الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذاري من تحسين السمعة بالاصطفاف القومي !

سعد سامي نادر

2012 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بلا شك، لعبت للقيادة الكردية دورها المميز كصمام أمان لعمليتنا السياسية المعقدة. فهم كما يبدو، قادة أحزاب علمانية..! وكما يكررون، فهم "بيضة قبان" التوازن السياسي مع الأحزاب الإسلامية المهيمنة. وهم في نفس الوقت ، بيضة توازن طائفي باعتبارهم، " سنة"، حسب تأكيد السيد مسعود.
يومها، ربما كان تأكيده حاجة وطنية مُلحّة فـَرضها واقع الفتنة الطائفية عام 2006. وهي في أحسن أحوالها، لا تتعدى سياسة ترطيب خواطر " العرب السنة " ! باعتبارهم وحسب ما يدّعوه: أكبر الخاسرون.
لكن الحقيقة المرّة، ان الخاسر الأكبر كان التيار الديمفراطي واليسار، فقد همِّش وأقصي بترهيب ميليشيات الفاعلين وبالقتل والتهجير ايضا.
مع هول أحداثنا الدامية، لم يترك التخندق المذهبي والمناطقي والعشائري والقومي، فرصة للمهمشين والمثقفين في المشاركة في تصحيح مسار عملية المحاصصة السياسية، بل اجبروا على الرهان على الكتلة الكردستانية لاعتبارات عدة: تجربتهم السابقة في الديمقراطية والحكم، و وحدتها، ونجاحاتها، مقارنة مع التخريب الطائفي وتفكك المركز.

فالخروج من مستنقع تطييف السياسة والمجتمع، لا يحل بالدعاء، بل يحتاج لقوة توازن فاعلة . لكن رهاننا أثبت انه كان رهان خوف ومفاضلة بين أهون الشرّين ، مذهبية أو وقومية الدولة. وهو رهان يأس من إصلاح عملية المحاصصة السياسية ككل باعتبارها سبب دماَر الوطن.
كان رهاننا الديمقراطي الآخر، أن "بعض" مواد دستورنا الرئيسية، تكفل حريات المواطن الأساسية ، وتكفل تأسيس دولة مواطنة ديمقراطية ولو بمنظور بعيد. هكذا حال أيّ رهان دون بدائل.
أفقنا من حلمنا وآمالنا المتواضعة، حين عرفنا ان حصان رهاننا يفكر بعقلية قومية شوفينية ضيقة، لا تختلف عن طموحات ومشاريع قادة كتل المركز والوسط والجنوب.!
ما يثير خوفنا أكثر الآن، تحويل صراع المصالح الشخصية لقادة الكتل على الثروة والنفوذ ، الى استقطابات سياسية داخل مشاريعهم القومية والطائفية. فالقادة الكرد يتسترون ويتحججون بحقهم الدستوري بتشكيل دولتهم القومية. والقوى الطائفية تجاهد لتحسين سمعتها الملوثة بالعنف والدم والفساد والفشل.
في ذات الوقت، نرى كل ساستنا، يخرقون الدستور ويعطلون أي مشروع قرار لتعديل بنوده، ليبقى حسب مقاس ما فصلوه، لا يتجاور ثالوث النحس الوطني ( شيعة ، سنة، اكراد).
في أزمة سحب القفة ، تبين ان لأخوتنا الكرد بيضتا قبان ، واحدة للتوازن، وأخرى لإخلال التوازن. كلاهما تستعرض النزلج يمينا ويسارا على عتلة قبان متهرئة نخرها الفساد والفشل ، ومؤامرات النزاع على مراكز النفوذ.
أزمات وفشل شركاءهم المتصارعين على الغنائم حد وظيفة الفراش، أغرت القيادة الكردية ممارسة دورها الابتزازي تحت ذريعة مصالحها القومية الدستورية. وبحجة أن البراغماتية في زمن العولمة ليست عيباً ولا تتعارض مع موقفهم الوطني العام ؟
لكن ما يعاب ، موقفهم الوطني والتاريخي من نضالنا المشترك من اجل بيت قصيدنا المشترك (عراق ديمقراطي اتحادي فدرالي تعددي موحد).

يقينا انها قصيدة شعر دستورية، ومن وحي وجدانياته العلمانية، بما يخدم نفاق سياسي فـُضح بأول تجربة.. إنه صياغة شاعرية لآمالنا العريضة الخائبة، فقد بات النص الاتحادي هذا ، اسطوانة مكررة تـُعاد لنا مع كل طبخة وصفقة تسوية سياسية يمررها قادة الكتل مجتمعين، بمعزل عن نواب البرلمان والدستور. عوّدونا في كل منها، منح إخوتنا الكرد جملة تنازلات سياسية واقتصادية تعويضا عن استخدام ثقلهم السياسي في استمرار الوضع الابتزازي والسياسي العام على حاله. فالعيب الأكبر، يتحمله الغارقون بالنهب والفشل بمركز القرار، لا الجانب الكردي وحده. لكن ! هل دور "بيضة القبان" للانزلاق والتوازن فقط.؟ ماذا عن دورها الوطني والإصلاحي.؟ يقيناً إن لم يفهموا دورهم جيداً الآن، سيجلب لهم الخراب، ولنا زيادة الدمار. خاصة ما نراه بأسى يحدث الآن ، كيف حوّلوا صراع مصالح وزعامة شخصاني صرف ، الى نزاع واصطفاف قومي شوفيني. يا للعجب !
الأكثر غرابة، أن جانبنا العربي ودولة الفانون بالذات، تعزف على نفس الوتر لتستبدل اصطفافها الطائفي، بآخر قومي عربي عشائري، كمرحلة لتحسين سمعتها، فهي تَلم الآن حول السيد المالكي، فلول مصالح وارتباطات خارجية غير متجانسة، ربما سنحتاج لصولة فرسان أكثر هولاً وشراسة، بعد هدوء صراع الزعامات وفشل مشروع سحب الثقة المفتعل..
نحن أمام منزلق خطير ، فحذار من إشعال نزاع قومي غير محسوب، يزيد الوطن دمارا، ويخدم بقاء فرسان وقادة االفتن والفساد والفشل. يا للخيبة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقة المرّة
د. عيسى الصباغ ( 2012 / 6 / 23 - 11:17 )
أخويه سعد شلونك .لقد جذبت نظري عبارتك:إن الخاسر الأكبر كان التيار الديمقراطي واليسار فقد همّش وأقصي بترهيب ميليشيات الفاعلين وبالقتل والترهيب أيضا .عزيزي سعد هل تعلم ان الطائفية أغرقت هذه التيارات او وصلت للعظم لاحظ جماهيرية الحزب الشيوعي اين تبخرت نعم تبخرت ثم عادت وتكاثفت حول حزب الدعوة والتيار الصدري أما الأخوة الكرد فلا يحتاجونا الى عملية التبخر والتسامي والتكاثف فهم منذ البداية قوميون وقضيتهم الوطن القومي للكرد ويُفصح عن ذلك عبارة :وحق تقرير المصير للأكراد التي تكررت كثيرا في أدبيات الحزب الشيوعي العراقي أقولها بصراحة لا مواراة فيها ان الشيعة والكرد اتخذوا من اليسار غلالة ألقوها على مقاصدهم ولم نلحظ ان هذه الغلالة كانت تشفّ عن تلك المقاصد الا بعد 2003انظر أغلب العاملين قي الاجهزة الاعلامية والثقافية لهذه الاحزاب هم من أصول شيوعية واكثر من عزف على وتر مظلومية الشيعة والاكراد بعد الاحتلال هم ممن كانوا محسوبين على اليسار والاغرب انهم ايقظوا اموات التاريخ وراحوا يحاسبونهم على وفق قانون المظلومية فأيّ يسار وأيّ ديمقراطي إنهم يكذبون علينا أليس كذلك؟


2 - الحقيقة المرّة
د. عيسى الصباغ ( 2012 / 6 / 23 - 11:17 )
أخويه سعد شلونك .لقد جذبت نظري عبارتك:إن الخاسر الأكبر كان التيار الديمقراطي واليسار فقد همّش وأقصي بترهيب ميليشيات الفاعلين وبالقتل والترهيب أيضا .عزيزي سعد هل تعلم ان الطائفية أغرقت هذه التيارات او وصلت للعظم لاحظ جماهيرية الحزب الشيوعي اين تبخرت نعم تبخرت ثم عادت وتكاثفت حول حزب الدعوة والتيار الصدري أما الأخوة الكرد فلا يحتاجونا الى عملية التبخر والتسامي والتكاثف فهم منذ البداية قوميون وقضيتهم الوطن القومي للكرد ويُفصح عن ذلك عبارة :وحق تقرير المصير للأكراد التي تكررت كثيرا في أدبيات الحزب الشيوعي العراقي أقولها بصراحة لا مواراة فيها ان الشيعة والكرد اتخذوا من اليسار غلالة ألقوها على مقاصدهم ولم نلحظ ان هذه الغلالة كانت تشفّ عن تلك المقاصد الا بعد 2003انظر أغلب العاملين قي الاجهزة الاعلامية والثقافية لهذه الاحزاب هم من أصول شيوعية واكثر من عزف على وتر مظلومية الشيعة والاكراد بعد الاحتلال هم ممن كانوا محسوبين على اليسار والاغرب انهم ايقظوا اموات التاريخ وراحوا يحاسبونهم على وفق قانون المظلومية فأيّ يسار وأيّ ديمقراطي إنهم يكذبون علينا أليس كذلك؟

اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟