تنصب أعواد المشانق و ستفتح السجون و سوف تصب كل القوانين في المرحلة القادمة لوأد أي بوادر ثورة محتملة , و هنا سوف يكون التمحيص الأكبر للثورة و رجالها وسوف ينتفض عنها كل المنافقين و الراكبين للموجه و عندئذ سوف تنتصر الثورة و تحقق حلمها في الحرية الذي سوف تأتي برجال يحبهم الله و يحبونه يكتب الله لهم النصر جزاء لما قدموه .
التحدي المطروح الآن امام أهل بلادنا والمؤمنين بالثورة وقيمها على وجه الخصوص، هو التصرف بحكمة وعقل، ومواجهة انقلاب المجلس العسكري الابيض بمثله، لان البديل هو العودة للتبعية والاذلال وسحق كرامة مصر وبيت الطاعة الامريكي ـ الاسرائيلي.

محمود طرشوبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى