الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى جانب مباراة كأس أمم أوربا-1-

شذى احمد

2012 / 6 / 18
الصحافة والاعلام


الانتقام
لمن عاشرته رغما عنه كرة القدم سنوات وسنوات وأجبرته بسبب التركيب الأسري على معرفة خصائصها ، والتي هي بالتالي ليست خوارزميات كما يحلو لأصحابها تسويقها بل لعبة لها قواعد وأصول مثل كل الالعاب تتميز عنها بكونها الاشهر عالميا والأكثر مشاهدة .لمثل هذا ولغيره تبقى المباراة اما وسيلة لتسلية وتبادل وجهات النظر والتحزب الاجباري لهذا الفريق او ذاك خلال دقائقها التسعين ،والوقت الضائع المضاف اليه بسبب الالعاب البهلوانية لهذا اللاعب ،أو التعثر المقصود لذاك . و استبدال اللاعبين والاهم تقديرات الحكم سيد الموقف.

في مباراة بولندا مع التشيك لعب الفريق التشيكي متفوقا على البولندي بشكل واضح.... لست بصدد كتابة تقرير رياضي عن المباراة. لا ليس الهدف منه ذلك اطلاقا انما اردت بسط بعض الحقائق للقارئ الذي لم يشاهد هذه المباراة. فما كان من البولونيين المضيفين إلا تعويض اخفاقهم وعجزهم عن مجاراة الفريق الخصم بتعمد الخشونة ، ومزاحمة المهاجمين ومنعهم بالعنف من الوصول الى الهدف ، ربما لم تسجل حالة ضربة جزاء لاستقتالهم بإيقاف التشيك خارج منطقة الجزاء . بعض من سلوكياتهم رصدها الحكم واغدق عليهم ببطاقات التنبيه والأخرى ربما لم يستطع رصدها ،او لكثرتها شعر بالملل من معاقبة كل لاعب وفي كل مرة. كل ذلك دفع التشيك الى تغيير خطتهم الهجومية وتكليف لاعبي خط الوسط باستلام زمام المبادرة ومساعدة المهاجمين الذين كان عليهم مواجهة ضربات الفريق الخصم وإعاقتهم على الدوام ونجحت الخطة واستطاع احد اللاعبين اختراق الفخاخ والحواجز العنيفة للبولنديين ليسجل هدف المباراة الوحيد ،واستحق التشيك الفوز
ذكرتني المباراة بأخرى جرت وعلها تجري على الدوام في ربوع اوطاننا العربية. جرت بين الشيخ خالد والسيد القمني كانت المباراة غير الودية التي اقيمت على ملاعب فضائية الشيخ خالد وبتحكيم احد انصاره ان لم يكن اتباعه مباراة حامية الوطيس. تعمد فيها الشيخ خالد كسر القمني بكل ما اوتي من قوة. ولان الحكم لم يكن حياديا ومائلا كل الميل لصاحب نعمته ،فلقد عانى القمني اثناء المباراة من ضربات خصمه ، والغريب كلما اراد الانفراد بالهدف والتسديد يسود الملعب الهرج والمرج وتعلو الاصوات ،ولا يمنح حق التسديد. انتهت المباراة كما تحدث متابعوها لاحقا بالضرب ،والإيذاء الجسدي للقمني الذي ظن واهما بإمكانية اقامة مباراة ودية بين فكر ،وفكر اخر مهما خالفه بالرأي وتباينت بينهما وجهات النظر .. وبينت له التجربة استحالة ذلك.
الغريب يا اخوتي صعوبة اعطاء نتائج قطعية لمثل هذه المباراة . بمعنى خصوم القمني سيعتبرون ما قام به الشيخ الجندي ومذيعه المتحيز انجاز بل هزيمة لكل ما هو علماني ، وتنويري وراغب بالانفلات من عقال الدين بحثا عن حلول اخرى ، او على الاقل دراسة اوضاعه والاستعداد لخيارات افضل.
اخرون قد يعتبرون المباراة هزيمة ماحقة لمنطق التشدد الذي فضح نفسه بنكرانه لحرية الفكر ، و فرضه الارهاب الفكري بطرق عفا عليها الزمن. وسلوكه الفاضح مع القمني ومحاولة جر النقاش الى زوايا معتمة. القصد منها النيل من المفكر.
لهذا فالمباراة غير محسومة النتيجة لعدم اعتماد الكثير من المباريات هناك على ابسط القوانين المتقف عليها في اي لعبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تكسّب
مازن فيصل البلداوي ( 2012 / 6 / 18 - 15:32 )
المحترمة د. شذى
شكرا للمقال
انا واثق جدا لو انّهم ضمنوا التكسّب من العلمانية،فسيتحولون جميعهم الى علمانيون بامتياز ابتداءا من الغد،الا ان الطريق التي يسلكونها معبدة ومنذ فترة طويلة جدا وسهل جدا السير عليها! فلماذا يتركونه الى جادة اخرى؟ على الرغم من وجود العديد من الـــ(تول غيتس) على الطريق القديم،فلمواطن يدفع ضريبة المرور وبسعادة متناهية
تحياتي


2 - الزميلة الدكتورة شذى
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2012 / 6 / 18 - 15:48 )
الزميلة الدكتورة شذى
تحياتي
نعلم أنكِ شاعرة, ونعلم أنكِ كاتبة مقال قصير, لكن لا نعلم نكٍ محللة رياضية لمباراة كرة قدم , يفوق تحليلها مجموعة معلقي الجزيرة الرياضية, لم نكن نعلم أنك تعرفين الخطط و حيل المدربين و اللاعبين..لكن الاهم هو تحليل الحوار بين مندوب خفافيش الظلام و مندوب التنوير
تبقى مناظرة صادق جلال العظم لشيخ الارهاب و الفساد المراهق القرضاوي في برنامج الاتجاه المعاكس نقطة مضيئة في تاريخ التنوير...أطبق العظم على القرضاوي ولم يدع له مجالا للتنفس
شكرا لك دكتورة وبانتظار الجزء الثاني
مع مودتي واحترامي


3 - عُشر أعشار الثانية قد يُغير نتيجة المباراة
الحكيم البابلي ( 2012 / 6 / 18 - 22:24 )
السيدة د. شذى أحمد
الحق هو ربط ذكي بين لعبة رياضية ومقابلة تلفزيونية بين سيد القمني وأحد صخول السلفية الإسلامية العقربية ، وقد أجدتِ الربط لولا بُخلك في سرد أطول كان ممكناً جداً ، فأنتِ معروفة بقصر مقالاتك حتى حين يقتضي الأمر الإسهاب

ملاحظاتي دائماً والتي سبق لي طرحها حول كرة القدم العالمية تخص ( الوقت الضائع ) بالذات ، حيث في كل الألعاب الأخرى ( الفوتبول الأميركية ، الباسكت بول ، الهاكي ) وبعض الألعاب الأخرى ، يجري حساب الوقت الضائع بعُشر أعشار الثانية ، وللوقت مسؤولين خاصين محترفين يسمونهم ( تايم كيبر ) وأحياناً تُحدد نتائج اللعبة وفوز هذا الفريق أو ذاك بعشر أعشار الثانية ، بينما نرى الأمر لا أهمية له في لعبة كرة القدم العالمية ( الساكر ) والأكثر سخرية في كل الموضوع أن الحكم هو المسؤول عن الوقت وهذا ليس من واجباته أصلاً، وأحياناً تكون هناك أكثر من دقيقة زائدة او ناقصة في حساب ذلك الحكم ، بينما ممكن لعشر أعشار الثانية الواحدة تحديد نتيجة المباراة ، وهذا يحدث يومياً في كل الألعاب التي ذكرتها
الغريب والخطير أنه ليست هناك إعتراضات حول عدم إستعمال الوقت الضائع بصورة دقيقة للغاية
تحياتي


4 - الزميل مازن البلداوي
شذى احمد ( 2012 / 6 / 19 - 07:50 )
تحية طيبة لك .. جبتها من الأخر كما يقول المثل.. الطريق معبدة وسهلة السير لذا فالتكسب من الأسلام والعصبية اكثر .. لكن مع ذلك تبقى هناك العقول الرافضة لمثل هذا الابتزاز والاسفاف والأرهاب الفكري لاسيما وهي تتقاسم تهمة الارهاب بلا تمييز مع من يرهب فعلا باسم الأسلام. تحية لك من جديد واهلا بك


5 - زميلي المهندس الزبرجاوي
شذى احمد ( 2012 / 6 / 19 - 07:56 )
تحية طيبة.. اخمن يا صديقي بان الملايين المهوسة بكرة القدم. والتي تركت متعة القراءة ومتابعة النشاطات الثقافية الفكرية او الاستماع لموسيقى حالمة وغيرها من النشاطات اخمن بانها تعرف حيثيات اللعبة التي تشجع والا كانت خيبتنا لا مثيل لها..كله هذه الملايين بل المليارات التي تجنى من وراء هذه اللعبة تجارة ودعاية واعلام ثم لا يعرف الناس ابسط قواعدها.اما ما يخص المناظرات الفكرية فهي تستحق منا جميعا المتابعة والرصد والكتابة لانها السبيل لمناصرة المفكرين التنويرين ومساندتهم في حربهم غير المتكافئة مع سلطة وجبروت بعض رجال الدين المشتغلين في الافتاء والاقصاء والحجر والتكفير وتحريض الناس على هدر دم كل من يخالفهم


6 - الحكم حكيم بابل
شذى احمد ( 2012 / 6 / 19 - 08:04 )
زميلي وصديقي الاستاذ الحكيم البابلي
تحية طيبة
تعاتبني على الدوام بقصر مقالاتي
ليس السبب قصر النفس بل قصر النظر الذي صار سمة العصر
الناس لا وقت لديها للقراءة
الكتاب صاروا يتحايلون لتكثيف افكارهم وطرحها بمقطوعة اول ما تقع عليها عين القارئ يقول حسنا سأقرأها هذه مناسبة لبعض الوقت
انت ادرى بحكم اطلاعك الواسع على تحديات الكلمة واسباب سحب البساط من تحتها. لكن مع هذا نحن محظوظون اذ نرى من يتابع ويقرأ ويتفاعل مع الكلمة والكتاب هذا سبب
اما السبب الثاني فلقد قيل سابقا خير الكلام ما قل ودل
فاذا ما استطعت ايصال فكرة بعدة جمل فلما تأخذ القارئ بمتاهات لا تورثه الا الملل
اي مباراة كرة قدم لا تستبدل متعة المشاهدة باي شرح وعرض حتى لو كان المعلق مؤيد البدري!!. كذلك المناظرات الفكرية مع هذا فانا من اشد المتابعين والمعجبين لمقالاتك التي تستعرض بكرم كل موضوع من موضوعاتها ولا تبخل بمعلومة على قرائها ولو وجدت جدوى لاضافة المزيد لهذه المقالة او تلك لفعلت لكنني بعد كتابة كل مقال اعود واحذف الكثير حفاظا على وقت القارئ ورغبة بعدم الاثقال عليه. ربما هي طريقة تفكير وحياة يا صاحبي
لك كل المودة والاحترام


7 - انفراد القمني بحارس المرمى ممنوع
ليندا كبرييل ( 2012 / 6 / 19 - 09:32 )
فاللحظة التي سيسدد فيها القمني بقدمه الماهرة على الهدف ستكون نهاية للشيخ خالد ، إذ ستكون شوطة سينهدّ معها المرمى على رؤوسهم فتخرج عليهم العقارب والحشرات
من هذا التناقض يتحرك التاريخ
وواجبكم يبدأ هنا
لا انسحاب ولا نكوص ولا تراجع مهما كانت التحديات والتضييقات وحتى لو تبينتم أن الإنجازات ضئيلة قياساً لجهودكم ، فإن تراكمها سيؤدي إلى انفراج طاقة في حائط دفاع الخصم
نحن حقاً في مباراة رياضية ويجب أن نقبل بشروط اللعب
في الرياضة اليأس ممنوع ، التباطؤ مرفوض
إلى الأمام


8 - العداءة الزميلة ليندا
شذى احمد ( 2012 / 6 / 20 - 06:34 )
اتذكر وانا اقرأ تعليقك المفعم بالحماس سردك الرائع والشيق لذكرياتك وانت عداءة. اشعر بان من تسطر تمد جسراليوم بالغد
صديقتي صاحبة الروح الرياضية
انما هو واجبنا جميعا ان لا نتكاسل او ننسحب او نتراجع او او او.. المشكلة ليست بوجدود من يناقض المنطق والحياة بفكره وطرحه. بل من يريد تسير الأخرين وجعلهم عبيد لطريقة حياته. وهذا تكمن خطورة التطرف
فكل مذهب يريد اجبار الناس على اتباعه
كل مذهب يدعي انه الحق وغيره باطل
ولا تستثنى الاديان الكبيرة من ذلك فكل منها بتفرعاته يعتقد انه المخير والمنتدب لاخضاع كل من على الارض لقوانينه وشروطه. وتتأرجح حياة الفرد ـ الانسان ـ بين هذه التناقضات والتهديدات وتعاني الصراعات والحروب وينعدم هامش اختياره او حتى تفكيره بالاختيار
لك كل الاحترام
لسنا عدائين مثلك لكن سنحاول الجري قدرما تسمح لنا فيه لياقتنا البدنية فلا تعذلينا اذا لم نحرز نتائج باهرة حسبنا اننا لم نترك الساحة ونقدم ما نستطيع
كوني بخير طابت اوقاتك صديقة وكاتبة ومتابعة ومساندة قل نظيرها بين النساء

اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر