الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الكردية .. وبعض المفاهيم خلال حقبات زمنية ...

زيد محمود علي
(Zaid Mahmud)

2012 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



دخل الكرد خلال قرن كامل من القهر و المعاناة و التهجير و التدمير و القتل و الاستيطان و التأمر و الصهر قلما تعرض له وطن و شعب في العالم ، خلال قرنين من الزمن .ويقال أن المسألة الكردية بسيطة سواء في جوهرها أم في حلها كما يصرح بها بعض القادة وان نؤمن بذلك احيانا ، الكثير من الكرد يناقشون أقامة دولة كردية ، بينما الدول التي تقتسم كردستان تصر بأن الجميع سوف يكونون بخير أذا تصرف الكرد بكونهم رعايا مخلصين ، وهذا التعامل هو فكر سلطة ، ونظرة شوفينية لعموم الكرد و أن التوتر كان على الدوام موجودا في الشرق الأوسط بين الحكومات المركزية و تلك المجتمعات الكردية المقسمةعلى تلك الدول التي كانت تعيش في الاطراف البعيدة من وصول سلطتها إليهم ، ففي عصر الحريات و الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان في عدة أجزاء من أوروبا و أمكنة أخرى ، فان الانتهاكات ضد المواطنين الكرد و أحرارهم تزداد سوءا" يوما" بعد يوم .. ووصلت القضية الكردية لمرحلة معقدة في الحل ، كونها مقسمة على أربعة دول ، وأكراد العراق الوحيدين الذين يتمتعون بحقوق وبأقليم خاص بهم ، لكن ليس ذلك هو نهاية الحل ، وخاصة أن الصراعات والمناوشات مع الحكومة المركزية غير مستقرة ، ولا يعلم أحد توقعات الحكومات اللآحقة وماهي مواقفها المستقبلية ، كذلك نعتبر ذلك ليس الشكل النهائي للحل ، وحتى أن تم حل توافقي لأقليم كردستان العراق فهذا يكون حل جزئي للقضية الكردية وليس حل كامل .وأن أول تقسيم لكوردستان ولأول مرة كان في معركة ( جالديران ) عام 1914 م بين الصفويين والعثمانيين ، ومنذ ذلك الوقت ، وأن الرئيس الأمريكي ولسون أكد أن على الأتراك ، تنفيذ الحكم الذاتي وبشكل كامل ، وبعد ذلك التاريخ كان التوقيع في آب 1920 ولم يتم تنفيذ ذلك وتماطلت الدول ذات العلاقة لتنفيذ ما وقعت به ، لكن رغم ذلك فأن معاهدة سيفر جعلت الكورد يفكرون في تكوين دولتهم ، لأنها كانت معاهدة واقعية بالرغم من تخلي البعض عنها و رغم أن الرأي العام العالمي لم يعطي فرصة للكرد من أجل عرض قضيتهم على المجتمع الدولي . وفي نفس الوقت أن الغرب تاريخيا" مسؤول عن سحق آمال الكرد ، وخاصة بناء على وصية الساسة في الغرب تم الغاء والتلاعب بمعاهدات دولية تخص مصير الكرد وخاصة مثل معاهدة لوزان 1923 وسيفر عام 1920.و فى هذا الصدد كتب أحد الكتّاب الروس و هو " (ميخائيل شسفياتوف ) مقالا جريئا بكل المقاييس فى أحد المواقع الألكترونية المهتمة بالقضية الكردية ، يدعو فيه الى الأعلان الفورى للدولة الكردية التى يرى الكاتب أنه سيكون بداية لأستقلال " كردستان الكبرى " بأجزائها الأربعة . حيث تشكل أقليم كردستان مركز جذب قوى للشعب الكردى سواء داخل كردستان الكبرى او خارجها .
يقول الكاتب ان تنصل الحلفاء المنتصرين فى الحرب العالمية الأولى و بخاصة بريطانيا و فرنسا ، عن تنفيذ ما نص عليه معاهدة سيفر، بشأن حق الشعب الكردى فى أقامة دولته المستقلة و تجاهل معاهدة لوزان اللاحقة لهذا الحق ،كل ذلك ، أدى الى الحاق ظلم تأريخى بالشعب الكردى و أضطراب الأوضاع الداخلية فى
دول التقسيم . و مما يثير استغراب الكاتب ان الدول التى عارضت أستقلال كردستان و هى بريطانيا و فرنسا و تركيا ، هى التى تبدى اليوم – أضافة الى الولايات المتحدة الأميركية - أستعدادا لتقبل ظهور دولة كردية
مستقلة في كردستان الجنوبية و يرى" سفياتوف " ان المعنى الجيو- بوليتيكي لأنشاء كردستان المستقلة
بالنسبة الى الدول الغربية تنحصر في النقاط التالية : ((الثروات الطبيعية الهائلة التى تمتلكها كردستان و بخاصة الأحتياطى من النفط و الغاز ،التى تفوق ما هو وجود فى ليبيا على سبيل المثال .
- الهيمنة على منظومات نقل النفط و الغاز مثل منظومة " نابوكو " و غيرها
- الموقع الستراتيجى الهام لكردستان))1 وهذه الدلائل واقعية بالنسبة لكوردستان الكبرى ، التي ظل شعبها المقسم على الأجزاء الأربعة ، يعاني الكثير من الدمار وخاصة الفترة الأخيرة فأن الأجزاء الثلاثة سوريا وتركيا وأيران ، وفي هذه المناطق الثلاثة عانى الكرد من ويلات ومصائب كثيرة ، لأن كل هدفهم هو ماكانوا يطمحون اليه لواقع شبيه بواقع كوردستان الجنوبية ، على أقل تقدير ، ولم يتحقق ذلك ، وأكبر مثال في هذه المرحلة الراهنة مايجري في سوريا وأكرادها الذين دفعوا الثمن غاليا" ومنذ سنوات طويلة ، ورغم كل تضحياتهم ، لكن في نهاية المطاف تقوم الأمم المتحدة والغرب ، بترقيع وتصليح ، ماجرى ، بجعل مقدرات الشعب الكردي في الخضوع وتقّبل الواقع المر ، وهكذا تستمر الأحداث والسيناريوات التي لاتنسجم مع الأهداف والخدمات اللوجستية التي تقدم للشعب الكردي في سوريا ، من قبل ساسة الغرب الذين لايفهم غاياتهم ومايرومون اليه في ستراتيجيتهم الغير معلنة . هل أن جعل الكرد كبش فداء أم ورقة ضغط مرحلية ، لتهذيب النظام ، أم أن هنالك غايات أخرى ....
عودة إلى التاريخ:
((ولا يفوتني أن ألاحظ بعض النقاط التاريخية مثل استغلال الدول الكبرى لطموح الكرد إلى تحقيق مطالبهم القومية وحتى بعض الدول المحيطة بالكرد لعبت بالورقة الكردية لمصالحها الخاصة.مثلاً نجد على مدى التاريخ أن سياسة فرنسا تجاه الأكراد لا تختلف من حيث الجوهر عن السياسة الإنكليزية تجاههم في العراق. فكانت فرنسا تنظر للعامل القومي الكردي في سورية كأحد المرتكزات لكبت المشاعر المعادية لها في أوساط العرب. ومع ذلك فقد شاركت القوى الديمقراطية الكردية مشاركة فعالة في الحركة المعادية لفرنسا.))2 يقول أحد السياسيين الأكراد:إن الأكراد اختاروا النضال السلمي والدعوة إلى الحوار ونبذ الاستعلاء القومي, ومحاربة التمييز, والبحث عن مخارج متمدنة وحضارية.والذي صبغ الحركة بطابع مدني سلمي- ديمقراطي, ينشد الإخاء ويلح عليه, ويدعو إلى المساواة والعدل, ويحارب التعصب, في عمل سياسي متوازن, ويلتزم أقصى درجات الوعي الوطني.وكمواطن فإنني أقدر الطبيعة السلمية للنضال الديمقراطي للأكراد من أجل تحقيق الديمقراطية للبلاد والحقوق القومية الديمقراطية للشعب الكردي... بديهي أن الكرد في سوريا وصلوا الى الباب المسدود ، من خلال عدم وجود مخرج للأزمة ، وكما قلنا عدم وجود دعم دولي لحل القضية عموما" ، ويوميا" تجلب لجان المراقبة والمتابعة ، وآخر هذه اللجان لجنة ، ( كوفي عنان ) ودون فائدة في ذلك فالوضع الكردي مزري جدا" ، بين التشرد وترك البعض بيوتهم ومنهم من قتل وهكذا يوميا" حمامات دم أمام أعين اللجان والمراقبة الدولية والكرد هم الخاسرين رغم قناعتهم بالوقوف ضد النظام ، وفي هذا السياق فأن حتى العلاقات التركية السورية أنتهت الى الباب المسدود ،غير أن الوضع الذي يشهده الشرق الأوسط، والانتفاضات العربية المتعاقبة، دفعا تركيا إلى إعادة النظر في سياستها الخارجية، وخصوصاً تجاه سوريا. فبسبب ممارسات النظام السوري بحق معارضيه، قدمت أنقرة الملاذ الآمن للاجئين السوريين، ولأعضاء المعارضة السورية، لينتهي العمل فعلياً بسياسة "تصفير المشكلات" مع دمشق بحلول أغسطس (2011)، وذلك مع دعوة رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى الاستقالة في نوفمبر من العام نفسه، بعد يوم من حملة قمع عنيفة شنها النظام ضد المتظاهرين في مدينة حماة، ولتقرر أنقرة كذلك إغلاق سفارتها في دمشق نهائياً في 22 مارس (2012).انعكاسات الأزمة السورية على أمن تركيا:تجدر الإشارة بداية إلى أن مواقف الحكومة التركية الرافضة لممارسات النظام السوري ودعوتها لمقاطعته لم ترتبط فحسب بحجم المأساة الإنسانية القائمة في سوريا، ولكنها ارتبطت كذلك بتضرر تركيا من التطورات الجارية في الجوار على أكثر من صعيد.فمن ناحية أولى: فقد تسببت المأساة الإنسانية في سوريا في نزوح الآلاف من اللاجئين على الحدود، حتى أضحت تركيا الآن موطنا لنحو 25000 من السوريين المقيمين في عدة مخيمات أقيمت في ثلاث محافظات. وقد أكد أردوغان أن بلاده لن تغلق أبوابها للشعب السوري، حتى لو وصل هذا العدد إلى مائة ألف، منتقداً موقف النظام السوري الذي يطلق النار على الفارين، حتى إن كانوا من النساء والأطفال، وإن دعت أنقرة في المقابل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تكثيف جهودهما لمساعدة اللاجئين السوريين الذين كلفوا خزانة الدولة التركية نحو 150 مليون دولار إلى الآن .ومن ناحية أخرى: فقد شهدت الأوضاع على الحدود السورية- التركية تصعيداً مفاجئاً في التاسع من أبريل (2012)، بإطلاق نار من سوريا تجاه مجموعة من نحو 100 سوري لمنعهم من الدخول إلى تركيا، مما أدى إلى إصابة 4 سوريين وتركيين اثنين في مخيم لللاجئين مقام في منطقة "كيلتس" الحدودية ،وهو ما أثار حفيظة الجانب التركي، ودفع بأنقرة إلى رفع وتيرة استعداداتها العسكرية على الحدود، مع إصدار أمر بمنع دخول أي مسلح سوري هارب من الأراضي السورية إلى داخل تركيا بسلاحه، على أن يؤخذ منه فور دخوله.ومع المضار التي تعرضت لها تركيا والانتهاكات التي وقعت على الحدود، فقد أعلن أردوغان أن بلاده قد تطلب من حلف الناتو حماية حدوده مع سوريا، مؤكداً أن أنقرة قد تطلب تفعيل المادة الخامسة من اتفاقية الحلف التي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو فيه يعد هجوماً على جميع دوله، وذلك مع إصدار الخارجية التركية بياناً بتوقع تبني مجلس الأمن قرارًا من شأنه اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الشعب السوري، مع عدم إيفاء بشار الأسد بالالتزامات الواردة في خطة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان لوقف إطلاق النار، وفي ظل استمرار العنف والتصعيد المفاجئ للتوتر على الحدود التركية – السورية . وهذه التطورات أثرت بشكل سلبي على العلاقة بين الدولتين نتيجة صراع الكرد مع السلطة في سوريا . وعليه يتطلب في بدايات ذلك مطلوب حل كل جزء على حدة بشكل ديمقراطي والتمتع بحقوق قومية عادلة أسوة ببقية القوميات ،ومثالا" على ذلك بالنسبة للكورد في سوريا من حق المواطن الكردي السوري أن يشعر بإنسانيته وكرامته، ويجب أن يتم الاعتراف له بقوميته وخصوصيته من خلال الأصول الدستورية، وما يتبع ذلك من تمثيل الأكراد بشكل عادل يتناسب مع عددهم في سورية.وإزالة كل أشكال التمييز والظلم التي لحقت بهم على مر التاريخ في سوريا بما في ذلك الاعتراف بالقومية الكردية إلى جانب القومية العربية إي الإقرار بالتعدد القومي للمجتمع السوري – منح الجنسية للأكراد الذين لايحملون الجنسية – العمل على إلغاء التمييز القومي – الحق بممارسة الثقافة والتقاليد الكردية – حقوق المواطنة والمساواة . وهذا الذي نتحدث عنه كجزء من الكل أي من القضية الكردية في الأجزاء الاخرى . وحينما يتحدث الكردي ببعض المطالب وهي حقوق مشروعة ترى يصب عليه بالكثير من الأتهامات كونه أنسان عنصري وشوفيني أو أنسان أنفصالي وشتى أنواع التهم ، في حين أن الحقوق القومية حق مشروع لكافة القوميات في العالم ، مانراه في الشرق الأوسط القضية الوحيدة العالقة وهي من أكبر القضايا التي لم تحل ، لحد يومنا هذا الا أن ننعت الأنظمة والحكومات والدول الكبرى التي لها يد طولى في المسألة والتي لم تقتنع بحل هذه القضية الأنسانية الكبرى على مستوى العالم ..... وينتقل الكرد الى أتخاذ أساليب أخرى وهو حرب التحرير و النضال من اجل تقرير المصير ، ((و هو حق اعترفت به المادة 1 من الميثاق الدولي للحقوق السياسية و المدنية لعام 1966 و التي تقول " ان جميع الشعوب لها الحق في تقرير المصير ، و بمقتضى هذا الحق تقرر وضعها السياسي ، و تسعى بحرية وراء تطورها الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي ")) 4
و هيئة الأمم المتحدة درجت في المادتين 1 و 55 التي أشارت " ان مبدا الحقوق المتساوية و تقرير مصير للشعوب هما أساس العلاقات الودية و السلمية بين الامم "و ان المجموعات الكردية تنظم نفسها لتمثل شعبا معترف به و قابلا للحياة بحثا عن حق تقرير المصير ، وأي حركة مسلحة كردية هو حق مشروع في حالة تهميش القضية من قبل الأسرة الدولية وقادة الحكومات الغربية المتنفذة .
كردستان الحمراء (Kurdistan sor )
عندما استلم البلاشفة السلطة في بتروغراد في تشرين الثاني عام 1917م ، كانت روسيا ما تزال متحالفة مع بريطانيا و فرنسا و في حرب مع ألمانيا وتركيا ، ذلك العامل الذي ساهم في عدم قدرة الحكومة المركزية الجديدة لتوسع حكمها بطريقة فعالة إلى الأقاليم النائية في الإمبراطورية الروسية . كانت معظم هذه المناطق سريعة في إعلان استقلالها و من بينها ما وراء القوقاز و أسيا الوسطى .
في هذه الفترة كان الكرد يشكلون الأغلبية في تلك المناطق من غرب أذربيجان المتاخمة لأرمينيا و كان معظمهم مزارعين و وتجارا مد نيين و سنيين بالمقارنة مع الاذريين الشيعة . ففي مدينة غانجا القديمة التي أصبحت (كيروف أباد) فيما بعد ، تم صهر الكرد بشكل كامل تقريبا . , و لكن الوضع لم يكن كذلك في المنطقة الواقعة على بعد أربعين كيلو مترا في الجنوب الغربي والممتدة إلى اراكس و الحد ود الإيرانية مع (ناغورني قراباغ ) في الشرق و مساحتها تقريبا - 5200 كم2 - ، كانت هذه المنطقة في مجملها كردية تقريبا و كانت تشمل العاصمة (لاشين ) مع المدن الرئيسية (كا لباجار ، كوباتلي ، زنكيلان و التقسيمات الثانوية الادرية من كاركوشلاك ، كوتورلي ، مراد خانلي ، كورد حاجي ( . شكلت هذه المنطقة بالذات فيما بعد منطقة كردستان للحكم الذ اتي المعروفة لدى الكرد باسم > ) kurdistana sor ) تضمنت الوثائق الأولى على رسالة من قائد الحركة القومية في كردستان الجنوبية ( العراق ) الشيخ محمود برزنجي إلى لينين يطلب فيها المساعدة السوفييتية للنضال ضد الامبريالية البريطانية و يلفت انتباهه إلى > . يقال إن لينين قد عبر عن اهتمامه با لمسالة إلى جانب اهتمامه بدور ( الكرد السوفييت ) إضافة إلى ذلك كان يجب تأسيس كردستان ذات الحكم الذاتي و كان يجب تخصيص /40 مليون /
روبل لهذا الغرض شهد16 آذار 1921 م التوقيع على معاهدة الهدنة بين تركيا و الاتحاد السوفييتي . و بعد سنتين في 4 تموز 1923 م أصدرت موسكو مرسوما تصبح بموجبه المنطقة الكردية التي عاصمتها لاشين جزءا من ازربيجان السوفييتية بالاضافة الى ناغورني قراباغ بالرغم من وضع المنطقتين كمنطقتين حكم ذاتي .
في شباط 1924 م ألحقت مقاطعة نخجوان بحدودها مع الدول الثلاث : تركيا ، إيران ، أرمينيا بازربيجان و منحت وضع جمهورية ذاتية الحكم أعلى بدرجة واحدة من ( uyezed ) .
انشات هذه القرارات سلسلة من خمس مناطق تمتد الى الشرق من نخجوان في قوس على طول نهر اراكس
تشمل على كينونات أثنية مميزة بوضع سياسي مختلف و هي : نخجوان الاذربيجية السوفيتية ( 5500 كم2)
ذات " أغلبية كردية – أذرية " و أقلية ارمنية ، و الشريط الجنوبي الضيق من الإقليم الارمني المولف من كافان ، غوريس ، يخز غادزور ، و منطقة كردستان ذات الحكم الذاتي ( 5200 كم2 ) المولفة من أربع مقاطعات كردية ، و المنطقة الارمنية ذات الحكم الذاتي في ناغورني قراباغ ( 4400 كم2 ) و عاصمتها ستيبان كرت حيث اذدادت الأغلبية الارمنية من 70% الى 94% ما بين عامي وذلك من أجل التأثير على نسبة عدد الكرد هناك 1919 – 1920 و من ثم بقية الاذربيجان السوفيتية .
لا يمكن نكران إن الوضع كان يمكن إن يكون ملائما أكثر بكثير ، فيما يتعلق بالتكوين العرقي للمنطقة ككل ، فيما لو بقيت نا غورني قراباغ جزءا من أرمينيا ، و لكن في الوقت نفسه من المرجح بصعوبة إن لينين ، الذي كان طريح الفراش و في عامه الأخير ، استطاع إن يتصور قدر ( كردستان الحمراء ) ، ولكن في ظل حكم ستالين وحكمه القاسي ولمصالح خاصة بالأتحاد السوفيتي فأن .إ السبب الغامض الكامن وراء ضم المنطقة إلى أذربيجان ، كان رغبة الحكومة السوفيتية تعزيز العلاقات الودية مع النظام الكمالي في تركيا .
كانت كردستان قادرة على إن تبقى كمنطقة ذات حكم ذاتي داخل أذربيجان لمدة سنتين تقريبا حتى عام
1925م تلك السنة التي شاهدت بداية انتفاضة الشيخ سعيد في تركيا .شهدت كردستان ذات الحكم الذاتي تأسيس حكومة و مدارس كردية و كلية تدريب للمعلمين ، كما تم نشر الكتب باللغة الكردية و دورية سياسية
كردستان السوفيتية كانت هذه الحكومة الذاتية قصيرة الأجل ، ففي عام 1929 م قلصت حكومة باكو كردستان من ( uyezed) إلى ( اوكراغ – مقاطعة ) و هي ادني وحدة إقليمية بالنسبة للقوميات السوفيتية غير الروسية . بعد ثماني سنوات اختفت كردستان السوفيتية ذات الحكم الذاتي تماما ، ولم يعرف عنها أي شيء نتيجة التعامل الشوفيني مع القوميات غير الروسية . وهكذا فأن القضية الكردية ضلت مشوار طويل في تدخلات أقليمية ودول الغرب ، من أجل الهيمنة ، وإن إلقاء الضوء على طبيعة التدخل الإقليمي سالف الذكر يرينا أنه تدخل فيه من المصالح الذاتية الآنية الكثير مقارنة بالتدخل الغربي ذو الأبعاد الستراتيجية بعيدة المدى، ويبين لنا من جانب آخر أن الاتجاهين ( الغربي والإقليمي ) يلتقيان بالنظرة إلى هذه القضية من زاوية عدم الرغبة في طي صفحاتها المفتوحة لأسباب يعرفها الأكراد قبل غيرهم، ويشير في ذات الوقت إلى كم التعقيد في جوانب المشكلة وضيق هامش حركة أطرافها الرئيسيين ( الأكراد والحكومة وقوى التدخل الإقليمية والدولية في كثير من الأحيان .إن الكرد الذين استفادوا من دعم تلك القوى وتدخلها وضعوا أنفسهم في دوائر اهتماماتها فتقيدت حركتهم على ضوء رغباتها ومخططاتها فتوزعوا عليها فصائل لا تلتقي أحيانا إلا بالتقاء مصالح تلك الأطراف، وهو التقاء صعب في الوقت الحاضر على أقل تقدير، وهنا يمكن التنويه إلى أن صيغة الفيدرالية ينبغي أن توفر للأكراد إمكانية إدارة كل شؤون منطقتهم كمرحلة مؤقتة لأنها تكون مقتصرة على أقليم واحد أو جزء من القضية الكبرى ، ولا مضرة كمرحلة يدشنها الكرد كأسلوب حكم ، وممارسة الديمقراطية وتعتبر كذلك كتجربة لمعرفة أمكانية القيادة الكردية في حكم شعبها ، للأنتقال مستقبلا" في الأنتقال لمرحلة مؤسسات الدولة الكردية على أساس جميع المستلزمات المطلوبة ...
لماذا يكون الأكراد, والذين يشكلون أكبر كتلة عرقية بعد العرب والفرس و الأتراك في الشرق الأوسط , نسبيا متأخرين في تطوير حركة قومية حديثة ؟؟ طبعا عايشت شعوبٌ عديدة نماذج مُختلفة من النمو القومي , بما يتوافق مع ظروفها التاريخية والجغرافية . نتجَ تأخر الكورد في تطوير حركةٍ قومية كردية من عوامل عديدة . تترأسها الجغرافية كشعبٌ يسكن منطقة جبلية بالأساس, كان الأكراد مبعثرين ومنعزلين بعضهم عن بعض, وبدون بنية دولة مركزية قوية كتلك التي تطوَرت في السهول الكبرى لدجلة والفرات أو في وادي النيل في مصر . عَززت الجغرافية وأسلوب الحياة البدوية لفترات طويلة تشعب لهجاتٍ كردية متعددة , العديد منها غير
مفهوم بشكل متبادل بين الكرد أنفسهم بسهولة اليوم . وفي الظروف السياسة ,على الأقل إلى السنوات المائة الأخيرة , قسم الكورد بين الإمبراطوريتين العثمانية والفارسية , إما في السبعين سنة الماضية فقد قسموا أكثر وذلك بين دول تركيا إيران العراق سوريا . هذه التقسيمات السياسية , بدون مبالغة , شامة أكثر , وبنفس الوقت كانت الدول المعنية تبُيَتُ بشكلٍ واضح نية
تثبيط القومية الكردية داخل حدودها . كما إن الأكراد عاشوا عموما في المناطق الأكثر عزلة من أكبر الإمبراطورات مثل الفارسية وأثناء الخلافة العباسية لبغداد و العثمانية , أيضا الانعزال عن مراكز الإمبراطوريات أبطأ تطورهم كشعوب غير متحدة أو. مدركة بقوة لوعيها الذاتي . ويبقى الكرد هم ضحايا الموقع الجغرافي لعموم منطقة كوردستان يضاف لذلك هو العزل الأول الحكومات الأقليمية ، وذبذبة السياسة لدى دول الغرب المتنفذة التي تخاف على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط ، والدول الأقليمية هي الأفضل عندها من الكورد أنفسهم ، وهذه ضمن السياسات الستراتيجية التي مارستها خلال قرن كامل لم يكن في صالح الكرد وكردستان .



















المراجع
-------------
1-الدولة الكوردية قادمة - حسن كيكاني – الحوار والرأي الحر – منتديات عينكاوا
2حول القضية الكردية والوحدة الوطنية – موقع آون السورية المعضلة الكردية:
3الخيارات المحتملة لتركيا تجاه الأزمة السورية- ايمان احمد عبدالحليم- مؤسسة الأهرام – منتدى
The Kurds
A Conteemporary Overview4- London and New York عوامل الإعاقة 5-في القضية الكردية وإتجاهات الحل سياسيا- موقع الدكتور سعد العبيدي
6- جذور القومية الكردية- منتدى مؤرخون وفلاسفة وبحارة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ويكيليكس يعلن أن جوليان أسانج -حر- وغادر بريطانيا بعد إبرامه


.. الاتحاد الأوروبي يوافق على فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ا




.. عاجل|10 شهداء بينهم شقيقة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل


.. اللواء فايز الدويري: إذا توفرت أعداد من سلاح القسام الجديد ف




.. العربية تحصل على فيديو حصري لمحاولة قتل طفلة برميها في مياه