الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسباب تبدد التراكم النضالي

عبد العاطي اربيعة

2012 / 6 / 17
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


إن نضال الشعوب يتراكم مع مرور التاريخ مما يطور وعيها النضالي، و لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة و يؤرقنا كيسارهو: لماذا يتبدد التراكم النضالي لهذه الشعوب من مرحلة لأخرى؟ لماذا تفقد الشعوب ثقتها في نفسها و بالتالي السير بانتفاضاتها إلى النهاية؟ و هذا ما وقفنا عليه جليا بعد الإنتفاضات التي عرفها و يعرفها الشرق الأوسط و شمال إفريقيا.
إذا قمنا بتحليل ملموس للواقع الملموس الذي تمربه الشعوب اليوم، فإننا سنقف على تنوع أسباب تبدد التراكم النضالي بين الموضوعي و الذاتي:
1) غياب الوعي الطبقي لدى الجماهير الشعبية الكادحة و التي تمثل الأغلبية الساحقة في غياب نظرية ثورية واضحة و مبسطة و التي يمكن أن تستوعبها هذه الجماهير المشكلة من أغلبية أمية، و بالتالي يمكنها أن تؤسس لوعي طبقي و بالتالي لفعل ثوري.
2) غياب الثقة لدى هذه الجماهير: هذه الثقة التي يمكن أن تكتسبها من خلال تجاربها النضالية و من مدى نجاح هذه التجارب، و هنا أريد أن أعطي مثالا يوضح الفرق بين فئتين مختلفتين من الجماهير فئة منظمة و مرصصة الصفوف قادرة على تنظيم إضرابات و السير بها إلى تحقيق مطالبها المسطرة، فئة كهذه لا ينقصها إلى الوعي الطبقي لتتحول إلى أداة ثورية حقيقية، أما إذا أحذنا الفئة الثانية فئة غير منظمة هشة و متشردمة لم يسبق لها أن نظمت أي إضراب إن فئة كهذه يمكنها أن تتحول في أي لحظة إلى الوقوف في صف الثورة المضادة لكونها لا تحمل وعيا طبقيا قد يمكنها من أن ترفض واقعها المرير رفضا واعيا و بالتالي الوقوف إلى جانب الثورة العمالية. و لكن يمكن أن نلاحظ اختلاف هذه الثقة داخل الفئة الأولى أيضا فالفئة المنظمة و المرصصة الصفوف يمكنها أن نقسمها حسب نجاعة معاركها النضالية و مدى نجاحها، فداخل هذه الفئة يمكن أن نجد جزءً خاض مجموعة من الإضرابات كلل أغلبها بالنجاح يكتسب ثقة أكبر و قدرة أقوى على الفعل الثوري، أما الجزء الآخر الذي الذي لم يقم إلا بعدد قليل من الإضرابات و التي لم يكلل أي منها بالنجاح، هذا الجزء يفقد ثقته بنفسه و قدرته على تنظيم معارك نضالية و بالتالي يتراجع إلى الوراء تاركا المجال للقوى الرجعية.
3) غياب جبهة عمالية قادرة على توحيد الجماهير الشعبية الكادحة و الذي نتج عن التشردم الحاصل بين التوجهات و القوى اليسارية و سيطرة البيروقراطية عليها و تحويلها إلى مجال لخدمة المصالح الخاصة لفئة معينة و الدخول في معارك واهية، عوض خوض الصراع الذي يجب عليها القيام به سواء على المستوى النظري أو العملي. و كذلك فقدانها للثقة سواء في ذاتها كقوة قادرة على الفعل داخل مجتمعاتها، و كذلك في الجماهير الشعبية الكادحة، و على رأسها الطبقة العاملة. في الوقت الذي يجب عليها أن تقوم بدورها الأساسي في إكساب هذه الجماهير لوعيها الطبقي، الذي يمكنه وحده أن يجعل منها أداة ثورية قادرة على القيام بدورها التاريخي. في بناء المجتمع الذي نطمح له كشيوعيين.
عبد العاطي اربيعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي