الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية لعنايت الله رضائي اسمها :لينين إمبراطورا

جاسم محمد كاظم

2012 / 6 / 16
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


مسرحية لعنايت الله رضائي اسمها :لينين إمبراطورا
تبتدئ دار النشر الموردة للكتاب بتعريف مؤلفها بأنة ولد في عائلة علمية في بداية العشرينات ودخل السجن في منتصف الأربعينات بسبب انتسابه للحزب الشيوعي الإيراني واشترك في حكومة الشيوعيين ثم عمل مذيعا في إذاعتي موسكو والصين الشعبية في قسميهما الفارسي حتى وصولة إلى الدرجة الممتازة في إذاعة موسكو حتى منتصف الستينات قبل إن ينتقل إلى فرنسا في نفس العام ليقفل زمن الكتاب هذه السيرة .
حتى تصل هذه الدار إلى مرحلة تقديم الكتاب وتكشف لقارئها مسلسل ظهور شيوعيات التاريخ وان كانت من ناحية نظرية يحمل أفلاطون رقمها الأول بالجمهورية ثم شيوعية أخرى على الطراز الفارسي القديم تأخذ تعاليم " ماني " ومزدك " دون معرفة دار النشر هذه إن جمهورية أفلاطون لم تكن شيوعية بترتيبها الثلاثي المكون من قبتها الذهبية المتربع عليها السلطان وأحفاده ثم خصيتان السلطة وقواديها من الضباط والدرك من حملة الامتياز الفضي حتى تصل بحضيضها النحاسي حيث يرقد أشقياء البشر ممن لا يملكون ثمن قيراط .
ولو قرأ سليم مطر الجزء المخصص "لماني" وكيف ألبسته دار التوجيه الإسلامي لباس الفرس وقوميتهم لاستشاط غضبا وهو الذي اثبت بالدليل والبرهان عراقية "ماني " ودينه الذي تحول بعد ذلك إلى الإسلام الشيعي بصلواته الخمسة وأولياءه ألاثني عشر في " الذات الجريحة" .
ولم تكن المانوية ديانة إباحة مبتذلة وتلذذ بالحياة كما صورها رضائي وقارنها بشيوعية ماركس بل كانت أكثر الديانات تقشفا وزهدا وامتناعا عن ملذات الحياة كالخمر والجنس ووصلت في زهدها حتى إلى تحريم أكل اللحم وتجنب جميع الخطايا .
ثم يأتي استنتاج هذه الدار الناشرة من بحثها بان الشيوعية لم تكن فكرة جديدة ابتدعتها عبقرية ماركس ولينين وصاغها الفكر الروسي الخلاق وكأن القيمين على هذه الدار لم يسمعوا أبدا ولم يقرئوا من مصدر موثوق ولو بجريدة تافهة شيئا أسمة الماركسية حتى بكلمات تعريفية بسيطة في قاموس المورد . وبستر أو أكسفورد على ابسط تقدير .
قبل إن يبتدئ ذلك الشيوعي المخضرم ببحث أسباب ظهور الشيوعية وتاريخها .
ورغم كل قراءاتي لكتب النقد التي هاجمت ماركس ولينين والماركسية لكل الطوائف والملل لم أجد أحدا وصف لينين مثل ما وصفة "عنايت الله رضائي "الذي عاش واكل ونام أكثر من ربع قرن في بلد لينين وحمل الدكتوراه في الفلسفة من جامعة موسكو .
فمرة فسر احد المشايخ المعممين الماركسية بالعامل الواحد وهو يستعرض تفسير ادوار التاريخ كما يحلو له بسطور ربما تصورها في غاية الروعة وهو يأخذ كل معارفه من كتب مدرسية بسيطة مثلما يقول " فالماركسية تعتقد أن الوضع الاقتصادي لكل مجتمع، هو الذي يحدد أوضاعه الاجتماعية، والسياسية، والدينية، والفكرية، وما إليها من ظواهر الوجود الاجتماعي. والوضع الاقتصادي بدوره له سببه الخاص به،ككل شي في هذه الدنيا " ولان هذا المعمم لم يقراء انجلز من انجلز نفسه وهو يراسل بلوخ " وفقا للمنظور المادي للتاريخ فان العنصر النهائي المحدد للتاريخ هو إنتاج الحياة الواقعية وإعادة إنتاجها . ولم يؤكد ماركس وأنا أكثر من ذلك .ومن هنا فان الذين يقولون إن العنصر الاقتصادي هو العنصر الوحيد فأنة يحول هذه القضية إلى عبارة حمقاء مجردة فارغة لا معنى لها "
واستمر مترجم قناة موسكو بالهجوم على ماركس ولينين على لسان " كاريللو" زعيم الحزب الشيوعي الاسباني بالقول " ماركس ولينين لم يكونا يتوقعان إن تصير مخترعات التكنولوجيا الحديثة سببا في تمركز القدرة في أيدي أقلية قليلة من الرأسماليين وان كثيرا من المستثمرِين سوف يصبحوا في القريب العاجل مستثمرَين " ولا نقول في هذه الجملة المضحكة سوى إلف بائية في قاموس ماركس "((إن الإستملاك الرأسمالي، المطابق لنمو الإنتاج الرأسمالي. يشكّل النفي الأول لهذه الملكية الخاصة،التي ليست إلا تابعاً للعمل المستقل الفردي ولكن الإنتاج ا لرأسمالي ينسل هو ذاته، نفيه بالحتمية ذاتها، التي تخضع لها تطورات الطبيعة. إنه نفي النفي."
ولو قراء عنايت الله بدقة مؤلف لينين الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية لربما استذكر وحذف جملته هذه .
وتلاعب عنايت اللة رضائي بالزمن كما يحلوا له وهو يقدم ستالين أولا ويستعرض أهدافه الامبريالية بالقول " كان ستالين يهدف إلى ضم جميع دول أوربا الشرقية باستثناء ألمانيا الشرقية إلى الاتحاد السوفيتي وكان على تلك الدول إن تمر بعدة مراحل قبل الانضمام نهائيا إلى الاتحاد السوفيتي .. فأعلن عن تشكيل الكومنولث الاشتراكي " " وفي حين سار ستالين في الطريق المعاكس تماما عندما حاول إن يجعل من دول أوربا الشرقية " المستقلة " دولا حليفة ومن ثم مستعمرات سوفيتية "
إلى إن يصل بالقول ثانيا " وقد سار لينين في نفس هذا الطريق حينما صار يتبع سياسة ضم دول العالم إلى روسيا ليحقق عن طريق ذلك أملة في بناء إمبراطوريته الجديدة"
ويضيف " وقد أشار لينين في التقرير الذي قدمه عن برنامج الحزب الشيوعي الروسي البلشفيك إلى المؤتمر الثامن للحزب الذي عقد سنة 1919 إلى إن جميع الدول الشيوعية التي سوف تظهر في المستقبل ستنظم إلى الاتحاد السوفيتي وسيتم إلغاء الحدود بين جميع تلك الدول ضمن إطار الجمهورية العالمية السوفيتية ".

يقول لينين في المختارات وهو يخاطب الطلاب السويسريين " لا يجوز أن نطلب من الشيوعيون الأجانب أن يعلقوا قرارات الحزب في روسيا في زاوية كالإيقونات وان يصلوا أمامها ) .
ويصرح في محاضرة أخرى بعد انتصار أكتوبر المجيد ( إن روسيا لن تكون النموذج في الاشتراكية بل هي في المعنى السوفيتي والاشتراكي بلد متخلف )

ويزدري العبيد بالقول " إن العبد الذي يعي عبوديته ويناضل ضدها ثوري والعبد الذي لا يعي عبوديته ويعيش عيشة العبد الصامتة الخرساء غير الواعية هو مجرد عبد أما العبد الذي يسيل لعابة عندما يصفق راضيا جمالات حياة العبودية ويعجب بالسيد الطيب الصالح فهو عبد حقير ونذل".
ولو عرف شيئا من العربية لربما ردد مع المتنبي أبياته الشهيرة في احتقار الكذابين من المتطاولين علية والناكرين للجميل :
" العبد ليس لحر صالح باخٍ..... ولو هو في ثياب الحر مولودُ "
" لا تشتري العبد إلا والعصا معه .... إن العبيد لأنجاسٌ مناكيدُ "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تنتخب وأوروبا تكتم أنفاسها.. اليمين المتطرف يحلم بـ-ال


.. من تأسيسه إلى تغيير اسمه.. كيف نشأ حزب التجمع الوطني الفرنسي




.. مقابلة خاصة مع رئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية السودا


.. ارتباك في فرنسا مع انطلاق الجولة الثانية للانتخابات.. واليسا




.. شرطة نيويورك تقمع بالضرب متظاهرين داعمين لغزة