الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم الحب وميكانيكية الزواج

فريد يحي

2012 / 6 / 19
العلاقات الجنسية والاسرية


عندما يعتقد أشخاص بأنهم قد فشلوا في حياتهم الزوجية ،وبأن اختيارهم كان غير موفق،عندها يصبح هذا الموضوع أشبه بعقدة نفسية ،تجعل من هذه القضية ،تفسيرا لكل ردات الفعل،تجاه الأحداث التي تصادفهم ،وتدفع بالبعض منهم ،والذين هم من هواة القراءة والبحث عن المعلومة ،بالتركيز على المواضيع التي تتناول هذا الجانب ،لغرض إيجاد حل يخفف من ثقل هذه العقدة التي ترزح فوق أنفاسهم.

لقد وجدت مواقع على الانترنت مثل "إهرموني" و "اوككبيد" ،تعتقد في إمكانها أن تجد للشخص ،الحل المثالي الرومانسي ،وذلك عبر استخدام الخوارزميات. معتمدة على شعارات جذابة ، تعني أنها قد أتقنت أخيرا منهجا علميا يؤدي إلى التوفيق،حيث صار بإمكان المرء أن يجيب على بعض الأسئلة القليلة فقط، وسيقوم العلم،بإيجاد الحبيب المناسب له بطريقة فائقة في السرية، تجعل منه يعتقد انه وجد الشخص الملائم له.

فعل موقع "اوككبيد"من قبل الدكتور"وارن"الطبيب النفسي،والمؤلف لثمانية كتب عن الزواج والحب والصحة العاطفية،هذا الطبيب، قدم خلال 35 عاما المشورة للآلاف الأزواج والزوجات،ملاحظا وبعد بحث مستفيض،شارك فيه الآلاف من هولاء الأزواج والزوجات،بأن هناك مجموعة من الخصائص التي تبدو حاضرة في كل العلاقات الناجحة،دعها "بالأبعاد التسعة والعشرين للتوافق"،مؤكدا على إن هذه الأبعاد كانت في الواقع تنبؤية،وساهمت للغاية في نجاح العلاقة,أما موقع "إهرموني"...وألان، وبعد مرور 10 سنوات، فأنه يعتبر المسئول عن ما يقارب 5% من حالات الزواج في الولايات المتحدة.

هناك الكثير من المواقع ،والتي تعتمد "العلم" ،عادة ما تكون في طور التشكيك ، وتكاد تكون محبطة في كثير من الأحيان ،إلا أن القرب من المشاعر الإنسانية ،بالاعتماد على الرغبة في تحويل عالم الحب الرومانسي من الفوضوية إلى شيء قابل للقياس الكمي،يجعل العديد من المحبطين يتورطون في هذا البرنامج... هذه الفكرة، بالطبع ليست شيئا جديدا ،فهي موجودة منذ أوائل القرن العشرين،على أمل أن التطورات التكنولوجية الجديدة قد تفلح في يوم ما ،لإنشاء جهاز يعمل على التوفيق بين الكمال.

يبقى السؤال كم من رجل أو امرأة في المتوسط ،قدعلم مسبقا باحتمالية النجاح أو الفشل في الحياة الزوجية ؟ ، فكلنا يكاد يكون على قناعة بان الزواج ما هو إلا لعبة يانصيب. تجعل من المستحيل على الجميع، التنبؤ سلفا باحتمالية تحول هذه العلاقة في المستقبل.إلا أن هذه المواقع،تروج إلي أنه هناك بعض الأساسيات، والتي يمكن بسهولة التأكد منها، كي يتسنى للمرء أن يكون على يقين معقول في عملية الاختيار، فنحن قد نأخذ الحذر الشديد في تربية الخيول والكلاب والقطط، ولكن عندما يتعلق الموضوع بنا،فأننا وببساطة نكون جدا مهملين، بسبب عدم استخدام عقولنا، ولا الوسائل التي يضعها العلم في أيدينا.

فهناك اختبارات أساسية معينة تتم اليوم ،بإمكانها أن تعطي تأكيد معقول من السعادة الزوجية،حسب رأيهم،على سبيل المثال:-

1) اختبار الجاذبية الفيزيائية
وفقا "لغرينسباك" فأن الجذب المادي هو العنصر الوحيد والأهم لزواج ناجح. وهو ما يفسر على أنه قياس المستوى المادي لجذب الزوجين لبعضهما البعض، بحيث ترفق الأقطاب الكهربائية "لجهاز النبض الكهربائي "على معصم كل شخص منهما ويتم تسجل نبضهما،فيتحول هذا التسجيل إلي مخطط بياني،بالإضافة إلي ربط سلسلة حول صدورهم لغرض معدل قياس التنفس، فإذا ما ارتفع معدل النبض ،وصار التنفس سريع ،بينما يقوم المرء باحتضان و تقبيل شريك حياته، فهذا هو الدليل العلمي لجذب المادية،كما يقول "غرينسباك" .

2) اختبار التعاطف
اختبار ينطوي على مدى تعاطف أحد الشركاء في مشاهدة شيء ،من خلال صدمة عبر تقلصات للعضلات واستنشاق مفاجئ "بسبب الإثارة" .

3) اختبار رائحة الجسم
من المثير للاهتمام،أن "غرينسباك" يدعي، بأن أكثر الزيجات تدميرا، ربما ترجع إلي روائح الجسم لأي سبب كان،و اختبار رائحة الجسم، ليست بالتجربة الممتعة،ولكنها على رأي "غرينسباك"تجعل الاقتران الرومانسي آمن ، فالمرأة تحاول أن تتعرف إلي رائحة جسم شريكها،ومدى تقبلها لهذه الرائحة، لمعرفة ما إذا كان مناسبا للزواج.

4) اختبار الاضطراب العصبي
أيضا وفقا "لغرينسباك" فأن من المهم ،على الأقل لشريك واحد، أن يكون هادئا تحت الضغط،ويكاد هذا الاختبار ،لا يخلو من الطرافة،عندما يتصور المرء ،بأن 6 رصاصات تطلق عليه ،ليكتشفا الشريكان بعد حين المفاجأة ،والتي تبين إن إطلاق الأعيرة النارية كان مجرد طلق في الهواء،في هذه الحالة يتم تسجيل "رد الفعل العصبي"،تجاه بعضهما البعض،ومدى تأثيره على الحب.

ولكن...هذه المرة وفقا لي "أنا "،فأن الاقتران ،مثل أي عنصر من عناصر الحياة،يتأثر بالظروف المحيطة به،سواء كانت خارج الباب،وتنقل إلي داخله،أو العكس،مثل صعوبة الحياة وتعقدها،الذي عادة ما يؤدي الي الملل، فالزواج ماهو إلا شركة ،وجدت بين شريكين،إذا ما جمعت بينهما المودة والرحمة،وحرصا على استمرار شركتهما ،برغبة موجودة عند كلاهما في البقاء والمحافظة عليها،نظرا لاقتناعهما بجذوتها تحت أي مسميات كانت،والوقوف باحترام عند حدود حرية كل شريك فيها،فان الحياة الزوجية ستكون موفقة بقصد الاستمرار،حتى وان لم يكونا متوافقين...ويبقى الهوى قضية أخرى بعيدة عن الاختبارات.

وتبقى هناك العديد والعديد من الأسرار،التي لم يكتشفها العلم،ولن يكتشفها،ولعلني الآن يحضرني ما كتب الروائي"انطونيو غالا"وهو بأننا لسنا أحرارا...فقدرنا يقرن بنا منذ ولادتنا،يسلم لنا ككتاب،ليبقى كذكرى نحتفظ بها بحنوء وخيلاء طوال الحياة،إذا امتلكنا الجرأة الكافية،فأننا ننسخه بيدنا وخطنا،بمعنى "أن نؤدي الخط الذي علمنا إياه (احد ما)"،لنعتقد بأننا اخترنا الشريك،أحيانا بمباركة العلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن


.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س




.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز


.. الطالبة تيا فلسطين




.. الطالبة نورهان الحسنية