الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيحيون بين الأستبداد وربيع الثورات ...

زيد محمود علي
(Zaid Mahmud)

2012 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



شاءت الأقدار أن تكون منطقة الشرق الأوسط مهبطا للديانات التوحيدية الثلاث، وقد تعايش المؤمنون بهذه الديانات جنبا إلى جنب محافظين على تراثهم ومقدساتهم, ولم تخل المنطقة من أتباع لإحدى الديانات الثلاث على مرالتاريخ ))1. والمسيحيون جزئا" مهما" ومكملا" لهذه الأديان . ولعل ما شهدته عدد من الدول العربية من ثورات "الربيع" التى أطاحت بالأنظمة الاستبدادية، ووعدت بالنظام الديمقراطي التعددي وتعزيز كرامة الإنسان قد أعطى آمالا للأقليات الدينية العربية، كى تستعيد مكانتها ودورها فى بناء نهضة دولها. لكن نجدها اليوم بعد وصول جماعات إلى السلطة التشريعية في أكثر من بلد عربي تعاني التخوف والتهديدات في وضع حرج لا يبشر بالتفاؤل بالمستقبل ، خصوصا بعد ما شهدته بلدان عربية تمزقت إلى أكثر من دولة أو إقليم، كما حدث في السودان، والصومال، والعراق دون أقليم كردستان ،الوحيد الذي تعامل معهم كمواطنين سواسية مع المذاهب الأخرى هذا موقف الحكومة الأقليمية فضلا" عن ذلك أستقرار الحكومة الأقليمية حقبة طويلة ، أما أذا كانت هنالك بعض السلبيات في الجانب السايكلوجي لبعض من النزعات الفردية فهذا غير رسمي وغير مؤثر .وأما في سوريا التي تشهد هذه الأيام شبه حرب أهلية فرقت النسيج الاجتماعي السوري، وأدت الى هجرة المسيحيين العرب من سوريا . والهجرة شملت الأكثرية ، في ظرف لاحول لهم ولاقوة ، بينما ترى المسيحيين في كل مكان هم الأساس في بناء المؤسسات والدولة ، وخدمتهم المخلصة والصادقة لا يشكك فيها أحد ، . وأما بالنسبة لمنطقة أقليم كردستان أثبتوا أخلاصهم وتفانيهم بجدارة وفي جميع المؤسسات والدوائر التربوية والأجتماعية وهم صرح مهم في بناء مؤسسات الأقليم وفضلا" عن ذلك ، لم يتضرر المسيحيون بقدر ماتضرروا في المنطقة العربية ، فالمسيحيون العرب رغم ذلك – كان دورهم بارزا في إطار مشروع النهضة العربية منذ نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ناهيك عن دورهم في الحركات الوطنية الدستورية، والاستقلالية، ثم في إطار حركات التحرر الوطنى العربية، وكذلك في بناء منظمات المقاومة الفلسطينية. ثمة حضور مؤثر للمسيحيين العرب في بناء دولة ما بعد الاستقلال وفي الحركة القومية الجامعة، وذلك في إطار تأصيل الأفكار القومية العربية والدعوة لها، والدفاع عنها كجزء من عملية التحرر من الدولة العثمانية ، ثم التحرر من المستعمر الأجنبى. لكن رغم ذلك فأن هنالك أيادي مشبوهه لها مصلحة في خلق واقع هذا الصراع وخاصة بأتهام مسيحيى الشرق واتهامات التخوين والتشكيك فى ولائهم. ليس هذه هي المشكلة بل أن هنالك أتهامات ليس للمسيحيين فقط ، بل لكل من تريد أتهامه ، فالقوى التي تعمل من وراء الكواليس والتي لها مصالح في ذلك تستطيع من الأتهام ، والتشكيك وكل أساليبها تصب في مصالحها ، والمصلحة التي تريد فرضها ، لخلق حالة محاربة المسيحيين وأين ما كانوا . وأريد أن أضيف نقطة مهمة هو أن ليست جميع التيارات الإسلامية استئصالية وإقصائية، ومن المؤكد أنها تتفاوت فيما بينها من حيث نظرتها لحقوق المواطنين غير المسلمين. على أن معظم هذه التيارات تنتقص بهذا القدر أو ذاك من “مواطنة” هؤلاء فموقف الإسلام من غير المسلمين مشكلة صنعها المسلمون والآخرون ، ولم يصنعها الإسلام وأذا تمعنا بالمفهوم الأسلامي الصحيح هو أنه دين يحترم الأديان الأخرى ودين المحبة والأخوة ، وبعض من التصرفات التي تمارس وليس على مستوى مواجهة المسيحيين فقط بل وخاصة التفرقة التي تمارس بين السنة والشيعى وقتل العام ماجرى في العراق ، على حساب مفاهيم دينية هي بعيدة كل البعد عن التعاليم الأسلامية ، فأن بعض من هذه القوى لايهمها المذاهب الأخرى ولا الأديان أنما هنالك كما يقال المثل مايخطط لها أسيادها ينفذ .. .ومن ثم، يجب أن تُبذل جهود مكثفة لتطوير خطاب مدني وديمقراطي بمرجعية إسلامية،هذا كله رهن إرادة النخب الإسلامية وجدية خطابها فيما يتعلق برؤاها حول الدولة الحديثة والتعامل مع الأديان الأخرى التوحيدية وهذا ما أوكد عليه ومايحدث خارج أقليم كردستان ولربما ماحدث نسبيا" في الأقليم كان بذرة لخيط ولجهات تحريضية تعمل خلف الكواليس ولمصالح جهات والا أن مثل هذه الممارسات غريبة عن واقع كوردستان التي لاتتقبل مثل هذه الأخلاقية التي لايتبعها الشعب الدارك أنما يلتزم بالأية الشريفة بأستمرار ( لكم دينكم ولي ديني ) . وأن العنف الذي وجه ضد المسيحيين في بغداد هو عنف جماعات سياسية متطرفة ،واستهداف دور العبادة المسيحية كما حدث في مصر (كنيستا صول وامبابة)، والعراق (كنيسة سيدة النجاة)، . وهذا ماحدث في العراق عامة لم يشمل المسيحيين فقط بل شمل الجوامع والحسينيات أيضا" مسألة مبيته ، ودور العبادة الدينية جميعها دون أستثناء وهل يعقل أن أنفجارا" يحدث في سوق شعبي أو في موقف باص أم في فرن للصمون فلا أريد أن أقول أكثر من ذلك ، فالأنسان الدارك هل يعتقد أن هذا السلوك العدواني العفوي هو من نسيج وأفكار الداخل أم هي صناعات جاءتنا من خارج البلاد لها غايات لسياسات وأهداف لتغيير مفاهيم في نفسيات وعقليات الشعب البسيط .. وكما يقال المثل الحر تكفيه الأشارة ...؟ ومن هنا فأن أخوتنا المسيحيين تنامت عندهم المشكلات في تقييم الوضع المشكوك فيه من جراء ثقافة التمييزوالتفرقة على مستوى المجتمع مما أدى ذلك ، الى دفع المسيحيين إلى العزلة أو التفكير فى الهجرة إلى الخارج. ونحن لسنا مع ذلك ، يبقى على الحكام والرؤساء لقادة الدول العربية الجدد أعادة النظر في حماية الأخوة المسيحيين بشكل واقعي ومنطقي وبحرص دون التحيز والأقتداء بالقادة الكرد ، وبسلوك الشعب الكردي في مواقفهم تجاه الأخوة المسيحيين ، نظرة موضوعية أنطلاقا" من الأرض ،التاريخ المشترك وهم أخوة في المحن بعيدا" عن كل سياسات تفرض من قوى تعمل ماوراء الكواليس .











المرجع
-----------

1-جريدة الأهرام -تحديات مستقبلية أوضاع المسيحيين العرب د.مي مجيب عبد المنعم السبت 16 يونيو 2012 م





المرجع
-----
1-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ويكيليكس يعلن أن جوليان أسانج -حر- وغادر بريطانيا بعد إبرامه


.. الاتحاد الأوروبي يوافق على فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ا




.. عاجل|10 شهداء بينهم شقيقة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل


.. اللواء فايز الدويري: إذا توفرت أعداد من سلاح القسام الجديد ف




.. العربية تحصل على فيديو حصري لمحاولة قتل طفلة برميها في مياه