الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المدينة تغسل وجهها
ابراهيم جوهر
2012 / 6 / 17الادب والفن
![](https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/art/2.jpg)
المدينة تغسل وجهها
هو السبت ذاته ؛ موعد الأعمال المؤجلة . يعطّل العمال فيعمل بعضهم في تسييج جدار ، أو بناء يقوم ، أو يمهد لبناء سيقوم . سبت العمل ،والأعراس والمناسبات ، والحرارة .
منذ الصباح الباكر اختلط صوت الحفر الصادر عن ( الباقر ) وهو ينحت الصخر بصوت هديل الحمامة وتغريد الطيور .
صباح مشوش بحرارته المرتفعة ، وأصواته المتناقضة .
هربت إلى القراءة صامّا أذنيّ عما يصلهما من أصوات ؛ قرأت لزميلتي الأديبة الشابة ( نسب أديب حسين ) تجربتها مع مهرجان النور الذي اختتم أمس .( كنت قرأت تاريخ نهاية المهرجان على اللوحات الإعلانية في الشوارع ظانا أنه بدايته لأنه كان على يمين القارئ ...! )
سألت الكاتبة عن جنون الفكرة التي أوجدت قبة ضوئية للصخرة المشرفة ، بلا هلال كانت القبة . وسألت عن الناس الذين يعمرون المكان فيضفون صدقا زائفا ، ونقلت فكرة الانتحار على قضبان السكة الجديدة المحاذية للباب الجديد . ذلك القطار الذي ضيق الشارع وابتلع الأرض وغيّر الملامح أقامته شركة فرنسية ، ويجري العمل على استكمال سكته وطريقه ...فكرة الانتحار تراجعت عنها الكاتبة حين علمت أنهم ( ...غدا سيحملون أشياءهم ويذهبون ، وستغسل المدينة وجهها من جديد .) ورأت الكاتبة وهي تغادر نورا حقيقيا ينبعث من القبة الذهبية فاطمأن قلبها .
كتبت تعليقا لها قلت فيه : (هناك من ينتحر حقا في القدس ، لا يلتفت إليه الناس ولا المسؤولون ...يلتقط ألمه وصراخ قلبه الشفافون فقط . في القدس تنتحر روحها الثقافية ولا نسأل عن السبب . ) .
( الآن أقف عند الفعل " نسأل " فأرى أنه يقرأ بفتح الياء ، وبضمها ، فهل سيقرأ بالقراءتين كلتيهما ؟! )
تابعت الحرارة وهي تزداد ؛ حرارة الجو التي لا يجدي معها تحريك الهواء فقط .تأففت ، ولا مفر .
أمسكت كتاب ( بعض روحي ) لابنتي الكاتبة ( مروة خالد السيوري ) بادئا بالإهداء .
( مروة ) كتبت في إهدائها لي : ( والدي الطيب : لو أن هذا القلب الذي تحمله هو الكون ، ما أجمل الحياة ...! شكرا بعمق لك ... )
لا أحب المديح ، لكني أحب الوفاء . ستناقش ندوتنا الأسبوعية يوم الخميس القادم كتاب ( مروة ) الأول ( بعض روحي ) . سأبحث عن ( الأنا ) الشبابية في كلماتها . وأنا الذي ختم تقديم الكتاب بالقول : ( إنها تعي مسؤوليتها تجاه أدبها ومجتمعها ، وفنها . لذا لم تغرق في مستنقع التجارب الشبابية الغاضبة ، بل قدّمت ما ميزها بمسؤولية واقتدار جميلين .)
الكلمات الجميلة ترطّب الجو ، وتقلل نزق الحرارة ... ( لكل في ما يحاول مذهب ) .
عصرا أذهب برفقة صديقي الكاتب ( جميل السلحوت ) إلى ( كلية هند الحسيني ) لحضور مهرجان الإبداع المقدسي ...! ندخل فنفاجأ بنشاط لجمعية ( عطاء ) المقدسية ! نبحث في الوجوه ، والفقرات ، ونظن أننا أخطأنا المكان ! أعيد التدقيق في بطاقة الدعوة لأكتشف أن الموعد يوم الأحد ( غدا ) !!
( ...ماذا عملت الحرارة ، والقلق ، وتزاحم الدعوات ، والهموم بنا ؟!! )
نواصل طريقنا إلى ( قصر إسعاف النشاشيبي ) في الشيخ جراح لحضور نشاط المجموعة الشبابية الأدبية ( لوز أخضر ) فأجد نفسي معلّقا ومعقّبا على القراءات الأدبية المنشورة في المجلة الشبابية ( فلسطين الشباب ) . الحضور منوّع ، جاء في معظمه من فلسطين الباقية ، فكان حوار ، وتعليق ، ورؤى . وكان تفاؤل وفتحت نوافذ .
الشباب يعمل وإن كان بلا تنسيق . سررت بروح الشباب الواعية هناك . سألناهم عن مجموعتنا الشبابية المقدسية ( دواة على السور ) وعرفنا أنهم لم يسمعوا بها ...لا تنسيق للجهود .
عملنا فردي بجهود ذاتية .
الوقت يمضي مسرعا ، القطار يواصل سيره ، الحمد لله أن ( نسب ) تراجعت عن فكرة الانتحار ...
هل ستعود الفكرة لتراود غيرها ؟!!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -
![](https://i4.ytimg.com/vi/7y2aEzQcOfs/default.jpg)
.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل
![](https://i4.ytimg.com/vi/oYDkCRlSHu0/default.jpg)
.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب
![](https://i4.ytimg.com/vi/BOEahTfCdvs/default.jpg)
.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح
![](https://i4.ytimg.com/vi/tnv_JwUbaIg/default.jpg)
.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال
![](https://i4.ytimg.com/vi/fnZxGFKNNas/default.jpg)