الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة السورية و الهجرة(ملف)

قصي ابراهيم حسن

2012 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


قراءة في بدايات الثورة في سوريا
لقد انتفض السوريين في البداية من أجل أهداف سورية محددة و من أجل اصلاحات على النظام أن يتبعها لكي ينجو من السقوط ، و كانت الانتفاضة بمثابة اشارة لم يلتقطها رادار النظام ،و أجهزته الامنية العديدة المنتشرة على طول البلاد و عرضها ،مفادها أن الشعب السوري لم يعد كما كان عليه منذ أربعين عاما "،فقد كسر حاجز الخوف و الصمت ،و بات يريد المشاركة في القرار السياسي لسوريا ،و في قرارات المقاومة و الممانعة التي كلفت الشعب السوري الكثير في ظل حكم آل الاسد ، ولان النظام لم يلتقط الاشارة و اعتبر أن ما يجري مجرد محاولة صبيانية لتقليد ما يجري في العالم العربي، لم يأخذ التحركات التي جرت بداية في درعا على محمل الجد ،فهو يظن أنه يمسك بتلابيب الشعب السوري الخائف بالفعل من الاجهزة الامنية أولا" ومن تجارب العراق و لبنان ثانيا حيث أن التركيب الديمغرافي للبلدان الثلاثة متشابه الى حد بعيد ،لذلك قام باتباع حلول أقل ما يقال عنها أنها حلول قاصرة تثبت عجز النظام عن قراءة الواقع الذي وصل اليه الشعب السوري نتيجة التطورات الحاصلة في العالم ، و العالم العربي خصوصا" وقام بزرع أفكار و رؤى عن مجموعات سلفية و عصابات مسلحة ،و أكد من خلال الاعلام الرسمي أنها هي من تقوم باطلاق النار على المتظاهرين السلميين في درعا و غيرها من المدن التي بدأت تدخل معترك الصراع السلمي شيئا" فشيئا" ،و في كل مرحلة نرى أن النظام يقرأ الواقع السوري بغباء قل نظيره و كأن هذا النظام بالفعل قد انقلب خلال العشر سنوات من ذكاء أثار إعجاب الكثيرين بالرغم من معارضتهم له ،الى غباء قل نظيره فهو (أي النظام ) ما زال متمسكا" بلازمة أنه قادر على أن (يعدل الدستور بخمس دقائق و دون أن يعترض أحد من السوريين )و بالتالي فهو قادر على إقناع السوريين بأن من يقوم باطلاق النار على المتظاهرين السلميين ليسوا سوى شرزمة من السوريين تلقوالدعم من الخارج، او أن المتظاهرين السلميين ليسو سوى مجموعات صغيرة هنا و هناك من المندسين و الجراثيم، التي نستطيع القضاء عليها بمجرد إدخال قادتها الى المعتقلات و السجون .
و لم يخطر في بال القادة الامنيين و السياسيين في سورية على الاطلاق أن الشعب السوري الذي عاش أربعين عاما" من القمع والتنكيل و كم الافواه قد كفر بالفعل بهذا النظام الذي يأخذ السوريين الى المزيد مما عاناه سابقا" بحجة المقاومة و الممانعة ، حتى أنه كفر بالممانعة و المقاومة التي صبر لاجلها أكثر من ستين عاما" و قدم على مذبحها الغالي و النفيس و النتيجة كانت فقرا" مدقعا" في طرف(الشعب) و غناء" فاحشا" في طرف المقربين من النظام .
و في الطرف المقابل، أي طرف المعارضة، التي من المفترض أن تتكفل بقيادة الحراك السلمي للشعب السوري،فإن عجزها التاريخي الناجم عن القمع و التنكيل و الهجرة الذاتية و التهجير الاجباري ، وجدت نفسها فجأة و دون سابق انذار في وسط المعممعة ، فأخذ الارتباك –الذي هو متأصل فيها- يجعلها تفقد البوصلة شيئا" فشيئا" فبدل أن تثبت في مواقعها الداخلية على مستوى الشخصيات المعروفة تاريخيا" بمعارضتها للنظام و عودة من يستطيع العودة من الشخصيات المعارضة في الخارج ،و ينتج لدينا بدل مانديلا و احد و غاندي واحد مانديلات و غانديات ، أخذت هذه الشخصيات في الهجرة الى الخارج واحدا" تلو الاخر، تاركة خلفها الشعب السوري وحيدا" في معركته مع النظام ،أيضا" بسبب قراءة خاطئة للظروف الدولية وقدرة النظام (السوري) و ما سوف تؤول اليه الامور، و ظنا" منهم أن ما ينتظر سوريا يصنع في الخارج و ليس للداخل السوري أي تأثير في ذلك و راهنو ا على المجتمع الدولي و العربي و التدخل الخارجي كما حصل في ليبيا و أنشأو مجلسا" وطنيا" على غرار المجلس الليبي و بدأوا يمارسون الاساليب السلطوية حتى قبل أن ينشق جندي واحد من الجيش السوري أو تسقط مؤسسة واحدة( كمؤسسة القضاء التي سقطت في ليبيا عندما انحاز عبد الجليل لجهة الثورة) هؤلاء المعارضين عندما ظنوا مخطئين أن النظام سوف يسقط تحت ضربات الخارج و أن معارضي الخارج هم من سوف يحظون بالقسم الاكبر من الكعكة أخذو يتوافدوا فرادى و جماعات الى الخارج لكي ينالهم مما قرر السلطان(الامريكي الخليجي ) نصيب و لكن كما حدث للنظام السوري حيث أنه لم يقرأ الواقع السوري بشكل صحيح فان المعارضة أيضا" لم تقرأ الواقع الدولي و السوري بشكل صحيح. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعقيب بسيط
ماجدة منصور ( 2012 / 6 / 18 - 09:18 )
خلال فترة حكم حزب البعث البائس لم يكن بالإمكان نشوء معارضة حقيقية لا في الداخل و لا في الخارج ، حتى و نحن في المهجر كنا نجد صعوبة بالغة في التواصل الطبيعي فما بالك اذا كان الأمر يتعلق بتشكيل أحزاب أو جمعيات أو ما شابه !!!0
لقد نجح هذا الحزب البغيض ببث التفرقة و التوجس و الشك و الريبة بين أبناء الوطن الواحد في الداخل و في الخارج على حد سواء
عندما كنت أقترح تشكيل معارضة وطنية شريفة كانت التقارير المخابراتية تنهال الى دمشق من كل حدب و صوب من (كتبة التقارير) وكأني كنت أدق خازوقاً بأسفلهم
اعلم جيدا يا حضرة الكاتب أن هذه العصابة__عصابة الأسد __ليست بدولة بل هي عصابة منظمة قبضت على رقابنا في غفلة من الزمن و لا تحتمل طبيعتها الهشة وجود معارضة شريفة ونحن لم نقتنع و لو للحظة بمعارضة تنشأ خارج حدود سوريا..خارج حدود القهر و الطغيان.. خارج معاناة الشعب السوري..0
لك احترامي

اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش