الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الف مبروك انتصرنا

حمودي جمال الدين

2012 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


إلف مبروك انتصرنا
تصريحات السادة المسئولين عن ألخطه الامنيه الخاصة بحماية زوار الإمام الكاظم, تثير السخرية والهزأ وتلعب بعواطف المواطن ومشاعره وكيانه, فالسيد الناطق الرسمي لعمليات فرض القانون,يرى ان ألخطه الامنيه قد حققت أهدافها , ويثّني عليه الناطق باسم لجنة الأمن والدفاع البرلمانية, من ان ألخطه نجحت رغم محاولات الإرهاب اليائسة, وهنا أرجو إن تضعوا خطا تحت اليائسة ,علما ان التصريحين يأتيان بعد ان خلف الإرهاب ورائه أكثر من 550 صريعا بين شهيد وجريح من المغدورين أو الهائمين على محبة آل البيت وقدسيتهم والسائرين على طريقهم, تقاسمت هذه الدماء التي أريقت على مسرح الجريمة النكراء 18 انفجارا بسيارات مفخخة و18 بعبوات ناسفه في اليوم 13 من حزيران الجاري وعلى مساحة امتدت لثمان محافظات عراقيه, كانت أثقلها حصة العاصمة بغداد.
ليتبعها ثلاث انفجارات في قلب الحدث والأماكن المحيطة به وذلك في يوم16 حزيران.
لكن الاخوه المسئولين والمتولين امن وحماية الزائرين استهانوا بالعدد ونظروا إليه باستخفاف كون الإرهاب لم يستطع ان يحقق من الخسائر إلا هذه الكميه الضئيلة التي لو قورنت بالحشود المليونية التي طافت حول الضريح لصغرت وتوارت من إمامها .
اعتقد أنهم ينطلقون من موروثهم العسكري الثري الذي خاضوا غماره لثلاثة حروب دوليه على حدود العراق الجنوبية وعلى عموم الأرض العراقية , ناهيك عن الحروب الداخلية الاهليه بقيادة قائدهم الملهم ,وكيف كانت تتخلل هذه الحروب الخطط والإستراتيجيات ووضع نسب الخسائر البشرية قبل اختراق كل هدف وبما يتناسب مع القيمة المادية والمعنوية والتعبوية لذلك الهدف المزمع احتلاله.
لهذا عند خوضهم لهذه التجربة أو المعركة العسكرية في الزيارة المليونية مع الإرهاب تبين لهم في التحليل النهائي للمعركة وبالمفهوم العسكري والتعبوي فوزا ونجاحا باعتمادهم طرقهم الحسابية والحربية المغروسة في أذهانهم في عمليات النسبة والتناسب .!!!
السادة المسئولين والآمنين يتجنبون تسمية الأمور والإحداث بمسمياتها الصريحة والواضحة فثلاث أيام متواصلات من العبوات وسيارات المفخخة تركت المئات من الشهداء والجرحى ورائها , شهدها شهر حزيران ابتداء من يوم 4 حين اقتحم الإرهاب الوقف الشيعي وسط بغداد وقتل ما يناهز 20 شهيدا و116 جريحا, يبتعدوا هؤلاء الاخوه ان يسموها اختراقا امنيا لخططهم العسكريه , لان الاعتقاد الذي يغمر أذهانهم يبسط لهم الإحداث ويذلل من جسامتها وخسائرها, لكونهم يقارنون بين معاركهم السابقة مع الإرهاب قبل سنة أو سنتين بإعداد الهجمات وكثافتها ومقدار الخسائر البشرية التي يتركها كل هجوم .
لكنهم يتناسون ان العراق ألان أضحى ترسانة عسكريه ضخمه بأصناف جيوشه ومغاويره وقواه الامنيه التي فاقت الملاين من رجال الدفاع والداخلية والأجهزة الامنيه والاستخباراتيه وقوى الطيران والسند والإسناد والصحوات وعسكرة المجتمع حين سمحوا لإفراده بحيازة السلاح وما تمتلكه هذه القطعات من إمكانيات لوجستيه واليات ودروع وأسلحة متطورة قل نظيرها في محيطنا العربي.
كل هذا معد لحماية أرواح الناس والحفاظ على سلمهم الأهلي والاجتماعي من الظلاميمين والارهابين المارقين المتعطشين لإراقة دماء العراقيين .
هؤلاء هم أعداء العراق وهذه الترسانة العسكرية التي امتلكها العراقي لتقوية جبهته الداخلية ليدافع بها عن مواطنيه من غدر هؤلاء الذين عشعشوا بين ظهرانينا كل هذه السنين , وليس دفاعا عن حدود وهجمات خارجية فالحمد لله مصانة ومحروسة حدودنا من دول الجوار بفعل العلاقات الاخويه التي تربطنا معهم فلم يتخللها إلا مغازلات نارية بسيطه لم تستطع ان تخدش عرى الصداقه وتفك أللحمه مع جيراننا !!!.
لكن كل هذه الإمكانيات والقدرات العسكرية لاتتناسب مع ما يمتلكه العدو الإرهابي من إرادة وتصميم ومن مهارة وخبرة في كيفية استخدام السلاح وترويضه ليكون طيع البنان بين يديه, فضلا عن غرف عمليات ثابتة ومتنقلة وفرق استكشافيه وقواعد بيانات استخباريه دقيقه ورصينه تسهل لهم سرعة الحركة والمناورة واختيار الأهداف والمواقع التي يرتئونها ويخططوا لها مسبقا .
ولنكن صرحاء مع أنفسنا وجمهورنا من ان مؤسساتنا العسكرية والامنيه اعتمدت الهشاشة والالتواء والزيف في بناء هذا الصرح الجديد في بداية تشكيلها , فلم تؤخذ التجربة والكفاءة والمهارة والخبرة في نظر الاعتبار. قدر الاهتمام والأخذ بالانحدار الطائفي والعنصري أو الانتماء الحزبي. حيث تغلغلت الأحزاب والميليشيات إلى صفوف هذه المؤسسات وذلك باستخدام أساليب تظليليه ومخاتلة ودنيئة . كالتزكية الحزبية أو الرشوة أو الدفع بمئات الدولارات لشراء الترشيح والتزكيات من المتنفذين.وكان من الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الاداره الامريكيه في العراق ان سمحت لعناصر الميليشيات انتسابها للجيش بموجب القرار الذي أصدره الحاكم المدني بريم والمرقم 91 في 7/6/2003 والذي أتاح لهذه الميليشيات الطائفية والعرقية تغلغلها في قلب المؤسسة العسكرية., حيث كان من بينها عناصر وإفراد تمثل الاستخبارات والمخابرات الاجنبيه التي انحدرت منها هذه الميلشيات لكونها زرعت داخل ثنايا هذه المؤسسة وكلائها مما يشكل خطورة كبيره واختراق امني فاضح في بناء هذه المؤسسة وهيكلي وله اكبر الأثر على وجودها وحركتها التي تستوجب الكتمان والسرية .ناهيك ان قانون إدارة ألدوله للمرحلة الانتقالية أعطى الشرعية للميليشيات بالاندماج في مؤسسات ألدوله ودوائرها والذي بدوره أتاح لعناصر الميليشيات الولوج والاندساس داخل المؤسسة العسكرية والامنيه .لهذا أضحى جيشنا وقوانا الامنيه متعددة الولاءات والانتماءات للطائفه او القومية أو للحزب وبالتالي أصبح لهذه الميليشيات والإفراد غطاء تتحرك بموجبه لتفعل ما تشاء خارج سلطة ألدوله والقانون .
.فضلا عن التحاق الكثير من عناصر الجيش ألصدامي ومن ذوي النوايا المبطنة التي تريد الإيقاع بالعراق ونظامه الفتي. حيث اخترقت هذه العناصر المؤسسة العسكرية دون تمحيص وتدقيق واغلبهم من البعثين والصدامين مما يشكل حالة عدم استقرار وامن داخل المؤسسة وبين صفوفها وينعكس ذلك على مهامها ودورها في مكافحة الإرهاب والجريمة حيث تسرب كل المعلومات والخطط من داخل الجيش إلى التنظيمات والعصابات ألخارجه على إرادة ألدوله من
الصدامين والارهابين .وعلى ضوء ذلك يتخذوا الحيطة والحذر في تحركاتهم وتكتيكاتهم وبما يعطيهم ألقدره على السرعة والحركة ,وتغير الأماكن, وحتى السلاح المستخدم بنوعيته وكميته وطرق معالجته.
حمودي جمال الدين









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية