الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبقة الكادحة هبة مصر الثورية

الحايل عبد الفتاح

2012 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الطبقة الكادحة هبة مصر الثورية

تعقيبا وتتميما وتثمينا لمقال الصديق عبد الله خليفة والذي موضوعه مصر، يمكنني القول بإصرار أن مصر ما تزال إلى غاية الساعة 11 و30 دقيقة من يوم أحد يونيو 2012 ( توقيت المغرب)، في تقديري، البلد الوحيد الذي يمكن أن يعول عليه لبعث الثقة في ثوار الشعب العربي الإسلامي...
نحن متفقون مع الصديق عبد الله خليفة في تحليله للوضع المصري وتصوره لتشرذم القوى السياسية المتواجدة في ساحة الثورة الحالية...وأن الطبقة الوسطى ما تزال محتشمة بل خائفة لأنها الطبقة التي تحتك بطبقة المستضعفين.
فالقوى السياسية التي أفرزها الوضع بعد الثورة لا تخرج عن قيادات أربع: مرسي الإخوان المسلمين، وفلول النظام السابق بزعامة شفيق، والبيرقراطيين العسكريين، والقوى المدنية المهمشة....
هذا وأن كل ثورة ناجحة تفترض وجود متزعمين منتظمين...لكن الثورات العربية جاءت عفوية وبدون سابق إنذار. والنتيجة أنها لم تكن مؤطرة بزعامة...وهذا هو حال مصر خلال ثورتها الحلية...في حين ان قوى المعارضة سابقا خاصة الحركة الإسلامية وجدت نفسها في موقف المؤطر رغما عن أنفها. فعملها السياسي السابق أعطى أكله الآن. وهذا معطى لا يمكن لحد أن ينكره...وهي حركة تحتاج اليوم إلى تأييد لكسر شوكة النظام السابق...فالحركات الإسلامية هي العدو اللذوذ والتاريخي لشفيق والعسكر، وهي قادرة على مواجهتهما بخطابها التقليدي وقاعدتها الواسعة؛ وهاهي في مواجهتهما...فانتصارها انتصار للديمقراطية وفشلها فشل للثورة برمتها...
وأن نجاح أي ثورة يرتكز على إديلوجية معينة قادرة على تجميع قوة شعبية...لكن الثورات العربية لم تقم على إديلوجية...فكانت الساحة الثورية ملكا للشباب قبل أن تستحود عليها القوى الراكدة...أي الحركة الإسلامية التي تتدجلج بثقافة شعبية قادرة على مواجهة ما تبقى من رؤوس النظام السابق...
المشكل حاليا بمصر هو أن كل القوى السياسية الثورية بدأت في لعب السياسة...مع أن الفترة الحالية ليست فترة لعب سياسة بل فترة تنازلات من أجل إنجاح الثورة واستتباب الأمن...فمن الأولى أن يتوقف السياسيون خاصة الديمقراطيون والعلمانيون حاليا عن صب الزيت على النار؛ لأن ممارسة السياسة في الوقت الراهن لن يزيد الوضع إلا تأزما وسيطرة العسكر وشفيق وامثاله...
مرسي في نظري هو الأمل الوحيد للشعب المصري والعربي الإسلامي لتتميم مسار الثورة...وأنا واثق من أنه لن يكون أسوأ من النظام السابق الذي يتزعمه شفيق والعسكر. فمرسي مرغم على الرضوخ إلى الواقع خلال مدة حكمه...وبعدها تنفرج الأمور وتتضح معالم الديمقراطية...
فمرسي سيكون قنطرة موثوقا من إيصالها للشعب إلى أهداف الثورة...
هل مرسي له القوة على فرض الشريعة ؟ لا. فهذه أكدوبة النظام السابق وإديلوجيته للتحكم في القاعدة. هل ننسى بان مسؤولية مرسي بعد فوزه تتعدى الميدان الديني والعقائدي. فالشعب المصري لن يترك له المجال للتفكير في تطبيق الشريعة...فسيكون مضطرا إلى تحسين وضعية الطبقة المستضعفة؛ وهذا يتطلب تنازلات كثيرة من الفكر الإسلاموي...
ومن أين ستأتي الإمكانيات المادية لإشباع كل رغبات الثوار إن لم يتنازل مرسي عن الفكر الإسلامي التقليدي ؟ الجواب : من الغرب الذي لم يثق بعد في سياسيي الحركة الإسلامية لأن تجربة إيران وبلادن يحجبان عنه النظر السديد...
فمرسي لا يخيف القوى الديمقراطية والعلمانية بقدر ما يخيفها شفيق والعسكر...فهو سيقضي فترته وينصرف في أحسن الظروف إن أحسن توزيع خيرات مصر، أو يعاد انتخابه إن وفا بما وعد به، وطبق ما كان ينتظره الشعب المصري منه ...
مرسي لن يكون إلا مرحلة موثوقا من محتواها...كالحكومتين الحاليتين بتركيا وبالمغرب...فكلاهما كان ضحية تهميش غير منطقي خلال مرحة طويلة، لكنهما تمكنا من حشد قواهم وتركيزها على القاعدة ولطفا خطابهما لإقناع القوى السياسية الديمقراطية الحاكمة أو المهيمنة... لكن في آخر المطاف ظهر أن خطابهما الثوري لم يكن ليسعفهما لتطبيق الشريعة... بل رضخوا للواقع المعقد والمعاند...
وأخوف شيئ على مصر هو شفيق والعسكر. فهما رمز استمرار الماضي البائس للمصريين. فمع هذين التيارين لن يطمح المصريون في التغيير بعد هذه الثورات...
وحذار من أن يحول هذين المعسكرين مصر إلى جزائر...فمنع القوى السياسية الدينية بالجزائر خلفت آلاف الضحايا...وحذار من أن يتبلطج شفيق ومعسكره خوفا من الرئيس المقبل...
االقوى السياسية الدينية لا يمكن أن تهدد الإستقرار والأمن لأن لها إديلوجية تتحكم فيها قاعدة عريضة وواسة...والقاعدة العريضة بمصر تريد خبزا نقيا وسكنا لائقا وتوزيع خيرات مصر بشكل عادل رغم أن لها تقافة دينية محدودة. فلنتركهم يحكمون لنعرف هل بإمكانهم حل المشاكل الإجتماعية والإقتصادية العويصة...
أما الحركة الديمقراطية العلمانية بقيادة الشباب متزعمي الثورة فما عليها إلا أن تنتظر استقرار الوضع لتلعب دورها...لكن عليها أن تنظم نفسها. وستكون هي المستقر لأن بعد فشل الحركة الإسلامية ستصبح هي في المعارضة وسيستفيق الشعب وسيبحث عن إديلوجية أخرى؛ ولن يجد الشعب المصري بعد الحركة الإسلامية ( إن فشلت اجتماعيا) سوى القوى الديمقراطية العلمانية...فلا بأس من خطوة للوراء تتبعها خطوات إلى الأمام...
أما مشكل حل مجلس الشعب ( المتكون في أغلبيته من الحركات الإسلامية والمنحل بطريقة دكتاتورية صرفة) فلا ندري هل سيخلق أزمة غير مسبوقة ستمكن العسكريين وشفيق من الاستحواذ عنوة على الحكم بذريعة حفظ الأمن، أو سيرضى نواب الأمة بإعادة انتخاباتهم خصوصا أن رئيس الجمهورية سيكون مرسي.
الحايل عبد الفتاح-المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن